الرياضة امتداد للحرب التي لا تقع!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

ينتظر القائد الأعلى للقوات العسكرية سعيد شنقريحة الحرب طويلا…
وعندما لا تقع لسبب وجيه أو لأنه لا يملك قرارها يتحول .. إلى فريق !
الحرب، عند الجنرال، الذي لم يخض أي حرب حقيقية، امتداد للرياضة أو الرياضة امتداد للحرب التي لا تقع.
هي مجهود جسدي لاستكمال الهوية العسكرية المنقوصة..
القوة الضاربة لا بد لها من أن تضرب الكرة بعيدا!
ولا هوية كاملة إلا بخارطة غير كاملة في بلاد »العدو«!
وكما في اللغة العسكرية يكون التكتيك
والهجوم والدفاع
والحراسة
والقاذفات
لغة رياضية تعويضية وتمهيدية وتسخينات تحضيرية ..
وكل رئيس فريق أو لاعب لا يساير الفريق الجنرال هو بالضرورة مع الأعداء.
لماذا إذن يأتي اللاعبون إلى معسكرات الخصم؟
هو التكتيك العسكري لمعرفة درجة يقظة العدو..
والذي استطاع الأشاوس تنفيذه بدقة والوصول إلى ما وراء حدوده.
هناك فيلم جميل لمن أراد أن يفهم المغزى: ما وراء خطوط العدو!
يكفي الإنصات إلى الإعلام الشقيق العدو لنفسه، وكيف يتحول الحديث عن الكرة إلى بيانات عسكرية ونشرات صادرة عن المواقع والجبهة: كل ما يصدر عنهم يرسم صورة للحرب: في السيادة والوطنية والشعوب والكرامة. كما لو أن اللاعب الجزائري صار هو الذي يطالب بالسيادة على الصحراء.
في الموضوع غير قليل من التسلية: حيث أن فهم المستوى الذي تصله اللغة الرياضية يكشف المدى الذي يسكنها من تلميحات عسكرية.
وخلف الرياضي والمعلق والمسؤول، يقبع ضابط يحمل رشاشات تطلق قذائف الكلمات.
كل مقابلة في كرة القدم أو في الجمباز أو في التزحلق فوق الجليد هي عناوين معركة.
معارك لا تدوم أكثر من تسعين دقيقة..
ولكن إذا لم يفرض الشقيق الجزائري شروطه لن يدخل معركة معلقة… يجب أن يضمن النصر قبل الدخول..
والنصر في السيادة قبل أن يلعب تفاصيلها في الرياضة..
لا يجد الإعلامي الشقيق اللدود في المعركة التي تربط الرياضة بالحرب الحقيقية، ما يضرسه بأسنانه فيختار «باروديا « تثير الضحك…
لا يذكر مثلا أن الرابط الوحيد يملك المغرب حقوق تأليفه: يوم تمت معاقبة الكرة المغربية بسبب مقابلة مع فريق جبهة التحرير الوطنية في 1958( لم تكن الدولة الجزائرية موجودة بعد ).
الجنرال يصبح فريقا كامل الأعداد لعله يثأر لنفسه من بقايا ذكريات حرب حقيقية كان فيها أسيرا.
هناك سؤال تركيبي ومقلق: هل كان أصحاب القرار الرياضي في الجزائر ينتظرون أن يصلوا إلى المغرب لكي يجدوه قد حذف أرضه الجنوبية من الخريطة، في الفترة بين المقابلتين، لكي يقرروا اللعب مع نهضة بركان؟
هل بالفعل انتظروا ذلك؟ لا أعتقد، بل أرادوا أن يعولوا على »قانون ما في جهة ما »من العالم الرياضي يعطيهم خارطة بلا أرض مغربية لكي ينتصر… الانفصال ومن يحتضنه في تيندوف!!!.
لهذا يبدو أن المعركة تدور في عقل الجنرال أكثر مما تدور بين أقدام الكرويين!
في هذا العقل تتجاور الرياضة والحرب، مع فارق بسيط هو أنه غير قادر على الحرب الميدانية أو يجربها ويخسرها، فيجربها في جنوده في الملاعب..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 30/04/2024

التعليقات مغلقة.