الحزب الشعبي يتصدر الانتخابات الإسبانية والحزب الاشتراكي الأقرب لتشكيل الحكومة

تصدر الحزب الشعبي نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها إسبانيا أول أمس الأحد، لكن النتائج التي حصل عليها، رفقة حليفه المحتمل، حزب فوكس اليميني المتطرف، لا تمنحه الأغلبية المطلقة، لتشكيل الحكومة، كما كان يأمل وكما توقعت استطلاعات الرأي.
وحسب النتائج الرسمية التي أعلن عنها، في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، فقد حصل الحزب الشعبي على 136 مقعدا، بنسبة 33.05 بالمائة من الأصوات، فيما حصل حزب فوكس على 33 مقعدا، بنسبة 12.39 بالمائة من الأصوات.
ولا تمنح هذه النتائج الحزبين الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة، وهي 176 مقعدا من أصل 350 مقعدا التي يتشكل منها مجلس النواب الإسباني.
في المقابل، كذب الحزب الاشتراكي العمالي، بزعامة بيدرو سانشيز مختلف التوقعات، حيث تمكن من تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها في الانتخابات التشريعية الأخيرة سنة 2019، والتي مكنته من تشكيل التحالف الحاكم، وأظهرت النتائج النهائية، حصول الحزب على 122 مقعدا، بأزيد من مقعدين مقارنة مع الانتخابات السابقة، وقرابة مليون من الأصوات الإضافية، ما نسبته 31.70 في المائة من الأصوات.
وحصل حليفه، حزب سومار، اليساري المتطرف على 31 مقعدا، بنسبة12.31 في المائة من الأصوات.
ويبلغ مجموع المقاعد التي حصل عليها الحزب الاشتراكي العمالي وحلفائه المحتملين 172 مقعدا، أزيد بمقعدين من مجموع مقاعد التحالف المحتمل تشكيله من طرف الحزب الشعبي وحزب فوكس وحزب نافارو.
ويبقى حزب جونتس، موحدون من أجل كاتالونيا، الذي يطالب بانفصال هذا الإقليم، المفتاح لتشكيل الحكومة، إذا كتب لها أن ترى النور، وذلك في حال منح دعمه للتحالف اليساري بقيادة بيدرو سانشيز.
في المقابل، يبدو الحزب الشعبي، بقيادة ألبرتو نونييس فييخو، أبعد عن إمكانية قيادة الحكومة، التي بدا على حدود آخر يوم من الاقتراع قادرا على ذلك، وبحسب مختلف المتتبعين، فإن لغة التحالفات، التي أفرزتها نتائج الانتخابات، لا تمنح فييخو الكثير من المناورات.
فمباشرة بعد الاطلاع على نتائج الاقتراع، ظهر فييخو مخاطبا أنصاره، حيث أعلن أحقيته تشكيل الحكومة، باعتبار أنه الحزب الذي تصدر الانتخابات، سواء من حيث عدد الأصوات أو المقاعد، وقال بهذا الخوصوص : « بصفتي مرشح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات، أعتقد أن من واجبي محاولة «تشكيل حكومة». مطالبا الحزب الاشتراكي العمالي، بعدم « عرقلة» هذا التشكيل.
ومن خلال قراءة لما أعلنه فييخو أمام أنصاره، يبدو واضحا أنه يدرك عدم إمكانية تشكيل حكومة بدون امتناع الحزب الاشتراكي العمالي عن عرقلتها، وهو احتمال جد مستبعد، ويكاد يكون مستحيلا، فقد أعلن بيدرو سانشيز بدوره، أمام أنصاره، أن اليمين واليمين المتطرف «هزما» في الانتخابات التشريعية. وقال سانشيز إن «الكتلة الرجعية للحزب الشعبي ولحزب فوكس هزمت»، مضيفا «نحن الذين نريد أن تواصل إسبانيا التقدم عددنا أكبر بكثير».
ويؤكد هذا الإعلان، أن الحزب الاشتراكي العمالي لن يمكن تحالفا مكون من حزب فوكس اليميني المتطرف من تشكيل الحكومة، وهو السيناريو الذي يعتبره خطرا على الديموقراطية الإسبانية وعلى الاتحاد الأوروبي.
وعلى ضوء هذه المواقف المتضاربة، تبقى العديد من الاحتمالات واردة، ويرتقب أن يقوم العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، بمشاورات مع قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان، وعلى ضوئها، يكلف واحدا منهم بتشكيل الحكومة، غير أنه في حالة عجزه عن ذلك، يكلف شخصية ثانية، أو تتم الدعوة إلى انتخابات جديدة، كما حدث في 2019.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 25/07/2023