قهوة للغريب


أنا الغريب .
كم شربت من قهوة، فوق هذه الأرض،
كي أبدد غربتي !
كم تأقلمت
– إلى حد الآن –
حتى مع ثقوب ذاكرتي،
وطبعي السيء،
وكل ما لم أقله،
لا للناس ولا للحجارة،
ولا في كل أشعاري !
أنا الغريب،
دائما .
ولكن،
هذا الصباح، أردت أن أحتفل بذاتي
فانسللت من ذاتي .
وعدت
– على وجه السرعة –
إلى مكان الجريمة :
مسقط رأسي .
عدت،
وعادت معي
– في موكب واحد –
جموع غفيرة من المسرات،
والمعاصي .
عدت .
وليتني ما عدت !
شابت النواصي .
وما شابت لا مطرقتي ،
ولا فأسي .
قهوة أخرى
– من فضلك –
للغريب .