ذَاكِرَةٍ آيِلَةٍ لِقُفْلِهَا

دُجَنْبِرُ،
لَعَلَّهُ الشَّهْرُ الْأَخِيرُ في ذَاكِرَةٍ آيِلَةٍ لِقُفْلِهَا.
مَا الْقُفْلُ؟
تَوَاطُؤُ الْمُخْتَلِفَيْنِ عَلَى كَلِمَةِ سِرٍّ.
وَالْأُلْفَةُ بَيْنَهُمَا؟
غَزَلٌ ذَائِبٌ بَيْنَ مِنْجَلَيْنِ.
افْتَحُوا كِتَاباً. إِنْ لَمْ يَكُنْ جَدِيراً بِجَمْعِ شَعَثِ الْفِكْرَةِ فِي ضَفِيرَةٍ فَهْوَ الْكِتَابُ الْحَقُّ. الضَّفِيرَةُ عُرْفُ الْفَرَسِ. يَاتِي زَمَنُهَا الْمُنْهَكُ وَمَعَهُ شُعْلَةٌ مِنَ الشّيبِ.

وَلَا يَشِيبُ الْكِتَابُ.
لاَ يَشِيبُ.
لَكِنَّهُ لَا يَدُلُّ حَائِراً وَيَأْخُذُ بِيَدِهِ أَمَامَ سُبُلٍ صَاعِدَةٍ وَلَا يُضِلُّ مُطْمَئِنّاً مُتَجَوِّلاً بَيْنَ كَيْنوناتٍ مُتَشَعِّبَةٍ. حَسْبُهُ الْوَطِيسُ الْمُجَلْجِلُ بَيْنَ حُروفِهِ. دَعُوا عَتَبَاتِهِ لَا تَكْنِسُوهَا( لَسْتُمْ نُقَّاداً).
جَسَدٌ أَحْمَرُ هَذِهِ الرُّؤْيَا، أَرْوَاحٌ سُودٌ تآوِيلُهَا. وَقَالَ الْقَيِّمُ عَلَى الْمَزَارِ: ادْخُلُوهُ بِنِعَالِكُمْ فَالدَّفينُ تَحْتَ أَلْفِ شِبْرٍ مِنْ تُرَابٍ دُونَهَا أَلْفُ شِبْرِ مِنْ إِسْمَنْتٍ مُسَلَّحٍ.

دُجَنْبِرُ،
اِغْطِسْنَا في قُدُورِكَ الْمُغَلاَّةِ،
هَذَا رِيشُنَا الْمُلَوَّنُ مَخْبَأُ الْهَامُوشِ مِنْ كُلِّ طَيْفٍ: عَاطِفِيٌّ وَعَقْلَانِيٌّ، سَلَفِيٌّ وَحَدَاثِيٌّ، شُيُّوعِيٌّ وَليبِرَالِيٌّ.


الكاتب : أبوبكر متاقي

  

بتاريخ : 19/03/2021