تفاصيل أول محاكمة لرئيس أمريكي بالتاريخ

اتهام ترامب رسميا بداية النهاية.. أم طريق الصعود للقمة؟

في حادثة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، مثل يوم الثلاثاء الرئيس السابق، دونالد ترامب، أمام القضاء بتهم جنائية.
ووصل ترامب إلى المحكمة الجنائية في مانهاتن بنيويورك حيث بدأت محاكمته بتهم احتيال مرتبطة بدفعه أموالاً في 2016 لممثّلة إباحية لشراء صمتها، في محاكمة غير مسبوقة لرئيس أمريكي سابق أو في السلطة.
وبحسب شبكة «سي أن أن» الأمريكية، أصبح ترامب بحكم المعتقل لدى الشرطة، فور وصوله إلى مكتب المدعي العام في مانهاتن، فيما لم تقيّد يداه، لكن سيتم أخذ بصماته، وربما يتم التقاط الصورة الخاصة بالموقوفين له لكن بعيدا عن الإعلام.
ودفع ترامب ببراءته من كلّ التّهم الجنائية الموّجهة إليه والمتّصلة بدفعه أموالاً لشراء صمت «دانيالز»، قبل أن يغادر المحكمة.
ومنحت محكمة مانهاتن الجنائية ترامب إطلاق سراح غير مشروط.
وأعلن قاضٍ في المحكمة الجنائية في مانهاتن بنيويورك أنّ محاكمة ترامب بالتّهم التي وجّهت إليه يمكن أن تبدأ في يناير 2024.
وفي أول تصريح له عقب المثول أمام القضاء، قال ترامب: «أعود إلى مارالاغو (منتجع ترامب) وكلي ثقة أكثر من أي وقت مضى بأننا سنفوز بالرئاسة وننقذ أمتنا العظيمة «.
وتعهّد أحد وكلاء الدفاع عن ترامب محاربة التّهم الـ34 التي تمّ توجيهها إليه والمتّصلة بدفعه مبالغ مالية للتستّر عن فضائح مفترضة، واصفاً الاتهامات بأنها «يائسة».
ومن أمام مقرّ المحكمة في مانهاتن حيث مثل ترامب أمام القاضي قال المحامي تود بلانش «إنّ توجيه الاتّهام بحدّ ذاته نمطي»، واصفاً توجيه الاتّهام بأنه عمل «يائس سنحاربه، وسنحاربه بشراسة».
وقبل التوجه إلى المحكمة، وصف ترامب بالحدث «السريالي» استدعاءه للمثول أمام المحكمة الجنائية.
وقال جوزيف تاكوبينا، أحد محامي ترامب، عبر شاشة شبكة أيه.بي.سي: «لن يكون اليوم طويلا في المحكمة».
وقال المدّعي العام ألفين براغ في بيان إنّ بوّاباً في برج ترامب ادّعى أنّ بحوزته معلومات عن ابن سرّي للملياردير قبض مبلغ 30 ألف دولار لالتزام الصمت، بينما قبضت امرأة 150 ألف دولار كي تتكتّم عن علاقة عاطفية سريّة تؤكّد أنّها جمعتها بالرئيس السابق، في حين حصلت ممثلة إباحية سابقة على 130 ألف دولار كي لا تقول شيئاً عن علاقة جنسية تزعم حصولها بينها وبين قطب العقارات السابق.
وقال خبراء قانونيون إنه لن تُجرى أي محاكمة إلا بعد أكثر من عام، وتوجيه الاتهام أو حتى الإدانة لا يمنع ترامب قانونيا من الترشح للرئاسة.
وتجمع بعض أنصار ترامب ومعارضيه خارج القاعة قبل بدء الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة. وأظهر مقطع فيديو نشره مراسل موقع بوز فيد الإخباري على تويتر امرأتين من أنصار ترامب، إحداهما ملتفة بعلم الولايات المتحدة، تتشاجران مع امرأة أخرى اعتراضا على لافتة سوداء كبيرة خارج قاعة المحكمة كتب عليها «ترامب يكذب طوال الوقت» قبل أن تتدخل الشرطة.
إلى ذلك، نشرت صحيفة نيوزويك الأمريكية تقريرا استعرضت فيه ما قاله مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، خاصة أن هذا الأخير الذي كان أعلن عن ترشحه لانتخابات عام 2024، قد قال عبر حسابه في موقع «مجتمع الحقيقة Truth Social»؛ يوم السبت؛ إنه سيتم توجيه الاتهام إليه يوم الثلاثاء، وذلك بعد تقارير إعلامية تفيد بأن مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن ألفين براغ كان ينسق مع سلطات إنفاذ القانون في ما يتعلق باعتقال الرئيس السابق.
