“تجفيف منابع الإرهاب” للدكتور محمد شحرور 9-

كتاب “تجفيف منابع الإرهاب”  للدكتور محمد شحرور ، كتاب يضع من خلال فصوله ، الأصبع على الجرح بشكل  مباشر .
العنوان قد يراه البعض أنه مستفز، انتبه إليه الدكتور شحرور وأجاب عنه بوضوح  تام، حيث يؤكد أن اختيار هذا العنوان جاء  لقناعة منه، بأن الحل الأمني فى معالجة ظاهرة الإرهاب المنتشرة فى العالم لا يكفي،  وإنما هى مرتبطة بأمرين اثنين وهما، الثقافة المنتشرة فى مجتمع ما، والاستبداد.
في ثنايا هذا المؤلف المهم ،تطرق  الفقيد الدكتور محمد شحرور إلى  مواضيع  عدة ويتساءل أيضأ ،هل الإسلام حقا مسؤول عن  الإرهاب  ،أم المسؤول هو الفقه الإسلامي التاريخي، الذى صنع إنسانيا بما يلائم الأنظمة السياسية؟،كما تطرق إلى سؤال آخر ، هل القضاء على الحركات الإسلامية المتطرفة يتم  بمكافحة الإرهاب، وهل الحروب والقوة المسلحة كافية للقضاء على الإرهاب،  أو أن له جذورا فى أمهات كتب الفقه؟.
لم يتوقف الكتاب عند  طرح  الأسئلة  فقط، بل يجيب عنها بعقلانية أيضا،كما وقف بالتفصيل على تفاسير  معاني العديد من الآيات القرآنية  الكريمة،ويؤكد أن تفسيرها غير الصحيح،سبب  انحرافا ملحوظا عن الرسالة التى حملها الرسول (ص) ،لتكون رحمة للعالمين، كالجهاد والقتال والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والولاء والبراء والكفر والردة.
الطبعة الثانية الصادرة عن دار الساقي،جاءت، لأن المنهح كما يقول المفكر محمد شحرور،  فرض علينا تعديل بعض المفاهيم التي وردت في الطبعة الأولى،  ولاسيما أن هذه التعديلات أجابت عن تساؤلات كثيرة كانت لاتزال  عالقة.
لايحمل الكتاب فقهاء تلك العصور وزر مانحن فيه كاملا، بل حمل المسؤولية من أتى بعدهم وزر الوقوف عند رؤيتهم بصحيحها وخطئها، داعيا إلى الخروج من القوقعة التي نحن فيها.
ونبه الكتاب إلى ضرورة ألا نضع أنفسنا كمسلمين في موضع الاتهام بكل مايعيشه العالم من تطرف وإرهاب، في نفس الآن، يرى أنه لزاما علينا  إعادة النظر في أدبياتنا وماتراكم من فقه،فالعالم لايتهمنا دائما بغير وجه حق، ويخلص إلى أن الشباب الذين ينفذون عمليات انتحارية ليسوا مجرمين في الأساس، بل هم  غالبا ضحايا تزوير الدين وتشويهه، فهم من وجهة نظره، نشأوا على تمجيد الموت، والنظر إلى القتل كالقتال والشهادة، والآخر المختلف كافر يجب القضاء عليه.وتعلم أن الجهاد في سبيل الله هو قتل الكافرين، بغض النظر عن مقياس الكفر والإيمان. 

 

