في إطار فعاليات المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، كانت الجامعة الوطنية للتخييم حاضرة برواق وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ضمن ورشة حول « المخيمات الصيفية : فضاء للتفتح والإدماج و المواطنة « وذلك يوم 18 نونبر 2023.
سهر على تنشيط الورشة، نائب منسق شعبة التخييم بمكتب الجامعة، محمد قمار وحضرها نخبة من الأطر والمهتمين بالشأن التربوي خاصة والشأن المدني عامة. وأدار الورشة الإطار الوطني والخبير التربوي في قطاع الشباب ذ زكرياء باحو .
وتميزت الورشة بحضور نوعي وكمي مهم، حيث سلط محمد قمار من خلالها الضوء، وفق مقاربة حوارية مفتوحة بنائية، على التمثلات الذهنية السلبية التي تعيق ورش الدمج، وتشكل عائقا نفسيا للتحول نحو المخيمات الدامجة ، موضحا في السياق عينه، أن الدمج هو خيار تربوي استراتيجي وطني، يعزز قيم التضامن والمساواة وتكافؤ الفرص، وهو مشروع وطني يهم شريحة من المغاربة، ذوي الهمم، ولا بد أن يجدوا مكانا في المخيمات مهما كانت طبيعة حاجياتهم الخاصة.
وأكد قمار في السياق ذاته، أن الشجاعة تتطلب منا تكييف البنيات التربوية وفضاءات الاستقبال، والعمل بالبيداغوجيا الفارقية والخاصة عند التكوين أو تدبير الحياة التربوية للمخيم، باعتباره فضاء لتعزيز القيم الإيجابية وتعديل التمثلات السلبية من خلال العمل التربوي الميداني ومنظومة العلاقات المدنية. وفي هذا الصدد، كانت الورشة مناسبة للتداول والنقاش حول أساليب تصريف قيم المواطنة منهجيا ومنهاجا ضمن مناشط المخيم، حيث أكد منشط الورشة محمد قمار على طبيعة « مجتمع المخيم» باعتباره جماعة سوسيولوجية، تمكن من استغلال مفاهيم تربوية واجتماعية، لبناء المواطن الطفل الذي يؤمن بمنظومة الحقوق والواجبات، ومبدأ الحق في الاختلاف وقيم التسامح، مؤكدا أن فضاء المخيم أرض خصبة للتربية على للقيم باللعب والفن والتعبير والتشكيل.
غنى الورشة تأسس على المستوى البيداغوجي والمعرفي، حيث كانت فرصة أيضا لتبادل الخبرات والتصورات والتجارب، من رؤية الفاعل الميداني لا المنظر البعيد عن إكراهات التدبير الواقعي للحياة التربوية بالمخيمات.