63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب -27- في ندوة «الاتحاد الاشتراكي» حول «الجيل الجديد واتحاد كتاب المغرب» على أبواب المؤتمر‮ 31

على الأعضاء الجدد إيجاد ذواتهم 
وصياغة أسئلتهم في حضن الاتحاد

واكب «الملحق الثقافي» لجريدة الاتحاد الاشتراكي مسيرة اتحاد كتاب المغرب باعتبارها مؤسسة ثقافية انصهرت منذ تأسيسها في انشغالات وتحولات المجتمع، كما صاحب مخاضاتها وقلق أسئلتها كجزء من انشغاله بالهم الثقافي، وكشريك في إثارة الأسئلة الثقافية، وكقوة اقتراحية تتجاوز مهمة الحامل الثقافي المحصور في النشر، وهي مواكبة لم تكن تكتفي بالتتبع والتغطيات بل تساهم بدورها في إثراء النقاش وتجويده من أجل تطوير أداء هذه المنظمة وانفتاحها على كل الحساسيات الإبداعية، ومنها ندوة «اتحاد كتاب المغرب والجيل الجديد» التي نظمها الملحق يوم 25 اكتوبر 1996 على أبواب عقد المؤتمر 13 للاتحاد وأعدها الزميل الراحل المختار الزياني، والتي تناولت المحاور التالية:
اتحاد كتاب المغرب والجيل الجديد
ملاحظات حول جائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب
اتحاد كتاب المغرب بعد حصوله على صفة النفع العام.
وما ندوة «الملحق الثقافي» التي نظمها بالمحمدية يوم 23 فبراير 2023 حول «أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم» إلا امتداد لهذا الإرث الثقافي والتقليد الذي دأبت عليه الجريدة ونعتز به ضمن خط تحريري يواكب نبض المغرب الثقافي.

ستعرف الساحة الثقافية المغربية خلال اليومين المقبلين حدثا ثقافيا هاما يتمثل في انعقاد المؤتمر 13 لاتحاد كتاب المغرب يومي 26 و 27 من أكتوبر الجاري1996. وتعتبر الأوساط الثقافية المغربية مؤتمر الاتحاد محطة أساسية للتأمل في الوضع الثقافي المغربي، ومناسبة لصياغة الأسئلة الأساسية التي يراهن عليها المبدعون والكتاب المغاربة من أجل بناء مستقبل الثقافة المغربية.
حول اتحاد كتاب المغرب وآفاقه المستقبلية من وجهة نظر الجيل الجديد من المبدعين، نظمت جريدة .الاتحاد الاشتراكي. ندوة بمشاركة مراد القادري، محمود عبد الغني، محمد الصالحي، حسن الوزاني، عبد العزيز أزغاي.

p مساء الخير، نشكركم على تلبيتكم الدعوة، ونبدأ بأول محور في هذه الندوة.
«اتحاد كتاب المغرب والجيل الجديد»

-محمد الصالحي:
أعتقد أن هذا المحور محفوف بالمخاطر لأنه يشتمل على ما أثير حوله في الماضي كلام كثير، أي ما أثير حول الجيل الجديد. أعتقد أن اتحاد كتاب المغرب تجاوز هذه الثنائيات، جيل جديد، وجيل قديم. المسألة يجب أن تطرح بشكل آخر، كيف يتصور الجيل الجديد، أو أصحاب الرؤية الجديدة اتحاد كتاب المغرب في المستقبل بناء على كثير من المتغيرات التي ستطرأ؟. يجب أن نتوقف كثيرا عند هذه النقطة، باعتبارنا أعضاء في الاتحاد كمؤسسة ثقافية.

p نعم كيف ذلك؟
-مراد القادري:
في ما يخص المحور الأول من هذه الندوة والمتعلق بعلاقة الاتحاد بجيله الجديد، فنحن وعلى الرغم من التحاقنا بهذه المؤسسة مؤخرا، لا نرى من الناحية القانونية والتنظيمية أية مفارقة. فنحن نعتبر أنفسنا على قدم المساواة مع باقي الأعضاء. هذا ما يسمح به القانون على الأقل، من حيث الحقوق والواجبات، من حيث الترشيح والانتخاب وليست هناك ثنائية، كما قال الصديق محمد الصالحي.
السؤال الأساسي في نظري، هو كيف يمكن للأعضاء الجدد أن يجدوا ذواتهم وشغبهم، وأن يصيغوا بعضا من أسئلتهم.
كيف يمكن تفعيل دور الأعضاء الجدد داخل هذه المؤسسة.
ما يلاحظ ويعاب على الاتحاد هو أنه ولفترات طويلة، وفي العديد من المناسبات، يكرر نفس الاسماء القديمة، في حين يجب إشراك الجيل الجديد، سواء في أجهزة الاتحاد أو في مختلف أنشطته، وأن يتم نسج علاقة ملموسة ومنتظمة بين اتحاد كتاب المغرب وأعضائه جميعهم.وأعتقد أن هذه من الأسباب التي جعلت العديد من المبدعين يعزفون عن طلب العضوية. على الاتحاد أن يذوب بعض العوائق ويحضن الجميع.

