يتحدث عن دور البيئة اللغوية في اكتساب اللغة : «اللغات الأم وتحصيل المعجم» لبنعيسى بنيشو

 

عن الدار المغربية العربية، صدر للباحث المغربي بنعيسى بنيشو كتاب جديد بعنوان « اللغات الأم وتحصيل المعجم» بتقديم للدكتور سعيد يقطين.
يبحث المغربي بنعيسى يشو في هذا الكتاب مسألة تعلُّم الطفل للنسق العربي الصحيح في حال نشأته في بيئة لغوية ذات طبيعة خاصة، إيماناً منه بضرورة الحفاظ على اللغة بشكل عام، والإسهام في تطوير أساليب وطرائق تعليمها وتعلُّمها استجابة للمتطلبات الراهنة واستشرافاً للتطلعات والآفاق المستقبلية، لأنها تُعدُّ جزءاً من الذات، ومكوناً من أهم مكونات الهوية. إذ لا يمكن الاستعاضة عنها بغيرها من اللغات إلا في بعض الحالات الضرورية.
ينطلق هذا البحث من عدد من الافتراضات العلمية التي طرحها العلماء بخصوص عمليتي اكتساب اللغة وتعلُّمها، ومنها افتراض أن الطفل يولد مزوَّداً بجهاز فطري يمكّنه من اكتساب اللغة. في حين يتحدَّد دور البيئة اللغوية في تحفيز هذا الجهاز الفطري فقط. وافتراض آخر يذهب إلى أن مثل هذا الجهاز الفطري يتكوَّن من مبادئ كلية مشتركة بين الناس، وبفضلها يتم اكتساب اللغة مهما كان نوعها.
ويرى المؤلِّف أن أهمية هذين الافتراضين، اللذين يعرضهما بالتفصيل ويناقشهما في فصلي الكتاب، وعلى مدار 208 صفحات، تكمن في كونهما يركِّزان على فطرية الاكتساب وشمولية المبادئ التي تتضمنها تلك الفطرة، خاصة في ظل سيادة تصور آخر يعدّ البيئة اللغوية عاملاً محدداً في تفسير عملية اكتساب اللغة.
ويفترض الكاتب كذلك، عبر دراسة حالة تعلُّم العربية لدى الطفل الأمازيغي المغربي كنموذج للبحث، أن اللغة المنطوقة تكتسب أهمية بالغة في عملية التعلُّم، وأن لممارسة الكلام والنشاط اللغوي من طرف المتعلمين دوراً فعالاً في تسريع وتيرة التعلُّم. ويؤكد على أن للغة «طبيعة صوتية» ويعني ذلك أن عملية بناء اللغة تستند أساساً إلى الأصوات، وهنا تبرز قيمة العرب القدماء حيث تعامل ابن جني مع اللغة باعتبارها «أصواتاً يعبِّر بها كل قوم عن أغراضهم».


بتاريخ : 27/08/2020