الفضيحة على السوشل ميديا «بجلاجل»

 

تكبر الفضيحة اليوم، لاسيما إذا كانت في الوسط الفني، تتمطى وتتثاءب ويصبح لها أذرع محورية على مواقع التواصل الاجتماعي، السقطة سواء كانت عثرة نجمة فوق البوديوم، أو زلة لسان لإحداهن، أو كشف مفاجئ لمنطقة حساسة من الجسد الأنثوي، تمسي فضيحة «بجلاجل» على حد تعبير الأشقاء في مصر. فالأمر يشبه إلى حد بعيد إلقاء حجر في بحيرة، حيث تتحرك المياه الراكدة لتتشكل بعد ذلك دوائر إثر دوائر، وتتسع الارتدادات والمهاترات إلى ما لا نهاية، خلافا لما كان عليه الوضع قبل عقدين من الزمن، قبل امتلاء سماوات الله المفتوحة بمراصد وعيون لا حد لمداها.
لم يكن للفضيحة لاسيما الفنية ذلك الصدى الذي يملأ العالم في ثوان، حيث كان يسهل تجاهلها بعد النشر الورقي المحدود في الزمان والمكان. وسرعان ما يتم ابتلاعها مع مرور الوقت. لأن الزمن والتقادم كفيلان بإدخالها مقبرة النسيان لذلك، فما كاد خبر السقوط المريع لأحد الأفلام المصرية يتسرب إلى العموم مؤخرا، حتى أضحى الخبر مثل نار على جبل. ليس على منصات التطبيقات والمجموعات التواصلية المنفردة التي ينغل بها العالم اليوم، بل على السوشل ميديا ككل، الكل يتشفى، يتغنى ويستهزئ بطريقته. فكيف يمكن أن نسمي السقوط الفني المريب؟ وأي توصيف ينسجم وحجم الفضيحة الفنية؟ أعتقد أن أفضل تسمية لهذا الموقف الصادم يجسدها فيلم»معالي ماما».
إذ في تراجع لايمكن وصفه إلا بالمريع حقق فيلم»معالي ماما» بعد ثلاثة أسابيع في دور السينما بمصر خلال فبراير المنصرم يعتبر أقوى تراجع على مستوى المداخيل على الإطلاق خلال المرحلة، تراجع مخيف ومهول للإيرادات من بين نتائجه، قرار سحبه على الفور من دور العرض السينمائي ببلد الكنانة. بعد أن استمر عرضه قرابة ثلاثة أسابيع، واكتفى بإجمالي 217 ألف جنيه فقط، أي ما يعادل (135 ألف درهم مغربي).
والعمل السينمائي المشار إليه، والذي كان من المفروض أن يقف طاقمه الفني والتقني على خشبة المسرح القومي أو دار الأوبرا المصرية، وموجات التصفيق والإعجاب تتدفق بسخاء لا نظير له، ثابتا بخطوات واثقة ومعتدلة بوجوه مشرقة بالرضا والامتنان، محييا الجمهور الفني الواسع العريض، عاقدا الأذرع إلى الوراء وعلى الصدور، وينحني بإجلال والسعادة تغمره. لكن، ما إن انتهت عروض الأسابيع الثلاثة، حتى وجد الطاقم نفسه يقتسم الخيبة والفشل، بمرارة كاسحة. فمبلغ 217 ألف جنيه فقط، لا غير، هي مجمل مداخيل العرض السينمائي المشار إليه، الذي أنفق عليه الكثير من الجهد والمال لأسابيع، وربما لشهور.

والحقيقة، أن الإبداع السينمائي الحقيقي، يشبه قطعة حلوى حين نتذوقها أول مرة. لكن سرعان ما نمتص ما علق منها من على أصابعنا الثلاثة. أما السقوط الفني الحقيقي، فهو ليس أكثر من مستنقع نتن، نزم شفتينا، ونعقد الحاجبين، قبل أن نسد الحنجرة كي لا يصعد ريق الصعداء. هذا حال بعض التجارب السينمائية المصرية اليوم التي يسيطر عليها الهاجس التجاري ومنطق الربح السريع، إنها السقطة الفضيحة بالمعنى المريع للكلمة.
للإشارة، تدور أحداث ووقائع فيلم»معالي ماما» في إطار اجتماعي كوميدي من خلال علاقة الأم بأطفالها في ظل وجود مسؤوليات أخرى تحيط بها، من قبيل اشتغالها في منصب إداري كبير حيث تطرح عليها المزيد من المواجهات والتحديات وفق ما أشار موقع»المصري اليوم» والفيلم من بطولة بشري ومحمود الليثي، ونخبة من الممثلين الشباب كنور إيهاب، وسليم الترك الشهير بسولي، والطفل ياسين نجل الفنانة الراحلة غنوة شقيقة أنغام، وعدد من النجوم منهم سامي مغاوري، ونور قدري وعلاء مرسي وحسام داغر ومحمد علي رزق، وشريف باهر، وطاهر أبو ليلة وإسماعيل شرف، ودعاء رجب، وعدد من النجوم الصاعدة منهم ريهام الشنواني ورغد جلال، وإخراج أحمد نور»


بتاريخ : 31/03/2022