وضعية تزيد من معاناة المرضى ومحنهم .. خصاص كبير في أدوية الزكام ومضادات السعال

تستمر معاناة العديد من المرضى من أجل العثور على دواء يمكنه أن يخفف من آلامهم ويعالج عللهم، فبعد أزمة دواء «ليفوثيروكس»، التي تتواصل حدّتها وبشكل كبير ضدا عن التصريح الرسمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الذي يدّعي توفره، تعرف رفوف الصيدليات غياب عدد ليس بالهيّن من الأدوية التي تصرف في حالة الإصابة بالزكام، سواء تعلق الأمر بتلك التي تحتوي على مادة «الباراسيتامول» أو «الأزيتروميسين» أو غيرهما.
وأكد عدد من الصيادلة في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن مجموعة من الأدوية التي تعتبر جد مهمة باتت خلال كل فترة خريف وشتاء تختفي من الصيدليات أو تحضر بشكل نادر، مما يؤدي إلى تبعات صحية مختلفة، ويخلق معاناة للمرضى من أجل تدبر هذا الدواء أو ذاك. وشدد عدد من الصيادلة في تصريحاتهم للجريدة، على أنهم باتوا «يستجدون» أدوية بعينها أملا في توفير بضع علب للمرضى الذين يعانون من هشاشة صحية، والذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا الموسمية خلال هذه الفترة من السنة ولتداعياتها المختلفة.
ونبّهت مصادر الجريدة إلى أن أدوية خاصة بالزكام أضحت نادرة كما هو الحال بالنسبة للعلامات التجارية التي تشمل «رينوميسين» و»ريميكس» و «فيبريكس» وغيرها من الأدوية المشابهة التي هي على شكل أكياس، إضافة إلى علب «الفيتامين س»، فضلا عن أقراص المضاد الحيوي «الأزيتروميسين»» بكافة أنواعه بما فيها الجنيسة منها، ثم مجموعة من الأدوية الأخرى المتعلقة بـ «مضادات السعال».
واقع يمكن لأي كان أن يقف على حقيقته في زيارة لأقرب صيدلية، سواء استفسر الصيدلاني أو اكتفى بالتطلع إلى الرفوف، حيث سيتبين وجود علب معدودة على رؤوس الأصابع للأدوية الخاصة بالزكام أو غيابها بشكل مطلق، إذ بات الخصاص في الأدوية العنوان الأبرز، والذي يمتد ليشمل لائحة طويلة من الأدوية الأخرى التي تخصّ مجموعة من الأمراض، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، دواء خاص بعلاج الصرع، وهو عبارة عن أقراص، ونفس الأمر بالنسبة لمشروب موجّه للأطفال يهم نفس المرض، الذي ظل مختفيا لمدة طويلة خلال هذه السنة، مما يزيد من محن المرضى وآلامهم.
وأوضح مهتمون بالشأن الصحي أن الحديث عن إعداد مخزون استراتيجي للأدوية يمتد لـ 12 شهرا يعتبر أمرا مستحيلا في ظل الوضعية التي تعرفها السوق الداوئية في بلادنا، بالنظر إلى أن هناك أدوية كثيرة تعرف ندرة كبيرة، في الوقت الذي تؤكد فيه القوانين المنظمة ضرورة توفير مخزون لمدة 3 أشهر، الأمر الذي يؤكد الواقع عدم تطبيقه. وشدد عدد من المتحدثين للجريدة على أن الأدوية البسيطة الثمن هي الأكثر انقطاعا و»اختفاء» من الصيدليات، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن الغايات من ذلك، ويسائل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومديرية الأدوية بها عن التدابير المتخذة لحماية صحة المغاربة وضمان عدم إثقال كاهلهم بمزيد من المصاريف، خاصة وأنه يتم استيراد فيتامينات وغيرها بأثمنة باهظة من أجل تعويض تلك المفقودة، في الجانب المتعلق بالمكملات الغذائية نموذجا!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/01/2023