وفاة تينا ترنر: ملكة الروك أند رول اختبرت الألم في قلبها ورحلت

توفيت «ملكة الروك أند رول» المغنية تينا ترنر، الأربعاء، «بسلام» عن 83 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض، بحسب ما أعلنه وكيل أعمالها.
وأوضح برنارد دوهيرتي في بيان أرسله إلى وكالة «فرانس برس»، أن النجمة الأميركية الحائزة أيضاً الجنسية السويسرية، توفيت في منزلها قرب زيوريخ.
ولفت بيان عبر حساب المغنية عبر «إنستغرام» إلى أن ترنز، «مع أعمالها الموسيقية وشغفها اللامحدود بالحياة، أسعدت ملايين المعجبين حول العالم وألهمت نجوم المستقبل».
أشعلت تينا ترنر بصوتها القوي وحضورها الزاخر حيوية المسارح، وتركت بصمة كبيرة في موسيقى الروك في القرن العشرين، وأصدرت على مدى خمسة عقود أغاني ضاربة، أولاً مع زوجها آيك ترنر ومن ثم خلال مسيرة منفردة حققت خلالها نجاحاً باهراً.
واحتلت المغنية السوداء الفائزة بثماني جوائز غرامي التي توفيت عن 83 عاماً، المسارح اعتباراً من ستينيات القرن الماضي، واستقطبت جيلاً جديداً من المعجبين في عودة مظفرة بعدما أفلتت من زواج تعرضت فيه للتعنيف.
هجرها أهلها فخرجت من حقول القطن في ولاية تينيسي الأميركية لتصبح «ملكة الروك أند رول» المليئة شغفاً، والتي تفيد رواية في أوساط الموسيقى بأنها علّمت مغني فرقة «رولينغ ستونز» ميك جاغر كيفية الرقص.
بعدما استحالت ظاهرة عالمية، عاشت المغنية صاحبة أغانٍ مثل «ذي بيست» و»ناتبوش سيتي ليميتس»، سنوات حياتها الأخيرة في سويسرا مع زوجها الثاني إيروين باخ، وهو مسؤول كبير سابق في شركة إنتاج موسيقي تزوجته عام 2013 بعد علاقة استمرت ثلاثة عقود.
شهدت بداية مسيرتها عندما كانت تغني خصوصاً موسيقى السول وأر أند بي، تغيرات وتقلبات كثيرة. وهي أقرت أنها حاولت الانتحار في ذروة تعنيف زوجها الأول آيك ترنر لها جسدياً ومعنوياً.
وروت في مذكراتها «ماي لاف ستوري» في 2018: «كان يلكمني على أنفي مراراً وتكراراً إلى حد كنت أشعر بطعم الدم ينزل في حلقي عندما أغني».
هربت تينا من زوجها عام 1976، واجتازت راكضة طريقاً سريعاً للفرار خلال جولة موسيقية. وأنجزت معاملات طلاقها في عام 1978 ولم تحمل معها سوى اسمها الفني.
إلا أن الحلم بالتحول إلى نجمة روك لازمها.
وتساءلت ترنر في تعليقات عرضت خلال مراسم دخولها متحف مشاهير الروك عام 2021 «كيف لي أن أملأ ملاعب رياضية؟ كنت أطمح لذلك، كنت أريد أن أفعل ما كان يفعله جاغر وآخرون في ذلك الوقت».
وقد حققت هذه الأحلام بل أكثر عندما سجلت نجاحاً هائلاً عام 1984 مع ألبومها «برايفت دانسر». ونالت أغنيتها «واتس لاف غوت تو دو ويذ إيت» الواردة في هذا العمل جائزتي غرامي، وأطلقت نجوميتها العالمية في سن الرابعة والأربعين.
بعد أربع سنوات على ذلك، سجلت رقماً قياسياً مع أكبر عدد حضور دفع ثمن بطاقة لحفلة يقيمها فنان منفرد، خلال عرض لها في ريو دي جانيرو، مع مشاركة 180 ألف شخص.
بصفتها امرأة سوداء اختارت الروك على موسيقى دو-ووب الخمسينيات وموتاون الستينيات، أعادت ترنر كتابة قواعد هذا النوع الموسيقي للنساء.
وقالت مغنية الراب ليزو إن ترنر «جسّدت الحلم لكونها امرأة سوداء احتلت خشبة المسرح بمفردها».
باعت ترنر أكثر من مائة مليون نسخة من ألبوماتها حول العالم بحسب مجلة «بيلبورد»، ومهدت الطريق أمام مغنيات جريئات من أمثال جانيت جاكسون ومادونا وبيونسيه.
وقالت بيونسيه خلال مراسم تكريم لتينا ترنر العام 2005 في مركز كينيدي: «لم يسبق لي أن رأيت في حياتي امرأة بهذه القوة وبهذه الروعة ومن دون خوف».
ولدت آنا ماي بولوك، وهذا اسمها الأصلي، في 26 تشرين الثاني 1939 في بروانزفيل في ولاية تينيسي. وترعرعت مع شقيقتها في عائلة متواضعة الحال، إلا أن وضعهما ساء عندما تخلى والدهما عنهما أولاً ومن ثم والدتهما.


بتاريخ : 29/05/2023