في تصريح خصّ به البروفيسور عزالدين الإبراهيمي «الاتحاد الاشتراكي» : خطورة أوميكرون تكمن في سرعة انتشاره المنهكة للمؤسسات الصحية، ومواصلة التلقيح والتقيد بالتدابير الوقائية الآلية الفعّالة لمواجهته

أكد البروفيسور عزالدين الإبراهيمي، في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن تسجيل حالات إصابة بسلالة أوميكرون في المغرب كان مرتقبا، وبأن بلادنا لا يمكنها أن تظل بمعزل عن التعرض لهذا المتحور مقارنة بالدول الأخرى، مشددا على أن المقاربات التي تم اعتمادها كانت تهدف إلى تأخيره. وأوضح مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط في تصريحه للجريدة، أننا اليوم نوجد في مرحلة عدّ عكسي لانتشار سريع لهذا المتحور، الذي انتشر في أكثر من 77 بلدا وبسرعة هائلة، إذ أن حالات الإصابة تتضاعف بشكل كبير جدا في ظرف يومين إلى ثلاثة، مبرزا كيف أنه في دولة جنوب إفريقيا انتقلت نسبة انتشار أوميكرون من 20 في المئة في 15 يوما، إلى 85 في المئة بعد أربعة أسابيع، وصولا إلى حالة تفشّ كامل، وهو نفس الأمر الذي تعرفه كل من بريطانيا والدانمارك.
وشدّد الخبير الصحي على أنه يتعين، اليوم، اتخاذ ما يلزم من تدابير تحول دون انتشار سريع لهذا المتحور، الذي يمكنه أن يصيب الفئات غير الملقحة تحديدا، كما يمكنه أن يطال الأشخاص الذين حصلوا على جرعتين ولم يحصلوا على الجرعة الثالثة المعززة، مما سيؤدي حتما إلى ظهور حالات حرجة؛ وإن كان الكثير من الناس يتحدثون عن كونه لا يؤدي إلى ظهور إصابات بليغة؛ في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات العلمية أن تبعاته لن تكون أشدّ خطورة من مضاعفات دلتا.
وأبرز البروفيسور الإبراهيمي أن صعوبة التعامل مع المتحور أوميكرون تكمن في قدرته على تسجيل مئات الآلاف من الإصابات في اليوم الواحد، لأن ذلك سيؤدي إلى ظهور حالات حرجة كبيرة، مما سيولّد حتما الضغط على المصالح الصحية، مستدلا على ذلك بما وقع في بريطانيا أول أمس الأربعاء، التي سجلت أكثر من 78 ألف حالة إصابة، مضيفا بأن هذا الرقم مرشح للارتفاع، وسيصل إلى أكثر من 100 و 120 ألف حالة إصابة في اليوم الواحد. وأوضح المتحدث أنه يمكن استحضار نسب قد تبدو بسيطة على مستوى الإصابات، لا تتجاوز 1 أو 2 في المئة، للوقوف على الوضع الوبائي المحتمل، لأن ذلك يعني تسجيل حوالي ألف حالة إصابة حرجة، في ظل عدم وجود أية منظومة صحية قادرة على التعامل مع وضع مماثل.
وأكد البروفيسور الإبراهيمي، على أنه بعد عامين من مواجهة الجائحة في المغرب، صرنا نعرف ما هو الفيروس، وطريقة عمله، وطبيعة المرض ومدى انتشاره، فضلا عن التمكّن من مواجهة عدة موجات، مشددا على أنه لا بد من اعتماد مقاربتين وقائيتين أساسيتين لا محيد عنهما، رغم تبخيسهما. وتتمثل المقاربة الأولى الاحترازية، وفقا للمتحدث، في الوضع السليم للكمامات، والتباعد الجسدي والتعقيم، مبرزا أن كل الأبحاث العلمية عبر العالم تؤكد نجاعتها في مواجهة الفيروس وسلالاته، مضيفا أنه إلى جانب هذه الخطوات يجب تفادي الأماكن المغلقة، لأن التهوية تكون قليلة وبالتالي تشكل مرتعا للفيروس، لهذا وجب تجنبها واعتماد الاحتياطات بشكل كبير.
واستعرض الخبير الصحي طبيعة المقاربة الثانية في مواجهة أوميكرون، والمتعلقة بمواصلة التلقيح ضد الفيروس، مشددا على أن البروتوكول التلقيحي الذي يعتمد على جرعتين وعلى جرعة ثالثة معززة واضح في هذا الباب، مبرزا أن آخر المعطيات العلمية التي صدرت يوم الأربعاء تؤكد أن نسبة نجاعتها تفوق 75 في المئة. وأوضح الإبراهيمي أنه لا يمكن الحديث عن مناعة في مواجهة أوميكرون في غياب المقاربتين، مشددا على مسؤولية الجميع في هذا الصدد، وليس فقط الدولة، بل كل الأفراد، مشيرا إلى أن هناك حالة من الإعياء والتخلي عن الكثير من الخطوات الوقائية، وهو ما يجب تداركه لمواجهة أوميكرون بما هو متوفر من قوة، مؤكدا على أنه لدينا أسلحة لإنقاذ أرواح المغاربة وحماية ذواتنا وتحصين منظومتنا، وحماية وطننا، يجب استعمالها استعمالا حكيما ومسؤولا، مع ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية فعلية، لأن الجميع في أمسّ الحاجة إليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 17/12/2021