p أعتقد أن المرء عندما يطرح مسألة الجيل الجديد بالنسبة لمؤسسة مثل اتحاد كتاب المغرب، فإنه يعني تلاقح والتحام حساسيات إبداعية وتصورات فكرية. ولا يقتصر الأمر فقط على ترشيح وتصويت.

-محمود عبد الغني:
هناك نقاش ونداءات من قبل العديد من الإخوان المبدعين الذين يعتبرون الاتحاد مؤسسة تحتضنهم. أنا لدي سؤال. هل ينتظر اتحاد كتاب المغرب من كتاب ومبدعين شباب أن يقدموا آراءهم حول مسيرته؟
من الضروري أن يتحدث جيل الأعضاء الجدد عن اتحادهم وآفاقه المستقبلية.

-حسن الوزاني:
انسجاما مع باقي التدخلات، إن علاقة الاتحاد بالجيل الجديد طرحت بشكل ملتبس، وذلك راجع الى الغموض الذي يعرفه هذا المفهوم مفهوم الجيل الجديد في الوسط الثقافي بشكل عام مفهوم الجيل، هو أحد المفاهيم المعروفة في سوسيولوجيا الأدب في المغرب يطرح بشكل آخر، يطلق ليعبر عن جزر وهمية، ويطرح بصدد اتحاد كتاب ا لمغرب، بشكل مضخم، وخاصة الآن. في الستينات والسبعينات لم يكن هذا الإشكال مطروحا ولدينا معطيات، فمحمد برادة مثلا، التحق بالمكتب المركزي وعمره 23 سنة. العربي المساري كان يبلغ من العمر 22 سنة عندما التحق بالمكتب المركزي المنبثق عن المؤتمر الثاني، محمد الأشعري أيضا كان سنه 25 سنة عند التحاقه في المؤتمر الخامس. وعدد من الكتاب نشروا أعمالهم الأولى في سن مبكرة .المسألة كانت عادية ولا تطرح إشكالا، بينما اليوم لا يمكنني تصور التحاق أحدنا بالمكتب المركزي. والجميع يتذكر الضجة التي أثيرت حول ترشيح أحمد بركات للمكتب المركزي.
*نعم، ولكن يجب تسليط الأضواء على قضايا أكثر أهمية، من قبيل رؤية الجيل الجديد وتصوره للعملية الإبداعية، أين يتفق وأين يختلف إبداعيا؟

-عبد العزيز أزغاي:
لا يمكن الحديث عن اتحاد كتاب المغرب أو الإبداع المغربي عموما، بدون الحديث عن إدماج المبدعين الجدد في النقاشات السائدة في الثقافة المغربية الحديثة، واتحاد كتاب المغرب عندما يفكر في الامتداد عبر النسيج الثقافي المغربي، لا يمكن له ذلك دون الالتفات الى الأصوات الجديدة أو الحساسية الجديدة كما يسميها بعض النقاد. قصد خلق الاستمرارية. وأنا لا أتحدث عن اتحاد كتاب المغرب كمؤسسة بل عن الإبداع المغربي الذي هو أكبر من المؤسسة.

-محمد الصالحي:
ربما سأعود الى هذه بدأت به، بصراحة، الجميع يريد أن يحمل هذا الاتحاد ما لا يحتمل، الاتحاد مجرد جمعية ثقافية ذات إمكانيات بسيطة.
أعتقد أن المسألة ليست مسألة اتحاد، ولكنها مسألة شروط اجتماعية وثقافية القضية ليست قضية جيل جديد، وإلا سنحمل الاتحاد أوهاما، هي بكل صراحة، أوهام مراهقة داعبت مجموعتنا منذ عقد من الزمن. مازلت أتذكر كيف كنا نحرر بيانات على ضفاف أبي رقراق.
إذا أردت أن أتحدث عن حساسيات، فلن أعير للسن اهتماما كبيرا، لأن المسألة مسألة ديمقراطية وشروط اجتماعية وثقافية. إننا لم نرث طيلة هذا القرن أية تقاليد ثقافية ومازلنا في نقطة الصفر.
اتحاد كتاب المغرب ليست له عصا سحرية، هو مؤسسة من ينتقدها، فليلتحق بها ويحاول التغيير من الداخل ولكي يكون هذا النقاش الدائر حاليا مفيدا ومثمرا بالنسبة للجميع. يجب أن نتجاوز حكاية الجيل الجديد والقديم ونتحدث عن تيارات إبداعية وتصورات فكرية.

