التلاميذ المغاربة يحتلون المرتبة ما قبل الأخيرة في نتائج دراسة دولية

59 % منهم لا يتحكمون في كفايات الحد الأدنى لمستويات الأداء في القراءة

ما زالت الدراسات والتقارير سواء الدولية أو الوطنية تسلط الضوء على الوضعية الكارثية للتعليم ببلادنا، حيث يتكرس كل يوم واقع تدني مستويات السواد الأعظم من التلاميذ المغاربة، الذين يبصمون، في كل مرة، على مسار دراسي ضعيف وغير مشرف، آخر هذه النتائج أعلنت عنها الجمعية الدولية لتقييم الأداء التربوي IEA في الدورة الخامسة من الدراسة الدولية لتقويم تطور الكفايات القرائية PIRLS 2021، التي شاركت فيها عينة من المؤسسات التعليمية خلال شهر شتنبر 2021، والتي تأثرت برمجتها بالظرفية الصحية الخاصة التي أفرزتها جائحة كوفيد 19 خلال الموسم الدراسي 2021/2020. وهي الدراسة التي احتل فيها المغرب المرتبة 56 من بين 57 دولة أو اقتصادًا مشاركًا.
ويشارك المغرب بانتظام في الدراسة الدولية لتقويم تطور الكفايات القرائية منذ دورتها الأولى سنة 2001، والتي تهدف إلى رصد أداء الأنظمة التربوية على المستوى الدولي في مجال القراءة بالمستوى الرابع من التعليم الابتدائي وقياس مدى التحكم في الكفايات القرائية لدى تلاميذ هذا المستوى في اللغة المعتمدة في التدريس بالسلك الابتدائي (اللغة العربية بالنسبة للتلاميذ المغاربة)، إلى جانب رصد تقاطعات أداء الدول المشاركة مع عدد من المتغيرات، بما يتيح إيجاد المرتكزات اللازمة لوضع السياسات والخطط الهادفة إلى تطوير هذه الكفايات.
وحسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، توصلت الجريدة بنسخة منه، فإن مشاركة المغرب في هذه الدورة كانت بعينات تمثيلية من جميع جهات المملكة، تضم ما مجموعه 7017 تلميذا من المستوى الرابع من التعليم الابتدائي، و7017 أم وأب وولي أمر،
و266 مدرسا للغة العربية يمثلون 266 مدرسة ابتدائية. وقد حصل التلاميذ المغاربة على معدل أداء بلغ 372 نقطة، بفارق 128 نقطة مقارنة بالمتوسط ​​الدولي المحدد في 500 نقطة. وتبعا لذلك احتل المغرب المرتبة 56 من بين 57 دولة أو اقتصادًا مشاركًا في PIRLS 2021.
التحسن الطفيف الملاحظ في نتائج دورة 2021، بفارق إيجابي قدره 15 نقطة و47 نقطة مقارنة بالدورتين السابقتين 2011 و2016 على التوالي، لم يغير في شيء من مستوى الأداء العام للتلاميذ المغاربة حيث لا يزال، حسب البلاغ، أقل من مستويات الأداء المأمولة، حيث أظهرت النتائج أن 59 %من التلاميذ لا يتحكمون في كفايات الحد الأدنى لمستويات الأداء في القراءة.
أزمة التعلمات التي يشهدها النظام التعليمي بالمغرب ما فتئت كل التقارير والتشخيصات الدولية تعززها من خلال النتائج التي تكشف عنها بين الفينة والأخرى، والتي تدق ناقوس الخطر، وتدعو إلى ضرورة مواجهة التحديات التي تنتصب في وجه تحسين جودة التعليم المغربي.
البلاغ دعا النظام التربوي وجميع الفاعلين إلى المساهمة في تغيير نموذج تعلم الأطفال، ودعمها بمنهجية العلم والبحث، من أجل تمكين المؤسسات التعليمية بأن تلعب دورها في الارتقاء الاجتماعي، بفضل سياسة واقعية واستباقية، ومع زيادة سنوية بنسبة 7% في ميزانية التعليم طيلة 5 سنوات، فإن الطموح الواقعي لعام 2026 هو القضاء على التعثرات الكبيرة في التعلمات عند نهاية السلك الابتدائي، وكذا تحكم التلاميذ في التعلمات الأساس، بما يسمح لهم مواصلة تمدرسهم دون صعوبات.
ويواجه التعليم ببلادنا مشاكل عديدة تؤثر على جودته كالنقص في الموارد البشرية والبنية التحتية خصوصا في القرى التي تعاني من قلة الفصول الدراسية ونقص المختبرات والموارد التعليمية الحديثة إضافة إلى الخبرة الكافية لدى بعض المدرسين، مما يؤدي إلى الخصاص في توفير بيئة تعليمية مناسبة وإلى تكريس واقع تعليمي مترد وانقطاع مدرسي بلغ مجموعه برسم موسم 2022-2023 حسب تقرير لوزارة التربية الوطنية 334.664 شخصا، أي نفس مستوى الموسم الدراسي 2020/2019، حيث كان عدد المنقطعين في حدود 331.558، علما أن استراتيجية الوزارة تروم تقليص عدد المنقطعين بالثلث في أفق 2026.
ووفق ذات المصدر، فقد بلغ عدد المنقطعين برسم الموسم الدراسي 2022/2021، حسب الأسلاك التعليمية، حوالي 76.233 بالتعليم الابتدائي، و183.893 بالتعليم الثانوي الإعدادي، و74.538 بالتعليم الثانوي التأهيلي، كما أن السلك الثانوي الإعدادي يشكل الحصة الكبرى بحوالي 55%.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 19/05/2023