حكاية رحلة رياضية امتدت لأزيد من خمسين سنة : أول مشاركة في بطولة عالمية 6

 

 

 

تعتبر نعيمة رودان أول إمرأة مغربية تحرز ميدالية ذهبية لصالح المسايفة المغربية، حدث ذلك في نهاية الستينيات خلال بطولة الألعاب الرياضية للمغرب العربي التي جرت بتونس.ويسجل التاريخ أنها ظلت منذ سنوات صباها وعلى امتداد خمسين سنة مرتبطة برياضة المسايفة كمبارزة،مدربة ومسيرة. ويحسب لها أيضا أنها حملت قضية المرأة الرياضية المغربية على عاتقها مدافعة عن حقها في ممارسة رياضية سليمة وعادلة حيث انضمت للجنة المرأة والرياضة التي كانت تابعة للجنة الوطنية الأولمبية وساهمت إلى جانب زميلاتها من الأسماء الرياضية الكبيرة في منح الرياضة النسوية الاهتمام الذي يليق بها.
لخمسين سنة،لم تنفصل عن عوالم الرياضة، بل وسهرت على أن ترضع أبناءها الثلاثة عشق الرياضة إلى أن أضحوا بدورهم نجوما وأبطالا في رياضة المسايفة محرزين عدة ألقاب في إسبانيا وفي كل التظاهرات بأوربا والعالم.

 

واصلت التحصيل الدراسي و كل الأساتذة كانوا يتابعونني عن قرب فيما يخص الدراسة وكذلك على مستوى مشاركاتي في البطولات، كنت كلما أحرزت على لقب أو على كأس من منافسات البطولة أحمله إلى الثانوية ونحتفل به جميعا.واصلت التحصيل الدراسي و كل الأساتذة كانوا يتابعونني عن قرب فيما يخص الدراسة وكذلك على مستوى مشاركاتي في البطولات، كنت كلما أحرزت على لقب أو على كأس من منافسات البطولة أحمله إلى الثانوية ونحتفل به جميعا.بعد الميدالية الذهبية لسنة 1970  ، وكذلك الفوز ببطولة المغرب، نجحت في إحراز  عدة كؤوس للدوريات. بدأنا في التداريب في المعسكر بالرباط للتحضير للبطولة المغاربية المدرسية التي كان مبرمجة أن تنظم في الدار البيضاء والتي شاركت فيها تونس، الجزائر إلى جانب المغرب البلد المنظم طبعا.كانت التداريب جد مكثفة ومرهقة، خاصة أنه كان علي أن أوفق بينها والتحصيل الدراسي. لم يكن عندي وقت للتمتع بالراحة وافتقدت لمتعة الجلوس مع أسرتي فقد كان مطلوب مني الاجتهاد في التداريب حتى لا أخيب كل الانتظارات التي كانت ترشحني لإجراز الميدالية الذهبية، بالإضافة إلى أننا كنت مطالبة بالدفاع عن راية الوطن.اقترب موعد انطلاق الألعاب، فدخلنا الى المدرسة العليا بعين سبع “ecole des cadres”. أتذكر أني عشت فترات صعبة جدا وكنت في كثير من الأحيان أجد صعوبة في النوم كنت دائمة التفكير بالمباريات وكيف سيكون مستواي، واستمر الحال إلى أن جاء يوم التباري وأخذتنا الحافلة متوجهة إلى المعرض الدولي الذي تحول إلى قاعة لاحتضان المباريات. كانت القاعة مليئة بالمتفرجين والمشجعين للفريق المغربي.طبعا بدأنا بالإقصاييات وحصلت على الرتبة الأولى في مجموعتي ثم ربع النهائي ، ونصف النهائي  متفوقة على جميع منافساتي، إلى أن وصلت لمباراة النهائية وكنا ثمانية فتيات. في موعد المباراة النهائية، حضرت أسرتي،أصدقائي كما حضر الجمهور بكثافة.كانت أمنيتي أن لا أخذلهم، وكان أملي هو إهداء اللقب للفريق الوطني ولجميع من حضر لتشجيعي. بدأت المنافسة وكانت معي ثلاث زميلات مبارزات من المغرب ، ومع أن تونس كانت متقدمة، لكن لله سبحانه وتعالى حقق أمنيتي وتمكنت من نيل الميدالية الذهبية وهي الثانية لي على التوالي في ألعاب المغرب العربي. ولأنني لم أخسر أي مباراة، فقد تمكنا من إحراز ميدالية ذهبية خاصة بالفرق، مما جعلني بطلة المغرب العربي للألعاب المدرسية فردي وجماعي ، و كانت الفرحة فرحتين ، زادها جمالا احتفال الجماهير التي احتفت بنا واحتفلت بترديدها للأغاني الوطنية وتحول المشهد إلى عرس كبير في المعرض الدولي. وكانت فعلا لحظات لن تسقط من ذاكرتي أبدا. كانت  الصحافة والتلفزة في الموعد مما جعل شهرتي تتسع  وجعل كثير من الناس تتصل بي للتهنئة وإرسال باقات الزهور الى بيتنا. بعد الفوز وما حققته في ألعاب المغرب العربي،توصلت بنتائج الامتحانات المدرسية وكانت إيجابية وحصلت فيها على التفوق والنجاح وسعدت جدا لكوني  لم أخذل الوعد الذي أعطيته لوالدي واستطعت التوفيق وبامتياز في الرياضة وفي الدراسة في نفس الوقت  . والدي كان سعيدا، وكانت ملامح الفرح والفخر بادية على وجهه رحمه الله، وللتعبير عن إحساسه بالفرح  أخدنا الى مدينة مراكش لقضاء العطلة وكانت مناسبة لي لأخد قسط من الراحة والاستمتاع بقضاء أكبر وقت مع أسرتي.بعد انتهاء العطلة الصيفية وعودتنا للمنزل، كان مطلوبا مني الاستعداد لاستقبال موسم     1973 الرياضي والدراسي في نفس الوقت. بالنسبة للدخول المدرسي ، كنت دائماً أفضل ان أكون حاضرة في بداية السنة ومتابعة الدروس لكي لا يعيقني الوقت عندما تنطلق المنافسات والمباريات. طبعا كنت كل نهاية الأسبوع (السبت والأحد) أشارك في مباريات محلية . في تلك السنة، سأشارك في البطولة الدولية التي أقيمت في الدار البيضاء حيث كانت أول مرة ألعب فيها أمام  بطلات من فرنسا، البرتغال ، روسيا ومعهن بطلات من تونس والجزائر، كانت بطولة بطابع عالمي ونجحت في التأهل لمباراة النهاية حيت قابلت بطلة عالمية روسية وخسرت أمامها بنتيجة  5\4.

 

 


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 01/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *