لبت نداء ربها مساء أول أمس الاثنين الفنانة الاغنية الشعبية الجبلية شامة الحمومي المعروفة بـ“شامة الزاز“، بمدينة تاونات، عمر ناهز 70 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وكانت الحالة الصحية للفنانة المغربية القديرة قد ساءت في الشهو الأخيرة، حيثُ أجريت لها مجموعة من الفحوصات بمدينة فاس، وكان من المرتقب أن تجري عملية جراحية على مستوى القلب.
وتعرف شامة الحمومي أو شامة الزاز في الأوساط الفنية المغربية بـ»أيقونة الطقطوقة الجبلية» بإيقاعات الاريفية الشهيرة التي تعود إلى مئات السنين، وتتميز بطقوسها التقليدية المتعلقة بالملابس آلاتها الموسيقية الخاصة.
وساهمت الفنانة الراحلة، بصوتها المميز في التعريف بهذا الفن المغربي العريق رغم ظروفها الاجتماعية الصعبة من خلال مشاركتها الفنية في عدد من السهرات الوطنية، كما بصمت ذاكرة عشاق «الطقطوقة الجبلية» بأعمال فنية غزيرة منذ سنوات طويلة، تم توثيقها في أكثر من 60 شريطاً غنائياً.
هذا، وتقول سيرة الفنانة الراحلة شامة الزاز إنها  النور في إحدى قرى إقليم تاونات، وتزوجت في الرابعة عشرة من العمر، لكنها ترملت بعد أربع سنوات فقط.
وولجت شامة إلى مجال الفن، في فترة محافظة، إذ لم يكن من السهل أن تصبح المرأة مطربة في القرى، وجرى النظر إلى امتهان الغناء بمثابة عيب، وهذا الأمر جعلها تتخفى في البداية وغنت بأسماء مستعارة.
وتعاونت شامة الزاز مع الفنان المغربي الراحل، محمد العروسي، وتوجت مسيرتها الفنية بطرح العشرات من الأشرطة.
لكن هذه المسيرة الفنية اللامعة لم تخلف مردودا ماديا كبيرا على شامة، بحسب ما كشفت عنه في مقابلة صحفية، قائلة إنها ظلت تتلقى مقابلا زهيدا لإحياء الحفلات و الأعراس.
ولم يقتصر مسار شامة على البروز في الأعراس، بل شاركت على نحو لافت في مختلف مهرجانات الفنية الوطنيو ، كما حضرب في العديد من السهرات بمختلف القنوات التلفزيونية الوطنية .
وتوصف شامة بالفنانة المتمكنة، لأنها أبدعت في فن «الطقوقة الجبلية» طيلة عقود طويلة من حياتها، نظرا لصوتها القوي والصادح الذي مكنها من احتلال مكانة جد مميزة لدى العاشقين لهذا الفن المغربي الخالص سواء على المحلي أو الوطني..