في تأبين الراحل بشير القمري

مبارك ربيع: لقد تركت وراءك أجيالا تعترف لك بعطائك

 

شيعت، عصر أول أمس بمقبرة الشهداء بالرباط، جنازة الكاتب والناقد والباحث بشيرالقمري بحضور ثلة من الكتاب والمبدعين وأصدقاء الراحل وعائلته في جو من الخشوع والرهبة والحزن لفقدان أحد أعمدة المغرب الثقافية .
وفي كلمة تأبينية، بعد أن ووري جثمان الراحل الثرى، ألقاها الروائي مبارك ربيع، قال : « السي البشيرالقمري هي لحظة تذكرنا بمآلنا جميعا، وتذكرنا بالمصير الذي لابد أن نلقاه ونتمنى أن نلقاه بأنفس راضية مرضية .
فقيدنا الأستاذ بشير القمري، كان رحمه الله، لا يفتر عن أداء المكرمات، وإذا كان للمؤمن أن يترك وراءه من صدقة جارية، فقد ترك صدقات جارية في مجال الثقافة والعلم والتعليم .
ساهم السي البشير، رحمه الله، في الجامعة المغربية، من الجيل الذي بدأنا نفتقد حباته واحدا واحدا وكان يمثل إحدى درره الغالية في جامعة ابن طفيل، بقاعة المحاضرات، ومكونا للطلبة، ثم في جامعة محمد الخامس في ردهات كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكونا ساهرا على أفواج الطلبة في جميع المستويات، مثقفا لنفسه وبانيا، مجسرا للعلاقات الثقافية الفكرية والحضارية، وللتلاقح الفكري بين الحضارات والأفكار بما طبع به مسيرته العلمية من فكر متفتح على الجديد في مجالات الدراسات النقدية والأدبية والترجمات، فترك كنزا من الكتب في مجالات استطاع أن يجمع فيها بين العلم والفن: في مجالات النقد الأدبي وفي مجالات النقد السينمائي وفي مجالات الفكر وفي مجالات الترجمة، فهو من أولئك المؤسسين للفكر المغربي الحالي الحديث.
فقيدنا السي البشير، نحن نقف على قبرك مستذكرين مستحضرين مواقفك الفكرية في الندوات التي لا تخلف موعدها، وفي مؤسسات اتحاد كتاب المغرب، حيث أبليت البلاء الحسن وظللت إلى آخر لحظاتك تدافع عن مبادئه وعن مصيره وعن الارتقاء بمبادئه.
فقيدنا العزيز، لقد تركت وراءك أجيالا تعترف لك بعطائك، وتركت كتبا هي صدقات جارية لا ينقطع سيلها ولا تنقطع ثمارها عن من يحسن استعمالها، ونتمنى أن يعترف هذا الوطن بفضلك ويعرب عن تقديره بمكانتك حيا كما كنت بيننا، ولكن الآن أنت في قبرك تمثل كنزا نفتقده ونعتني به ونرفعه إلى ما يستحقه من مقام.
حضرات الإخوة، لا يسعنا في هذا المقام الجليل إلا أن نرفع الشكر الجزيل لجلالة الملك محمد السادس على عنايته بفقيدنا وعلى عنايته بالمثقفين جميعا، ونتمنى له النصر والتأييد وطول العمر.
لا يسعنا إلا الدعاء لفقيدنا بالرحمة والغفران ونتمنى لأسرته الصغيرة والكبيرة جميل الصبر والسلوان ونشد على أيدي أنجاله وزوجته الفاضلة لكي يتمسكوا بإرثه ويرفعوا من اسمه ويضعوه في المكانة التي يستحقها مع ما يتحمله أيضا اتحاد كتاب المغرب والمثقفون من مثل هذه المسؤولية.
نتمنى لفقيدنا الرحمة والغفران ومكان صدق عند مليك مقتدر ونطلب من الله تعالى أن يجعله في مقام الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
رحم الله فقيدنا» .


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 26/06/2021