الــــحـــق بــي حـــيــث أكـــــون …

1 ـ ما سر نظارتي وأنا أتلف الكفن المسدول ..

الواد الكبير الذي يسكن المدينة
كحية رقطاء تسعى ..
محاذية لصلاة مشتهاة ..
عندما جمحت الشمس
واطيرت ..
علقت النجمة في عتمتها
وارتجى ظل الوعد أفياءه المطوية بسيقان الآت ..
الهروب إلى أطاليا اليونانية القديمة
شعرها المنسوج على قمة الفلسفة
نارها الثاوية الجموحة ..
نحن في فكرة الضوء الخفيت
مشعل نيران المعرفة
نصلى قتامتها المدهشة
في لحظة الموت الفجائي ..
وإذا انتظرنا سر ما أخفينا
تفتقنا ..
من واجهة الارتياب
من غفلة الصدادة.
شراب بلا كأس
غرابة ..
دهشة متحيرة ..
كنت أوزع القصيدة الوحيدة المقفرة ..
الفزعة ..
على هشاشة الطفل في داخلي.
ثم أولي مغتبطا بسحر الفرار،
الذي أمدده على قاعدة مبهمة ..
ماذا أقول،
للوجع الذي يقيم بين حيطاني؟
ما سر نظارتي وأنا أتلف الكفن المسدول ..
دونها دهشة الحشر،
أو العماء المبطن
من إسبار بئر ..
جمرة تالفة بين عيدان الوجع ؟

2 ـ خانــتـــنــــا القضــيــة ..

الثورة التي بدأت لم تنته ..
خاننا الخيال ..
خانتنا العيون الكحيلة ..
خاننا الجينرال المحشو بخرائط القبح ..
خاننا الهزيع الأخير من قصة حب جارفة ..
خانتنا القضية ..
الآن،
أيتها الشياطين المقنعة بلحى الغدر والخيانة ..
كم من شيء يذبل في طريق العودة ؟
كم قطعة خشبية نقرنا ..
لنبلغ نظرية ماركس .. سبنسر .. لايبنتز .. هيجل …
أسرار ابن رشد وقانون حمورابي ..
لقد افتقدتك أيها الفيلسوف ..
من جنس مكنون
في قطيعة المعرفة وسحر بيان الكوجيتو ..
……
صار كل التفكير بالفراغ ..
اللامعنى ..
الغياب الفجائعي للحكمة ..
خاننا، ..
حيث نقضي وجهة الفرار الى الحقول العجفاء ..
ونصمت صمتا موجعا حد الموت ..
ونكسر آخر الهامات المرفوعة على أكتاف الحرائق ..
خانتنا عقولنا،
عندما آثرنا حداثة المزاد على حداثة المزاود ..
ولم نأل صنعا من أن نسأل
أو نتداعى تحت سلطة قيد غاشمة ..
….

أي أطواق صرعى تنظر الصاعقة
من أي جور تجيء؟
وأي ذاكرة ستمحو عبرات الأحزان؟
كأننا من جثث هذي الشرور الغبراء
ننظم فروة ثعلبية،
لمبايعة كذبة في جوف ليل أخرق ..

3 ـ وصــــيـــــة

إنما أنا ورد في معصم الحبيبة،
كلما روى حدقة الخيل ..
تماوج بين فكي هوى
أَحَدهمَا بَيَاضٌ وَسَائِرُهُ أَسْوَدُ ..
أنكأ أثري كي لا أصيد صيدا
ولا ألزم روحي على الإلهاء ..
فيا شمس كوني صلاة في بارقة المنى
جرسا يفر إلى ديره .. نداء الجلاء
يقينا تزينت خطراته بشهد الجمال ..

أو كلما راق لي همس خائف
مشيت مستخفيا
وهجرت شعرا بلا فتور
.. كصوت الوطء الخافت
يلحق صداه عند غيبة الروح

فأنا الورد في معصم الحبيبة
فالحق بي إلى حيث أكون


الكاتب : ُمصْـطَـــفَى غَـــلْمَــان

  

بتاريخ : 19/03/2021