30 سنة مرت على رحيل الشاعر محمد الخمار الكنوني الذي ساهم بشعره في إغناء رصيد اﻷغنية  المغربية

 

يوم 25 مارس من كل سنة هو مناسبة لاستحضار روح الشاعر المغربي الكبير محمد  الخمار الكنوني ، حيث حلت مؤخرا ذكرى رحيله 30 هده السنة ( 25 مارس 1991 – 25 مارس 2021  ).. وإذا كان الخمار يعد أحد الفطاحل الثلاتة الذين أسسوا تجربة الشعر الحديث إلى جانب محمد السرغيني وأحمد المجاطي،  فإنه كذلك يعتبر أحد الشعراء الكبار الذين تحولت قصائدهم الشعرية إلى أغاني رائعة تناولت مختلف المواضيع، نذكر من بينهم علال الفاسي،  محمد بن الراضي،  محمد بلحسين،  محمد الطنجاوي، طموح الحوزي، عبد الرفيع  جواهري،  إدريس الجاي..،إنتاج هؤلاء المغنى وضع له اﻷلحان موسيقيون كبار وأداها مطربون من زمن ريادة اﻷغنية المغربية..
الخمار كتب في اﻷجناس اﻷدبية، القصة، المسرح، والشعر،  وكان بمثابة جامعة متحركة، كان عاشقا للكتاب  والقراءة والبحث في مجالات اﻷدب والفكر والفلسفة، مكتبته تعد نهرا متدفقا، كما كتب عن الوطن الذي تعلق به وبمدينته القصر الكبير، وعن شعره المغنى فقد أشتهر بقصيدتين رائعتين هما « آخر آه « و « حبيبتي «، اللتان وضع لهما اﻷلحان الموسيقار الكبير صاحب القمر اﻷحمر، ميعاد ، راحلة، .. عبد السلام عامر لحنا عذبا، وأداهما المطرب عبد الوهاب  الدكالي.
كان للخمار حضور بارز في حياة عامر و امتدت صداقتهما لزمن طويل بدأت من القصر الكبير حيث الولادة و الانتماء،  صداقة توطدت شعريا وفنيا، وبدلك ستبقى القصر الكبير تفتخر بهما كرمزين في الشعر و الموسيقى،  لتأتي المرحلة الموالية، حيث كانت اﻹنطلاقة الحقيقية و اﻷولى لعامر مع عبد الوهاب الدكالي الذي اقنتع بعبقرية عامر اللحنية، ليدخل معه تجربة « آخر آه «  و» حبيبتي «،  و جعل اسمه جنبا إلى جنب عامر والخمار،  و بمدينة فاس التي التقى بها عامر و الدكالي يقرر هذا اﻷخير وضع صوته رهن ألحان اﻷول ليتم تسجيل القطعتين بالعاصمة العلمية و كان لهما صدى كبير، ومن بين ما جاء في أغنية حبيبتي – حبيبتي عدت وهل ترى ليالينا تعود
– ملء يدي سوسن  وياسمين وورود
– هل القلب أضناه  المسير
– يقطع الدرب وحيدا من بعد ما أتعبه
– بحثه عن هوى جديد
– حبيبتي لا تسألي هل وجدت فما وجدت
– عرفت مند اﻷول بأني أفشل مند اﻷول
– في البحث عن هوى جديد
– لكن أمرت  فأطعت وها أندا قد رجعت، ،،،،،،،
مسار حياة الخمار،  ولد في 28 أبريل 1941  بمدينة  القصر الكبير ، تلقى تعليمه بالكتاب، فحفظ القرآن و درس الفقه و النحو و الصرف و العروض،  والده  كان مدير مدرسة ابتدائية و صاحب إلمام بالثقافة العامة،  التحق الكنوني بالمدرسة اﻷهلية الحسنية سنة1951 و قضى بها 4 سنوات حصل بعد ذلك على الشهادة اﻹبتدائية، دخل المعهد الديني، ثم سافر إلى مدينة العرائش ليواصل تعليمه الثانوي بالعربية و اﻹسبانية ثم الفرنسية كلغة ثانية،  في سنة 1959 توقف عن الدراسة ﻷسباب  صحية وهو في الخامس من الثانوي،  نشر أول قصيدة له بجريدة الرأي  العام ثم مجلة اﻹذاعة ودعوة الحق، قرأ ديوان المتنبي، أبو تمام، جبران ، أبوالقاسم الشابي، و ديوان أنشودة المطر للشاعر العراقي  بدر شاكر السياب، كما قرأ  كتاب اﻷغاني..،  في أواخر سنة 1961 عين مذيعا باﻹذاعة  المغربية، أول قصيدة نشرتها له جريدة العلم كانت بعنوان خريف،  واصل تعليمه بعد ذلك بالمعهد العراقي بالدار البيضاء سنة 1962، وفي شهر شتنبر من نفس السنة سافر إلى القاهرة و بها حصل على الباكالوريا، وعايش الحركة  الناصرية، و تابع أشعار كبار الشعراء و إنتاجات اﻷدباء، بعد حصوله على الباكالوريا سنة 1963 عاد إلى المغرب و التحق بكلية اﻷداب بفاس، حصل على منحة سفر دراسية صيفية إلى إسبانيا و بها افتنى اﻷعمال  الكاملة لغارسيا لوركا و انفتح على الثقافة اﻷندلسية، في سنة 1966 حصل على اﻹجازة في اﻷدب العربي، اشتغل بالتدريس الثانوي لمدة سنتين، هيأ الشهادة المعمقة في اﻷدب المقارن سنة 1967، ثم شهادة الموضوع الخاص سنة 1968، حيث التحق أستاذا مساعدا بكلية اﻷداب بفاس. سنة 1974 حصل على دبلوم الدراسات العليا في موضوع تحقيق و تقديم  كتاب الوافي في نظم القوافي للشاعر اﻷندلسي أبي البقاء الرندي، و بقي يزاول مهنة أستاذ بكلية اﻷداب إلى أن وافته المنية يوم 25 مارس1991 ، ودفن بمدينة القصر الكبير. له ديوان شعر بعنوان رماد هسبريس نشر سنة 1987. عرف الخمار بالشهامة  في أخلاقه ونزاهته الفكرية، واعترافا بعطاءه الزاخر تم إطلاق اسمه على دار الثقافة بالقصر الكبير.


الكاتب : الخميسات:  أورارى علي

  

بتاريخ : 01/04/2021