عن «سليكي أخوين» بطنجة ، صدرت للكاتبة أسماء الفضيل أولى أعمالها الابداعية رواية «وميض ضوء».
تنتقل خديجة من مسقط رأسها بالبادية إلى مدينة الدار البيضاء، بعد تزويجها بابن عمها وهي في سن الرابعة عشر. تعيش في بيت أسرة زوجها وترزق بخمسة أبناء. ثم يهاجر الأب للعمل خارج أرض الوطن، وتضطر خديجة لاستئجار غرفة والخروج للعمل في انتظار استقرار الظروف المادية لزوجها في بلد الغربة، فتجد صعوبات في تدبير أمور أسرتها.
تلتقي خديجة بطلة الرواية أثناء رحلتها بأشخاص قدموا لها يد العون لتجاوز بعض العقبات، فكانوا وميض الضوء الذي ينير لها الطريق من حين لآخر وهي تسير داخل نفق مظلم يقودها إلى مزيد من الأنفاق.
تعطي الرواية، التي وإن كانت من وحي الخيال، صورة عن مظاهر الحياة داخل الأحياء الشعبية في مغرب الستينات وبداية السبعينات. في بيوت لا توصد أبوابها إلا في ساعات متأخرة من الليل، وأزقة يتعايش فيها نداء «مول الما»، وصوت المذياع وطنين «المهراز»، وسكان لهم علاقاتهم الإنسانية التلقائية العفوية، غير أن فضولهم قد يعقد العيش بينهم.

مقتطفات من الرواية:
« كانت الوجبة الوحيدة التي تجتمع حولها الأسرة تتم مساء، أما باقي اليوم، فيكتفي أفراد الأسرة بما تبقى من شاي وجبة الفطور والخبز الحافي، تفنن سكان البيت في تحسين مذاقه بإضافة بعض التوابل، كالقرفة والكامون. فيعصر براد الشاي عصرا على امتداد اليوم من طرف المتأخرين للحصول على ما يرافقون به خبزهم الحافي، في انتظار حلول موعد وجبة العشاء.
– يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يريد أحدهم النزول في إحدى المحطات فيحول الازدحام دون وصوله إلى الباب الأمامي، ثم ترتفع الأصوات:» بشوية ما تدفعش». وقد يوجه الكلام للسائق:» أ تسنا مالك مزروب»، فيضطر هذا الأخير للرد أحيانا:» بلا غوات كتبقاو ناعسين أو تبداو تصدعو لينا راسنا، را لفران عيان كتسحاب وراسكوم راكبين فطوبيس ديال بصاح، هذا غير طارو ديال الزبل بالروايد، الله يعفو علينا من هاذ الخدمة».
أسماء الفضيل من مواليد مدينة الدار البيضاء ، أستاذة مادة علوم الحياة والأرض ،عضوة بمنظمة العفو الدولية فرع المغرب خلال الفترة ما بين 2006 و 2014 ومنسقة سابقة للفرع بجهة الشاوية ورديغة، عضوة بمركز حقوق الناس- كاتبة عامة لجمعية رابطة القلب للثقافة والتنمية الاجتماعية والمستدامة بسطات خلال الفترة 2010- 2016.