أطياف اليسارفي توديع المناضل عبد الواحد بلكبير

 

شيعت جنازةَ المناضل عبد الواحد بلكبير جموع ٌغفيرة من مناضلين ديمقراطيين وحقوقيين ، يتقدمهم عبد اللطيف المنوني مستشار الملك وإدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى جانب العديد من المناضلين السياسيين والحقوقيين والجمعويين .
وأبن عبد الصمد بلكبير باسم العائلة والأصدقاء، المرحوم وعطاءه داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وعلاقاته مع القادة من بينهم الشهيد عمر بنجلون، حيث قال : « لا أنسى علاقة الشهيد عمر بنجلون بعبد الواحد بلكبير، كانت علاقة استثنائية . كان يحبه حبا شديدا «. وحكى عبد الصمد علاقة المرحوم داخل السجن : « اعتقاله لا يشبه فيه إلا بعض الأشخاص ، لطيفة الجبابدي وعبد اللطيف الدرقاوي . كانوا استثناء في ممارسة تعذيب المعذب . عرفه محمد نوبير الأموي جيدا في كوربيس 13 شهرا وهو مكبل اليدين ، والذين توفوا في المعتقل توفوا بين يديه هو والأموي ».
وأضاف : « لم يفترنهائيا عن العمل والكفاح والنضال، ويفكر بالمستقبل . وبالمناسبة اعتقلنا في 1965 أنا وهو وآخرون ، وكنت أحمل قرارتنظيم الإضراب بمراكش ، خمس ثانويات إذاك ، وكنت معه ساهرين على كل الحركة حتى أنجزت في 26 مارس . وطالبنا بتأخير الحركة في مراكش ، والذي يتوهم أن حركة 23 مارس عفوية، خاطئ . منذ ذلك الحين لم يتوقف عبد الواحد نهائيا . تجاوزني بكثير في العطاء والبذل ، في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وهي مدرسة مر فيها العديد من الرموز . كان نشيطا، وتم اعتقاله. والتقينا في مرحلة السجن عند انتهاء المحاكمة الأولى. وجاءت المحاكمة الثانية أنا وهو وعزيز المنبهي ، بحكم عدم المتابعة ، ولكن بقي مسجلا في المتابعة ، لأنه بعد سنة ونصف بالضبط «وبدون مناسبة جاؤوا واعتقلوه في منزل أخيه السي محمد ».
من جهتها، أبنت المناضلة عائشة الخماس المناضل عبد الواحد بلكبير في خيمة العزاء « بتأثر عميق» وذكرت ما عرفته من خصال ونضال المرحوم، حيث قالت : « ما تخيلت يوما أن أقف لتأبين رفيقي وصديقي وأخي عبد الواحد بلكبير ، ما تخيلت ذلك أبدا ، وأنا التي عرفته في قمة عطائه وفي قمة نضالنا كمسار جديد في السبعينيات ، في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، كان خطيبا مفوها ومعبئا ، لا يخشى العنف والقمع ، ولا يخشى كل المضايقات التي عشناها جميعا في سنوات السبعينيات ».
وأضافت الناشطة الحقوقية الخماس : « عشنا معه لحظات الإعداد لمؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الخامس عشر ، وعشنا معه القمع والعنف واحتلال الجامعة وإخلاءها ، كل هاته اللحظات كان المرحوم صلبا وصامدا وقويا . كان مستعصيا على القمع والمتابعات داخل الجامعات والكليات ».
وفي شهادتها أضافت : « أتذكر حين منع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وحينما كنا محاصرين حيث ما سرنا وحيث ما تنقلنا كطلبة ، كان مدافعا عن الطلبة ، التي واجهت جهنمية القمع الذي عشناه . عشت معه أيضا ومع عائلته لحظات الاعتقال سنة 1977 كانت لحظات أليمة ، اعتقال لطيفة وعبد الواحد ومجموعة من المناضلين والمحاكمات في مختلف المدن ، أسفي ،مراكش ووارزازات و الدار البيضاء ، والملف ما زال لحد الآن لم يحكم ولا ندري ما مصيره ».
وختمت الخماس : « رفيقي عبد الواحد ، لم أتخيلك يوما مريضا أو أؤبنك ، نظرا لقوتك ولصمودك و لقدرتك على الإقناع والمواجهة والدفاع . لكن الموت لا يمكن أن نقف أمامه . أبناؤك استمراريتك وهم أبناء في مستوى أسرتك وقيمك ومستوى ما دافعت عنه . أبناؤك أبناؤنا عاشرناهم وعرفناهم مناضلين صامدين بمبادئ . رفيقتك لطيفة الجبابدي المناضلة الصامدة التي خبرت العنف والقمع والسجن ، رافقتك حتى مماتك ، إنها القيم التي تعلمناها من رفاقنا ، وإن أول من تعرفت عليه بعد التحاقي ب 23 مارس كتيار طلابي تقدمي هو عبد الواحد بلكبير ، هو من عرفني مبادئها وقيمها ، التقينا في أحد المنازل بأكدال بالرباط ، كان يلتقينا بحماس كله أمل وشعلة من مغرب يقدم العلم والصحة ..
نم عبد الواحد مستريحا رفيقي وزميلي ، نم مطمئنا سنواصل ما زالت فينا ذرة دم ، ومع رفاقنا وشعبنا الذي يريد الديمقراطية ويناضل من أجل الحرية وتعليم لائق وصحة للجميع » .
وختم عبد الصمد بلكبير : « قام عبد الواحد بواجبه كما بقية المناضلين وزيادة ، وفي هاته المناسبة نشكر رفيقته لطيفة الجبابدي التي وقفت إلى جانبه وسيجازيها ضميرها وشعبها ، و نتمنى لهذا الزمن العابر أن يسرع في عبوره ».
رحم الله عبد الواحد بلكبير .


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 25/12/2019