يعود  الدكتور محمد شحرور إلى  الحديث الذي “نقل” على لسان  الرسول الأعظم “من بدل دينه فاقتلوه” ويقول، إذا كان  هذا الحديث قد صح عند البخاري والترمذي وغيرهما من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمستدركات والمصنفات، وإذا كان الحديث بروايته الأخرى “من غير دينه فاضربوا  عنقه” قد صح عند مالك في موطئه، فإن الحديث بروايتيه لم يصح عند الإمام مسلم، ويشرح  محمد شحرور، إذا كان حجة الإمام مسلم في رفضه هذا الحديث غير معروفة، فإن  حجة المفكر محمد شحرور، كما جاء في كتابه، تتلخص في كون الحديث  يخرج عما ورد صريحا في آيتي البقرة 217 والمائدة 54، حيث لم يشر إلى قتل وعقوبة دنيوية. زيادة على ذلك، يضيف محمد شحرور، تعارضه مع التنزيل الحكيم نصا وروحا في عشرات الآيات منها “ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون” و”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين “وأيضا” ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”، وكذلك قوله تعالى “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه لله العذاب الأكبر”.يعود  الدكتور محمد شحرور إلى  الحديث الذي “نقل” على لسان  الرسول الأعظم “من بدل دينه فاقتلوه” ويقول، إذا كان  هذا الحديث قد صح عند البخاري والترمذي وغيرهما من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمستدركات والمصنفات، وإذا كان الحديث بروايته الأخرى “من غير دينه فاضربوا  عنقه” قد صح عند مالك في موطئه، فإن الحديث بروايتيه لم يصح عند الإمام مسلم، ويشرح  محمد شحرور، إذا كان حجة الإمام مسلم في رفضه هذا الحديث غير معروفة، فإن  حجة المفكر محمد شحرور، كما جاء في كتابه، تتلخص في كون الحديث  يخرج عما ورد صريحا في آيتي البقرة 217 والمائدة 54، حيث لم يشر إلى قتل وعقوبة دنيوية. زيادة على ذلك، يضيف محمد شحرور، تعارضه مع التنزيل الحكيم نصا وروحا في عشرات الآيات منها “ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون” و”ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين “وأيضا” ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”، وكذلك قوله تعالى “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه لله العذاب الأكبر”.ويزيد  المفكر محمد شحرور ويقول أيضأ تعارضه مع أحاديث نبوية أخرى منها مارواه البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى لله عليه وسلم قال: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا لله، فمن قالها عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على لله “ومنها مارواه أبو داوود وابن ماجه في سننهما عن أبي هريرة أن الرسول الأعظم قال:”كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه “.ويرى أن حديث “من بدل دينه فاقتلوه” ورد عن عكرمة عن ابن عباس في معرض تعليقه  على تحريق الإمام علي فرقة من الزط اتخذوا لأنفسهم أصناما يعبدونها مرتدين عن عبادة لله، وهذه حادثة  إن صحت  كما يقول المفكر السوري، فالأرجح أنها وقعت في خلافة الإمام علي، أي بعد عام 35 هجرية، ويتساءل  هنا  محمد شحرور، أين كان هذا الحديث النبوي المزعوم  حين اعترض عمر بن الخطاب على أبي بكر في قتال أهل الردة، فقال له أبوبكر: “ولله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، ولله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول  لله(ص) لقاتلتهم عن منعه “ومن تمة يقول الدكتور محمد شحرور، لو كان الحديث صحيحا  ومعروفا لاحتج به أبوبكر فكانت حجته أقوى وأوضح، ولايحتاج معها إلى الاجتهاد وقول ما قال. ويرى صاحب كتاب “تجفيف منابع الإرهاب “، أن هذا الحديث بروايتيه  لم يجر تطبيقه عمليا لافي العصر النبوي على يد الرسول الأعظم، ولا في العصر الراشدي على يد أي من الخلفاء الأربعة، صحيح يقول الدكتور شحرور، إن النبي صلى لله عليه وسلم أمر بقتال وقتل ذي الخمار عبهلة بن كعب، المشهور باسم الأسود العنسي، مع من انضم إليه من عوام مذحج، وأمر بقتال وقتل طليحة بن خويلد مع من انضم إليه من بني أسد، وأمر بقتال وقتل مسليمة بن حبيب  مع من ناصره من بني حنيفة، لكن صدور مثل تلك الأوامر بالقتال والقتل عن النبي  في أواخر السنة العاشرة للهجرة، كانت لها أسباب موجبة ولاعلاقة لها بالردة عن الدين، لامن قريب ولابعيد،وتساءل، ألم تحدث ردات بعد عهد  النبي  وأبي بكر وعمر بن الخطاب؟.كما استشهد بما وقع في سقيفة بني ساعدة  حيث نجد أفضل كم من عبر عن استياء المعارضين ومخاوفهم هو جرول بن أوس(الحطيئة) في أبيات نسبها إليه صاحب الأغاني:أطعنا رسول لله ماكان بيننا..فيا لعباد لله ما لأبي بكر أيورثها بكرا إذا مات بعده.. وتلك لعمر لله قاصمة الظهر.فهلا رددتم رفدنا بزمانه..وهلا خشيتم حس راغية البكر. وكدليل على أن الحديث النبوي المزعوم بروايتيه، يقول محمد شحرور، لم يطبق ويعمل به في العصر النبوي  ولا عهد أبي بكر وعمر ،بدليل أننا نجد في تاريخ الطبري عشرات الأسماء لأشخاص لم يقتلوا رغم اشتراكهم في العصيان المسلح وقتال جيوش الحكومة المركزية، وفيهم مشهورون وردت أخبارهم في كتب الأخبار والتراجم منهم، الأشعث بن قيس، الزبرقان بن بدر، جرول بن أوس (الحطيئة) عوف بن سنان، علقمة بن علاثة، عيينة بن حصن وغيرهم.

 

 


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 05/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *