الاختناق يتواصل في الدارالبيضاء بسبب «زحف» الشاحنات الثقيلة على المسالك المرورية للمدينة

عمليات شحن وتفريغ بضائعها في الشارع العام تغضب قاطني الأحياء المتضررة

 

 

يتواصل الاختناق المروري الذي تعيش على إيقاعه شوارع الدارالبيضاء المؤدية إلى مختلف الأحياء والعابرة منها، فالمدينة لم تعد تعرف «ذروة» محددة في الزمن بل أصبحت ساعات النهار بأكملها، تعرف اكتظاظا واختناقا بسبب ارتفاع عدد المركبات، بمختلف أنواعها، المستعملة في التنقلات الخاصة والعامة، وبفعل تضييق المساحات المرورية لفسح المجال لخطوط الترامواي والباصواي، وكذا الأشغال والحفر والأعطاب، التي تؤدي هي الأخرى إلى التقليص من السرعة وإلى «المناورات» المفتوحة على كل الاحتمالات؟
وضعية يزيد من حدّة قتامتها استمرار ولوج الشاحنات، خاصة ذات الوزن الثقيل، إلى وسط المدينة عبر شوارع مختلفة، رغم إشارات المنع التي تم وضعها والتي لم تقدم حلاّ لتجاوز هذه المعضلة، وكذا بالرغم من إحداث مسار مروري خاص بها على مستوى طريق زناتة، الذي ظل مجمّدا لسنوات ويعرف حضور العديد من السلوكات التي لا تسلم من انتقادات. وتؤدي هذه العوامل برمّتها إلى المزيد من الاكتظاظ والازدحام، وإلى استمرار مشاهد الاختناق المروري، علما بأن هذه الأسباب يحضر فيها ما هو مرتبط بالسلوك الفردي من جهة في عدد من الحالات، ويتحكم فيها كذلك ما يرتبط بالبنية التحتية في حالات أخرى، لتؤدي مجتمعة إلى «تعطيل» حركة السير والتسبب في مشاكل لا حصر لها، خاصة حين وقوع حوادث في ممرات تعاني من الضيق أصلا فتصاب الشوارع جراء ذلك بالشلل.
إشكال كبير، يرخي بتبعاته على قاطني المدينة بشكل خاص وزوارها بشكل عام، علما بأن تداعياته لا تقف عند حدود الاختناق المروري والتلوث السمعي بل تمتد كذلك إلى مشاهد تعرف هي الأخرى انتقادا كبيرا، ويتعلق الأمر باحتلال عدد من الشاحنات لشوارع وأزقة وتحويلها إلى «هنكارات» يتم فيها إفراغ حمولاتها المختلفة وشحنها بأخرى على مدار النهار الليل في «العراء»، مع ما يرافق ذلك من سلوكات ومن صخب ومن صور، يكون عدد منها شائنا، الأمر الذي ظل مصدر إزعاج وأذى لساكنة هذه الأحياء التي تعرف هذه الظاهرة التي باتت تتمدد وتتوسع شيئا فشيئا منتقلة من محيط «درب عمر» نموذجا صوب أحياء أخرى بدرب السلطان وغيرها؟
وإذا كانت هناك العديد من السيناريوهات التي تم تداولها حول كيفيات معالجة هذا الوضع، وضمنها سيناريو إعداد وتجهيز «منطقة لوجستيكية»، إلى جانب الحديث عن فسح المجال أمام الشاحنات لولوج وسط المدينة في ساعات متأخرة من الليل وغيرها من التفاصيل التي يعود النقاش المتعلق بها لأكثر من ثلاث سنوات، والتي لا يزال يعتريها العديد من التخبط، شأنها في ذلك شأن خطوة وضع إشارات منع مرور الشاحنات دون تفعيل لحدّ الساعة، وفقا لما تؤكده الصور التي التقطتها عدسة «الاتحاد الاشتراكي»، فإن توضيح كل ما يتعلق بشأن هذه النقطة «الثقيلة» من طرف المتدخلين، في الجماعة وولاية الجهة، يتطلب تواصلا مسؤولا وفعليا، لا أن يتوصل بعض المسؤولين، برسائل تتضمن أسئلة حول هذا الشأن الذي يهم ساكنة الدارالبيضاء والمهنيين من مختلف المستويات وعددا من الفاعلين، ولا يقدمون أي جواب بخصوصها!


الكاتب : وحيد مبارك تصوير: هيثم رغيب

  

بتاريخ : 29/04/2024