25 ألف مغربي في حاجة إلى كلية.. والسجال يشلّ قانون التبرع بالأعضاء

 

تؤكد التقديرات أن حوالي 25 ألف مغربي يعانون من الفشل الكلوي، هم في حاجة إلى زراعة كلية من أجل التخلص من حصص تصفية الكلي المعروفة بـ «الدياليز» والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي، الأمر الذي يعد حلما صعب التحقيق في ظل الشح في التبرع بالأعضاء الذي لا يزال يطبع المغاربة، رغم وجود ترسانة قانونية شفافة وواضحة تنظم هذه الخطوة وتؤطر عمليات زراعة الأعضاء في المغرب، ويتعلق الأمر رقم 16-98.
قانون يتميز بتكثيفه للحماية القانونية للمتبرع، وحسم في كل ما من شأنه التلاعب والاتجار بالأعضاء البشرية، لكنه لا يزال إلى يومنا هذا يعد مصدر خوف وتوجّس، وتحيط به علامات استفهام كثيرة يتداولها الكثير من الناس، شرعية بالأساس، بالنظر إلى أن ما يشجع على هذا التردد هم مجموعة من رجال الدين، الذين يطرحون جملة من الأسئلة حول «أحقية الإنسان في الإقدام على هذا الفعل والتصرف في جسد هو لا يخصه وليس في ملكيته وسيسأل عنه يوم القيامة»، بالرغم من توجيهات المناظرة الوطنية التي خلصت إلى حث جميع المتدخلين على المساهمة في التوعية والرفع من ثقافة التبرع، بمن فيهم أئمة المساجد الذين خصصوا خطبا في منابر الجمعة لهذا الموضوع، لكنها لم تمكّن من تحقيق النتائج المرجوة، إلى جانب علامات استفهام أخرى سلوكية، تتمثل بالأساس في الخوف من تسخير الأعضاء في حالة التبرع بها لغير مستحقيها باعتماد المحسوبية والزبونية وغيرها من الممارسات «الآدمية» التي تجعل من الإقدام على خطوة التبرع محفوفة بالكثير من التشكيك؟
سجال بين ما هو شرعي وما هو طبي علمي بشأن التبرع بالأعضاء يتواصل خلال كل هذه السنوات، وهو ما تؤكده النسبة الضئيلة للمتبرعين التي تقدر بـ 0.4 متبرع لكل مليون شخص، في حين أنه في فرنسا مثلا، وبحسب أرقام سابقة، فإن نسبة التبرع فيها تصل إلى 24.8 لكل مليون شخص. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين عبروا عن رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم في المغرب يقدر بحوالي 1500 شخص، هذا في الوقت الذي بلغ فيه عدد عمليات زراعة الأعضاء التي تم إنجازها بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، خلال الفترة مابين 2014 و 2018، أكثر من 597 عملية مختلفة، توزعت ما بين 80 عملية لزراعة الكلي، 3 لزراعة الكبد، 27 لزراعة الخلايا الجذعية من شخص لآخر، 217 لزراعة الخلايا الجذعية الذاتية، 139 لزراعة للقرنية، 32 عملية تخص جراحة الشلل الرعاشي و 99 عملية لزراعة القوقعة، وفقا لما سبق وأن أعلن عنه وزير الصحة السابق، أناس الدكالي، خلال شهر أبريل من السنة الجارية 2019.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/10/2019