تعتبر «خطوة» مفتوحة على المجهول .. «الأوطوسطوب» ظاهرة لاتزال «تغري» عددا من الطلبة رغم مخاطرها المتباينة؟

من المعضلات التي تواجه طلبة عدد من الجامعات والمعاهد العليا، معضلة النقل السلس من المنزل الى المدرج الجامعي . وضعية تتجدد، كل موسم / بالنسبة لفئة مهمة من طلبة كليات تابعة لجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، تعلق الأمر بكلية الحقوق أو كلية العلوم المتواجدتين بـ «طريق الجديدة»، وتجعل العديد منهم يلجأ لـ «الأوطو سطوب»، كوسيلة للتغلب على هذا الإكراه.
هكذا يلاحظ المار عبر هذا الطريق الرئيسي – أثناء شهور الدراسة أو فترة الامتحانات أوالتسجيل – تواجد مجموعة منهم، من الجنسين، على جنبات الطريق يلوحون بأيديهم للسيارات على أمل أن يصحبهم معه أحد السائقين إذا كانت الوجهة واحدة .
هناك من يلجأ لهذه العملية لتوفير مال التنقل، وهناك من يلجأ إليها بسبب عدم وجود وسيلة نقل أخرى تقله من مقر سكناه إلى الجامعة. ورغم ما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار عن حالات اغتصاب وتحرش واعتداء وسرقة، فلاتزال هذه الظاهرة منتشرة بين صفوف الطلبة؟
تقول إحدى الطالبات (م.ح) في عقدها الثاني، «إنني تعودت  التنقل بواسطة «الأوطو سطوب»، لأنها عملية تجعلني أوفر بعض المال والجهد، ولا يمكنني الإستغناء عنها»، مضيفة «إنني أنتمي لعائلة فقيرة لا يسعها توفير ثمن المواصلات كل يوم ، لذلك يبقى الحل الأنسب بالنسبة لي لمتابعة الدراسة هو اللجوء لهذه العملية»، لافتة إلى أنها «تعرضت للتحرش من طرف شخص كان يقلها هي وبعض الطالبات، واضطرت إلى الصراخ والنزول في منتصف الطريق لحماية نفسها و رفيقاتها من أي سوء».
وأكدت المتحدثة نفسها أن الأمر يتكرر معها طيلة السنة «بسبب غلاء مصاريف التنقل من منزل أسرتها إلى مقر دراستها».
في السياق ذاته، صرح لنا (ك.ق) سائق سيارة خاصة، إنه «يمر كل يوم تقريبا من أمام كلية العلوم عين الشق، واعتاد فيما مضى أن يقل معه طلبة وطالبات يجدهم على جنبات الطريق ، لكنه توقف في الآونة الأخيرة عن ذلك»، مفسرا موقفه بكون « زوجته تعرضت للسرقة من طرف بعض الطلبة بعدما توقفت لتحملهم معها في سيارتها، وبعدما أوصلتهم لوجهتهم وأكملت طريقها اكتشفت أنها فقدت هاتفها»؟.
ورغم أن ظاهرة الـ» أوطو سطوب» ارتبطت في مبناها اللغوي و الاصطلاحي بالنقل المجاني وعبر السيارات بمختلف أحجامها، فإنه في سياق التطور التكنولوجي، شهدت العملية «طفرة أخرى»، بعد أن توصل عدد من الشباب إلى إحداث «تطبيق على الهاتف» ينبئ بوجود أشخاص على قارعة الطريق لهم نفس الوجهة. وهناك بعض الطلبة من يستعمل «التطبيق» وأداء ثمن رمزي للسائق بعد أن يوصله لوجهته. هذا ما يؤكده الطالب (ي .خ) في 22 من عمره  «استعمال التطبيق الالكتروني أفضل بكتير من الوقوف على جنبات الطريق بالساعات، فأول ما أقوم به بعد الإنتهاء من حصص الدراسة هو تصفح الهاتف و البحث عن من يقلني إلى المنزل بثمن مناسب، وفور خروجي إلى الطريق لا تمر إلا بضعة دقائق حتى يصل السائق المتوجه إلى نفس وجهتي»؟
(*) صحافية متدربة


الكاتب : سكينة هدوش (*)

  

بتاريخ : 20/09/2021

أخبار مرتبطة

  دواء حيوي آخر يختفي من الصيدليات ويتسبب في حيرة للمرضى وفي تعميق آلامهم على بعد أيام قليلة من تناول

أفادت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، على حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقا)، أن المغرب أشاد، يوم

  لم تقتنع المحكمة الابتدائية الإدارية بالدار البيضاء بالتبريرات التي قدمها محمد بودريقة، رئيس مقاطعة مرس السلطان، من أجل تفادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *