ضمنها جماعة إيماون القروية، هجمات الحشرة القرمزية «تبيد» نبات الصبار بجماعات ترابية بتارودانت والساكنة تتطلع إلى تدخلات مسؤولة وناجعة

 

” إنها مشاهد يصعب على المرء وصفها، بالنظر لما تؤشر عليه من قساوة فتكت بنبات يعود الفضل في زراعة بذوره الأولى بتربة الدوار خاصة، و تراب قبيلة إدا وزكري عموما منذ عقود طويلة، إلى أجدادنا رحمهم الله جميعا ، مع ما يعنيه ذلك من ذكريات عميقة لأجيال متعاقبة على المنطقة “.. بهذه المرارة علق أحد أبناء دوار الدوبهار التابع للجماعة القروية إيماون بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، على الآثار المدمرة التي لحقت بنبات الصبار نتيجة هجمات الحشرة القرمزية، التي لم تسلم من “ويلاتها” جماعات قروية عديدة بالمنطقة.
هجمات بلغت شراستها حد جعل تواجد “الصبار” ببعض الدواوير، يعود إلى درجة الصفر التي لن يجدي معها أي تدخل خاطف أو معالجة جزئية ؟
وارتباطا بموضوع “سبل المكافحة”، سبق لمصادرنا بمركز إغرم، الإشارة إلى ” أن الطبيعة الجبلية للمنطقة تقف حائلا أمام إمكانية استعمال آليات قلع وطمر النباتات المصابة، كما أن احتضان تربة جماعاتها لأشجار الأركان واللوز الحاملة لتصنيف “بيولوجي”، لا يسمح بالتدخل كيميائيا لمحاربة هذا المرض ” ، مذكرة بأن” ممثلين عن مركز الاستشارة الفلاحية بإغرم ، التابع للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية سوس – ماسة ، سبق أن انتقلوا ، بمعية مسؤولين عن السلطة المحلية ، عقب ظهور أولى مؤشرات المرض، إلى  بعض الدواوير المتضررة ببعض الجماعات الترابية ، حيث تم أخذ “إحداثيات البؤر” ، كما تمت مراسلة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (مصلحة وقاية النباتات بتارودانت) ، من أجل التدخل والقيام بالمتعين في أفق الحد من انتشار هذه الحشرة وتفادي عواقبها الوخيمة” .
ووفق المصادر ذاتها ” فإن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من سرعة انتشار هذا المرض ، الذي تتنوع أساليب انتقاله “الرياح، العربات، الحيوانات …”، و”تظهر علاماته على النبات في شكل أكوام بيضاء تشبه القطن ، وهي حشرة تتحرك على حافة لوحة الصبار، وتتسبب في إلحاق خسائر كبيرة بالمنتوج، لكونها تقتات على النبات وتمتص سوائله مما يتسبب في جفافه وموته إذا ما كانت الإصابة شديدة ” .
هذا وينبغي التأكيد على أن نبات الصبار يلعب دورا محوريا في مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي، بالنظر لقدرته على النمو في المناطق شبه القاحلة والقاحلة، ومواجهة الجفاف من خلال تخزين ألواحه لكثير من الماء، ما يجعله من النباتات التي تعمر طويلا .
وهي مميزات يمكن للمرء من خلالها فهم أسباب حرص قاطني المناطق النائية ، التي تعاني، عادة ، من شح التساقطات المطرية وعدم انتظامها ، على غرس هذه النبتة، و التي تستعمل، أيضا ، كحواجز لحماية ممتلكات الفلاحين ، كما تقدم ألواحها كأعلاف للماشية.
إنها ، إذن، وضعية تحمل في طياتها كل معاني “القتامة ” تلك التي باتت عليها المساحات المحتضنة لنبات الصبار ، سواء بدواوير الجماعة القروية لإيماون، أو غيرها من الجماعات المجاورة ، بعد أن حولتها ” غزوات ” الحشرة القرمزية إلى مشاهد تنطق ألما وحسرة، وتجعل الساكنة – التي لا حول لها ولا وقوة – تتطلع إلى تدخل سريع وناجع من قبل الجهات المسؤولة ، جهويا ومركزيا ، والعمل على تدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان ، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات كارثية على أكثر من صعيد : بيئيا ، اجتماعيا واقتصاديا …


الكاتب : حميد بنواحمان

  

بتاريخ : 26/08/2021