فيروس جديد يهدد صحة المغاربة ويستنفر السلطات أدى ظهوره في بعض الدول إلى شل الحركة التجارية بينها وبين دول أخرى

توصل الكتاب العامون لوزارتي الداخلية، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ومدير مؤسسة «أونسا»، إضافة إلى ولاة الجهات، بتحذير من مركز القيادة الرئيسي، المسؤول عن مواجهة الجراد وأنفلونزا الطيور، وباقي الجائحات الوبائية، بخصوص ظهور مرض جديد وصل إلى بعض المناطق المجاورة لبلادنا، ويتعلق الأمر بحمى الوادي المتصدع.
مرض فيروسي جديد، قد يشكّل تحدّيا آخر للصحة العمومية، يصيب بدرجة كبيرة الحيوانات، لكن مكمن الخطورة التي ظهرت ملامحها في مراحل مختلفة، يتجسد في أن هذا الداء يصيب الإنسان أيضا، عند ملامسة الدم أو لعاب أو أعضاء الحيوانات المصابة، إذ تنتقل العدوى آنذاك إلى الأشخاص، كما يمكن أن تطالهم من خلال لسعات البعوض. هذه الإصابة التي قد تكون خفيفة عند البعض وقد تكون قاتلة عند البعض الآخر، وهو ما تم تسجيله في العديد من الحالات السابقة.
ودعا مركز القيادة المركزي إلى اتخاذ جملة من التدابير الوقائية الضرورية للحيلولة دون ولوج هذا المرض إلى داخل التراب الوطني، والتي تتمثل في تكثيف عمليات المراقبة في المناطق الحدودية، والرفع من أشكال مراقبة مختلف وسائل نقل قطعان الماشية، والحرص على مواجهة كل الأشكال غير القانونية المرتبطة بتداول الحيوانات وتسويقها، والقيام بحملات للتحسيس والتوعية في هذا الصدد بتنسيق بين المصالح البيطرية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا» والسلطات المحلية في صفوف مربي المواشي، مع ضرورة الحرص على إخطار المصالح المختصة بكل حالة مراضة أو وفاة غير طبيعية يمكن تسجيلها في صفوف القطعان والحيوانات.
وقد أدى ظهور حمى الوادي المتصدع في بعض الدول إلى وقف الحركة التجارية بينها وبين دول أخرى، في ما يتعلق بقطعان الماشية من أغنام وأبقار وغيرهما، ونفس الأمر بالنسبة للحوم، وذلك كخطوة احترازية، تفاديا لانتقال أية عدوى محتملة. وكان المرض قد ظهر أول مرة في كينيا سنة 1915، ثم عاد إلى الواجهة ما بين 1977 و 1978، ثم في 1997 و 1998، حيث تفشى بشكل كبير في كل من كينيا والصومال وتنزانيا، ثم ظهر لاحقا في 2000 بكل من السعودية واليمن، منتقلا بذلك من القارة الإفريقية إلى قارة أخرى، الأمر الذي خلق حالة من القلق خشية أن ينتشر في أقطار أخرى، وعاود الظهور ما بين 2007 و 2008، وفي السنين الأخيرة أيضا. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن المرض ينقسم إلى نوعين خفيف ووخيم، وقد يتسبب عند البشر في تبعات صحية على مستوى العين أو تترتب عنه حمى نزفية أو التهاب في السحايا، وإن كانت النسب قليلة في هذا الباب، كما قد تترتب عنه الوفاة، وهو ما يدعو إلى ضرورة اتخاذ تدابير صارمة للوقاية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/12/2021