-محمود عبد الغني:
بالنسبة إلي الأسئلة الثقافية هي أسئلة إيديولوجية. سواء تعلقت بالجيل السابق أو اللاحق. هي اختيارات وأذواق وحدوس.
اتحاد كتاب المغرب هو الاتحاد الوحيد الذي له ميزة الاستقلالية، بالاضافة إلى مزايا أخرى. ولكن هناك مؤاخذات، فالاتحاد يغيب بنية قصدية واختيارية، مجموعة من الأسماء التي تمثل الابداع المغربي. مثلا في الملتقى الشعري الذي نظم على هامش مؤتمر اتحاد الكتاب العرب بالدار البيضاء. لم يتم استدعاء كل الاسماء التي تمثل الثقافة المغربية الحديثة. فالذين مثلوا المغرب شعريا، لم يكونوا ليقفوا أمام مريد البرغوتي وعبد المنعم رمضان مثلا.

-محمد الصالحي:
فعلا، وذلك يعطي صورة قاتمة للشعر المغربي في المشرق. وما كتب في الصحافة الشرقية. يؤكد أن الاختيارات كانت اعتباطية لاتحكمها ضوابط معينة. طبعا، يستحيل إرضاء حشد من الناس حين نكون ديمقراطيين، ولكن تكرار الاسماء في عدد من الملتقيات يثير الاستغراب.

-محمود عبد الغني:
مؤتمر اتحاد كتاب العرب كان مناسبة للتعريف بالإبداع المغربي في نماذج تمثيلية حقيقية والمغرب في مثل هذه المناسبات أمام منافسة ثقافية لا يجب أن تقدم فيها النماذج الضعيفة.

p أعتقد أنه يجب الانتقال الى المحور الثاني، والمتعلق بجائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب، ماهي ملاحظاتكم حول هذه المبادرة.

-محمود عبد الغني:
نعم اتحاد كتاب المغرب نظم جائزة ذاتية خاصة به، بالنسبة الى الدورة الاولى للجائزة كانت جيدة، والدورة الثانية كانت مقبولة، أما الدوة الثالثة فكانت فاشلة.
وأنا أتحدث عن الشعر فقد فاز بها أشخاص لا أعتقد أن لهم حضورا وبعضهم ينشر في أبسط الصفحات الثقافية في اليوميات المغربية.

p ولكن أنت لا تتحدث عن مقاييس، ثم ما المشكل في نشر المشارك في أبسط الصفحات عى حد تعبيرك. ماهي مقترحاتك.

-محمود عبد الغني
أقترح ألا تكون الجائزة على شكل امتحانات.

-مراد القادري:
قد تكون الجائزة مفيدة من حيث قدرتها على اكتشاف بعض الأسماء الإبداعية. والواقع أن الجائزة لم تقدم الشيء الكثير في هذا الباب باستثناءات قليلة. فلن نقول مثلا إن الجائزة اكتشفت أحمد بركات، حسن مرصو، الزهرة المنصوري، فهذه الأسماء كانت موجودة في الساحة وفاعلة في المجال الثقافي.
ما تم على المستوى الايجابي بالنسبة لمبادرة الجائزة. هو إتاحة الفرصة لبعض الأسماء لنشر إبداعاتها في دواوين ومجاميع.وخلاصة القول الجائزة مبادرة مهمة، إلا أنها تحتاج الى إعادة النظر في نظامها العام المؤسس لها، فمثلا، يجب إعادة النظر في مسألة السن، ويفترض تنظيم جائزة أخرى خارج هذا التصنيف،

p الحديث عن الجائزة يجرنا الى مقاربة قضايا النشر والطباعة ببلادنا. أعتقد أن الجائزة حلت هذا المشكل بالنسبة للفائزين على الأقل،

-مراد القادري:
نعم الجائزة حلت هذا المشكل بالنسبة لبعض الأسماء وأقترح،خارج إ طار الجائزة على اتحاد الكتاب إذا كان هناك من خدمة ملموسة يمكن تقديمها للاعضاء الجدد، فهي محاولة إصدار الكتاب الأول لهم، لأنه لا يمكن أن ننتظر سنوات حتى تظهر أولى أعمال الزهرة المنصوري أو محمود عبد الغني، كما حدث مع المجاطي، الخمار الكنوني اللذين لم تنشر أعمالهما إلا في أواخر الثمانينات، كما أقترح أيضا نشر الأعمال التي تم التنويه بها في إطار الجائزة.

-محمد الصالحي:
أعتقد أنه لا يمكن الحديث عن جائزة في المستوى دون الحديث عن فلسفة للجائزة.
أطرح سؤالا. ماذا يريد الاتحاد من هذه الجائزة؟.
بصدد هذه المبادرة أريد أن أثير مسألة هامة وأساسية وهي تتعلق بتركيبة اللجن التي تقرأ الاعمال المرشحة. نحن نعرف حساسية المبدع الذي أبدع وكتب وتألم لسنوات ليأتي في الاخير شخص لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد، بعالم الإبداع والشعر، فتقدم له هذه الاعمال لكي يقرأها. هذه إهانة يشعر بها المبدع. يجب أن تكون هناك لجن لها علاقة بالابداع وليس من الضروي ان تكون مغربية. لماذا لا يستدعى المشارقة.

p ولكن لماذا بالضرورة مشارقة؟

-محمد الصالحي:
لمنح هذه الجائزة إشعاعا

محمود عبد الغني:
إذا كان اتحاد كتاب المغرب يمثل المغاربة تمثيلا بانوراميا، فيجب أن ينسحب ذلك على لجن الجائزة. ولكن اللجن تتكون. وخاصة في الشعر، من أناس لا علاقة لهم بالاختلافات الشعرية الموجودة في الساحة.
على اتحاد كتاب المغرب أن يحترم التجارب الشعرية التي ترشح للجائزة، ولايجب أن يتصوروا أن شعراء قصيدة النثر، لا يستطيعون كتابة قصيدة التفعيلة.
كل شعراء قصيدة النثر في المغرب اليوم، هم خريجو كليات أدب ولهم شواهد عليا.

p هل المسألة تتعلق بشهادات وجامعات؟

-محمود عبد الغني
لا، أنا أقصد فقط أن هؤلاء الشعراء يعرفون جيدا العروض وعلوم الآلة
-عبد الغزيز أزغاي:
بهذا الصدد، تحضرني ذكرى حميمة، كنت أنا والشاعر أحمد بركات في جلسة خاصة. وكان حديثنا عن قدرة شعراء قصيدة النثر على كتابة شعر التفعيلة، قال لي بركات. شعراء النثر في المغرب على استعداد للدخول في مباراة حول الشعر العمودي، فما رأي المشككين؟

p ننتقل الآن للمحور الثالث، والمتعلق بآفاق ومستقبل الاتحاد عقب حصوله على صفة النفع العام،

-حسن الوزاني:
أعتقد أنه عندما نتحدث عن مستقبل الاتحاد. لا يجب أن نربطه مباشرة بمسألة حصوله على صفة النفع العام. فخلق تقاليد ثقافية لا يرتبط بالضرورة بإمكانيات مادية، بل يجب توفير شروط ثقافية أخرى تؤثر في أسلوب تسيير الاتحاد وتغير ميكانيزمات العمل. لذلك يجب التفكير في خلق قانون أكثر مرونة يسمح بتوسيع رقعة المشتغلين في المكتب المركزي، لأنه لا يجب الاعتماد على ثلة من الاعضاء. في تنفيذ سياسة ثقافية فإشراك الجميع أمر ضروري وملح، وأيضا يجب خلق آليات تواصل تسمح بخلق وشائج حميمة بالاتحاد.

-عبد الغزيز أزغاي:
الاتحاد مكسب للمجتمع المدني والثقافة الوطنية. سواء بالنظر الى مسيرته التاريخية التي اتسمت باستقلاليته التامة عن أي توجه رسمي، أو من حيث وقوفه الى جانب قوى الصف الوطني في اللحظات الحاسمة.
إنني أبدي خوفي من الوضعية الجديدة للاتحاد «بعد حصوله على صفة النفع العام» لأننا كجيل جديد. لدينا حساسية من أي قيمة احتوائية أو تدجينية تطل بقمقمها من بعيد.
لذلك يجب العمل على تحصين الاتحاد ومكتسباته التاريخية. وهنا أنتهز الفرصة وأتحدث عن علاقة الاتحاد بالأحزاب السياسية الوطنية.

p أزغاي أعتقد أنك ابتعدت عن المحور؟

-عبد العزيز ازغاي:
لا، مادمنا نتحدث عن المستقبل في هذه الجلسة، فإنني أريد أن أقول إن غد الابداع المغربي لا يجب أن يبقى مرهونا بمزاج سياسي.

-محمد الصالحي:
ماذا يعني الحصول على صفة النفع العام؟ كثيرون يعتقدون أن الدولة ستمنح هبة سنوية للاتحاد، في حين أن وضع النفع العام يسمح فقط للاتحاد بإمكانية البحث عن موارد مالية.
هناك سؤال آخر يطرح نفسه، ماذا سيستفيد الكتاب من الوضعية الجديدة، ماهي الخطة المستقبلية لترويج الكتاب وتداوله مثلا، والأهم والأساسي هو تفعيل النقد.ما معنى أن يصدر عمل إبداعي لفائز بجائزة واسمحوا لي أن أعود إلى مسألة الجائزة عندما يفوز مبدع بجائزة يوسف الخال مثلا، يكون ذلك مناسبة لانطلاقه وحضوره لماذا لأن الجهة المانحة للجائزة و شروطها عناصر مشجعة في حين عندنا بمجرد أن يحصل الفائز على الجائزة ينتهي كل شيء بالنسبة إليه.

p أعود للسؤال الأساسي الذي يبطنه هذا المحور، ماذا سيستفيد الكتاب بعد حصول اتحادهم على صفة النفع العام؟

مراد القادري:
الوضعية الجديدة ليست مجرد وضعية قانونية تسمح للاتحاد بهامش التحرك أكثر مما سبق.فمن حق الاتحاد الآن تنظيم أنشطة بالمقابل، من حقه أن يمتلك عقارات، أن يتلقى هبات من جهات عمومية وغير عمومية، أن يتلقى هبة مالية من الوزارة الاولى، يعني هناك هامش جديد. ولكن صفة النفع العام تحمل في طياتها مفاهيم ثقافية جديدة.

p معنى هذا أن قيما جديدة ستطرأ على الاتحاد؟

-مراد القادري:
نعم لقد اشتغل الاتحاد منذ تأسيسه بمنطق التطوع. الآن، يمكن للاعضاء أن يحملوا على التفرغ، أن يتلقوا تعويضات، إذا ما نشرو في مجلة «آفاق».
والأهم من ذلك هو الاهتمام بالوضع الاعتباري للمبدع والكاتب المغربي، وإيجاد صيغ قانونية حتى يتمكن المبدع أن يحمل في بطاقته الوطنية مهنة كاتب، وأن يتمتع بتقاعد.

-عبد العزيز أزغاي:
أريد أن أختم ببعض الأحلام التي تراودني وأقول.
احلم بمجلة الاتحاد وصور المبدعين المغاربة تتصدر أغلفة أعدادها
أحلم بأن يعيد الاتحاد تجربة جريدة الاشارة.
أحلم بأنانية بالمزيد من الاهتمام بالشعر
إحياء فكرة تنظيم مهرجان الشعر العربي
أحلم بأن ينفتح الاتحاد على العالم إذ لا يعقل ألا يستضيف الاتحاد يوما أحد الفائزين بنوبل، أحلم أيضا أن يمنح للمبدعين الشباب حق التمثيلية في أجهزة الاتحاد.

محمود عبد الغني:
على الاتحاد أن يحضن الشعراء. أنا لا أفهم لماذا لم يطرح الاتحاد يوما بشكل جدي إشكالية شعرية؟ كانت هناك ملفات وإشكالات، ولكن أين نصيب قضايا الشعر الكبرى من اهتمام الاتحاد؟، هل هناك قصد في تجاوز الإشكاليات الشعرية؟ الشعر المغربي الحديث في تغير مستمر، ونحن لدينا منابر في العالم العربي، لدينا صداقات ومبدعون مشارقة يحترمون تجربتنا بفضل حساسيتنا الجديدة أحب من أحب وكره من كره.

-حسن الوزاني:
أعتقد أن التعويل كثيرا على الاتحاد لتعميق الأسئلة ليس صحيحا: فاتحاد كتاب المغرب ليس ورشة للكتابة، هو قناة لترويج ومطارحة الأفكار والأسئلة والرؤى:


بتاريخ : 26/04/2023