وأوضحت الصحيفة أن براغ كان يحقق في الانتهاك المزعوم لتمويل حملة ترامب الانتخابية، في ما يتعلق بدفع مبلغ 130 ألف دولار من قبل «هاش موني» لعام 2016 لمغنية الكبار ستيفاني كليفورد، المعروفة باسمها المسرحي ستورمي دانيلز؛ حيث بدا أن التحقيق في نيويورك قد اشتد في الأسابيع الأخيرة، وأفادت التقارير أن مقربين من ترامب شهدوا، ودُعي الرئيس السابق نفسه للمثول أمام هيئة المحلفين الكبرى لمراجعة الأدلة.
وبينت الصحيفة أن بانون، الذي شغل سابقا منصب الرئيس التنفيذي لحملة ترامب لعام 2016 ثم مستشارا للبيت الأبيض، رد على أخبار لائحة الاتهام التي تلوح في الأفق في منشور على «جيتر Gettr».
وأشار إلى أن توجيه الاتهام الجنائي للرئيس السابق لن يخدم إلا ترامب سياسيّا؛ حيث كتب قائلا: «فوز ترامب في انهيار تاريخي، أنقذوا الأمة.»، وتضمن المنشور لقطة شاشة لنفس المشاعر التي عبر عنها الملياردير إيلون ماسك، مالك تويتر، والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، الذي كتب على موقع تويتر: «إذا حدث هذا، فسيعاد انتخاب ترامب بانتصار ساحق».
وبحسب الصحيفة؛ ففي منشور سابق على «جيتر Getter»، كتب بانون: «نظامان للعدالة يربحان؛ ما تم إنشاؤهما لجعل ترامب وحملة «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى»… تركز على تدمير ترامب وحملة «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى». فيما تواصلت الصحيفة مع مكتب بانون ومكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن عبر البريد الإلكتروني للتعليق، وقد رفض المتحدثون باسم مكتب المدعي العام سابقا التعليق على الأمر لوسائل الإعلام الأخرى.
وذكرت الصحيفة أن ترامب كان قد كتب على حسابه في منصة «مجتمع الحقيقة»: «المرشح الجمهوري الرائد بقوة، والرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية؛ سيتم توقيفه يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل. احتجوا، واستعيدوا وطننا!»، وكرر دعواته لمظاهرات من قبل أنصاره في وقت لاحق يوم السبت؛ حيث كتب قائلا؛ «إنهم يقتلون أمتنا بينما نجلس في الخلف ونراقب. يجب أن ننقذ أمريكا! احتجوا، احتجوا، احتجوا!»
ووفق الصحيفة؛ فقد أثارت المنشورات مخاوف بعض المحللين من أن مؤيدي ترامب قد يقومون بأعمال شغب مشابهة لما حدث في 6 يناير 2021، التي هاجم فيها العديد من أتباع ترامب بعنف مبنى الكابيتول الأمريكي؛ في محاولة واضحة لتعطيل التصديق الرسمي لانتخاب الرئيس جو بايدن.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب لا يزال قيد التحقيق من قبل وزارة العدل فيما يتعلق بأحداث 6 يناير وجهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020؛ حيث يعتقد بعض المحللين القانونيين أنه سيواجه لائحة اتهام فيدرالية تتعلق بهذا التحقيق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من مخاوف عدد من المعلقين؛ لا يعتقد آخرون أن أنصار ترامب سيردون بالعنف، حيث قالت آن كولتر، الناقدة اليمينية التي دعمت ترامب سابقا، في رسالة أرسلتها لمجلة نيوزويك بالبريد الإلكتروني يوم السبت: «حتى الأشخاص الأغبياء بما يكفي لدعم ترامب، ليسوا أغبياء بما يكفي لتنظيم 6 يناير أخرى».
ويؤكد ترامب وحلفاؤه أن التحقيق وقرار الاتهام المحتمل في نيويورك لهما دوافع سياسية، ويجادلون بأن الديمقراطيين يعملون من خلال نظام العدالة؛ في محاولة لمنع ترامب من الفوز في عام 2024 وقمع حركته السياسية.
واختتمت الصحيفة التقرير بما قاله براغ، وهو ديمقراطي، ومحللون يؤيدون قرار الاتهام؛ إنه لا يوجد أحد فوق القانون، بغض النظر عن وضعه السياسي. وقال المدعي العام؛ إن تحقيقه هو مجرد متابعة للوقائع. وإذا تم توجيه الاتهام إلى ترامب، فستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يتم فيها توجيه اتهامات جنائية لرئيس سابق.


بتاريخ : 06/04/2023