الدكتور مولاي سعيد عفيف: تفادي تشديد قيود الطوارئ الصحية بأيدي المواطنين من خلال التلقيح واحترام التدابير الوقائية كوفيد 19 ومتحوراته تعيد المرضى إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن كل تشديد للقيود في مواجهة الجائحة الوبائية يفرضه اتساع رقعة انتشار الفيروس ومتحوراته، خاصة دلتا وأوميكرون، يكون بسبب تراخي المواطنين واستخفافهم بالوضع، إما بعدم تلقيح أنفسهم بالجرعة الثالثة المعززة والاكتفاء بجرعتين، أوبعدم الحصول على أية جرعة بشكل كلي.
وشدّد عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19،على أن التكهنات تكثر وحجم التعاليق يزداد، كلما شرعت أعداد الإصابات في الارتفاع، ويتناسى المتحدثون أنهم إذا ما أقبلوا على التلقيح، وتقيدوا بالتدابير الوقائية التي قد تبدو بسيطة لكنها بالغة الأهمية، والمتمثلة في الوضع السليم للكمامات والتباعد الجسدي وغسل الأيادي وتعقيمها كل نصف ساعة، إضافة إلى الحرص على تهوية الفضاءات المختلفة عوض إغلاقها، فإن إجراءات التخفيف ستتواصل من أجل أن تعود الحياة إلى طبيعتها، لكن إذا ما استمرت ممارسات التهوين واختلاق ذرائع غير علمية، التي تعمل على تقويض المجهودات الجبارة التي قامت بها بلادنا، فإن الوضع لن يكون سليما. وذكّر الخبير الصحي في تصريحه للجريدة، بأن فيروس يوهان عند ظهوره أول مرة انطلق بتسجيل حالة واحدة، وعندما ظهر في بلادنا في مارس 2020 فقد كان الأمر يتعلق بحالة واحدة، لكن الحالة أصبحت حالات لاحقا انطلاقا من العشرات فالمئات ثم الآلاف، وهو ما يجب الانتباه إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع المتحور الجديد أوميكرون القادر على الانتشار بسرعة فائقة والذي بات يشكل تحديا كبيرا للأنظمة الصحية عبر العالم.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن مصالح الإنعاش والعناية المركزة، التي لم تستقبل في وقت سابق حالات صعبة للإصابة بالفيروس، عادت مؤخرا لاحتضان مصابين جدد، وهو ما يجب الانتباه إليه بشدة، مؤكدا أن حالات الإصابة باتت ترتفع يوما عن يوم، وتتوزع ما بين حالات تخص المتحور دلتا وأخرى تهمّ المتحور أوميكرون. وأوضح الدكتور عفيف، أن الإصابات الجديدة تأتي من بؤر عائلية، مما يؤكد على أن الفيروس قادر على الانتشار بسرعة في محيط أية رقعة ظهر فيها، عائلية كانت أو مهنية أو غيرها، وبالتالي فلا بديل عن التلقيح وعن احترام الإجراءات الحاجزية، وإلا فإننا سنكون أمام موجة وبائية جديدة، بتبعات مفتوحة على كل الاحتمالات بما في ذلك الوخيمة منها.
وناشد الدكتور عفيف، الأشخاص غير الملقحين لتحمل مسؤوليتهم الكاملة في تحصين الذات والمساهمة في حماية محيطهم الأسري والمجتمع، وذلك بالتوجه صوب المراكز المختصة للحصول على الجرعة المناسبة، منبها إلى أن الكلفة الصحية والاقتصادية والاجتماعية لأية موجة وبائية هي ليست بالهيّنة، ولا يجب التعامل مع الوضع الوبائي باستهانة، مشددا على أن كل الأفراد والمؤسسات مدعوون اليوم وبقوة لتطبيق التدابير الوقائية والقيام بما يلزم لكي لا يتفشى الفيروس مرة أخرى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/12/2021