وسّعت السلطات الصحية دائرة المستفيدين من الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19 انطلاقا من يوم الجمعة الأخير، بعد أن قررت الجهات المشرفة على هذا الورش الصحي تخويل الأشخاص المصنفين ضمن الفئة العمرية لما فوق 65 سنة صلاحية الاستفادة من الجرعة الأولى ثم الثانية لاحقا، بعد أن كانت المرحلة الأولى مقتصرة على من تبلغ أعمارهم 75 سنة فما فوق، إضافة إلى فئات مهنية بعينها كالصحة والأمن والتعليم وغيرها.
واختار المغرب تلقيح الأشخاص ما فوق 65 سنة في خطوة ثانية بعد أن شملت الخطوة الأولى من هم فوق 75 سنة، بالنظر إلى خصوصيات هذه الشريحة إن على المستوى العمري أو الصحي أو الاجتماعي. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق في المغرب يقدّر بحوالي 4 ملايين مسن إلى حدود سنة 2020، نسبة 8 في المئة منهم تتجاوز أعمارهم 75 سنة. وإذا كانت الدراسات تبرز على أن نسبة 90 في المئة من هذه الفئة تعيش في وسط أسري، فإن 60 في المئة يعانون من أمراض مزمنة متعددة ومن افتقار للتغطية الصحية وضعف الرعاية، كما بينت تطورات الجائحة الوبائية لفيروس أن هذه الفئة كانت هي الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كوفيد 19 الوخيمة، مما أدى بالكثيرين إلى ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة، فضلا عن تسجيل مجموعة من الوفيات بكل أسف في صفوف المعنيين.
وستفسح الخطوة الجديدة المجال لشريحة مهمة من المواطنين للاستفادة من التلقيح والمساهمة للوصول إلى المناعة الجماعاتية، حيث تقدّر أرقام وزارة الصحة عدد المستفيدين في جهة الدارالبيضاء سطات نموذجا، في حوالي 825 ألف شخص، أكثر من 65 ألفا بالمجال الحضري وحوالي 16 ألفا بالمجال القروي، وإن كان التصنيف الذي سبق وأن أعلنت عنه يشمل الفئة العمرية 60 سنة فما فوق، وهي الأرقام والتقديرات التي يبدو أنها تختلف عما تم اعتماده رسميا في تفاصيل استراتيجية التلقيح المسطّرة والمعمول بها حاليا.
وجاء توسيع دائرة المستفيدين على إثر تسلم المغرب شحنة جديدة من لقاح أسترازينيكا البريطاني المصنّع في الهند، حيث تم التوصل بـ 4 ملايين جرعة بعد الشحنة الأولى التي تم التوصل بها سابقا والتي كانت تتكون من مليوني جرعة، في انتظار شحنة جديدة قد تصل قريبا والتي تخص لقاح سينوفارم الصيني، وهو ما يعبّد الطريق أمام خيار وقرار فتح الطريق أمام فئات أخرى معنية أكثر باللقاح لكي تستفيد منه.