كوفيد 19: «رفع وتبديد كل لبس « عنوان اليوم الدراسي لأطباء الإسماعيلية بمكناس

في أول ظهور لها ولم يمر على تأسيسها سوى شهر ونيف، نظمت جمعية أطباء الإسماعيلية بمكناس يوما دراسيا اختارت له موضوع ” كوفيد 19 : رفعا لكل لبس ” تابعه وشارك فيه أزيد من 150 طبيبة وطبيبا من مختلف التخصصات بالإضافة إلى أطر صحية وتمريضية وتقنية ومهتمين.
بعد بروتوكول التقديم والشكر، تناول الكلمة البروفيسور عبدالغني عماني، أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بفاس وعقيد رئيس مصلحة المسالك البولية بمستشفى مولاي إسماعيل العسكري بمكناس، ركز في مداخلته على دور الطبيب العام في تشخيص أمراض البروستات والتضخم الحميد لها، الذي يصيب نسبة كبيرة من الرجال بعد سن الخمسين. وأوضح البروفيسور عماني أن من شأن إهمال ضرورة التشخيص لدى هذه الفئة العمرية يعقد العلاج خصوصا وأن مرض سرطان البروستات يعد الأول في العالم عند هذه الفئة وأن التشخيص المبكر وقاية لها وعلاجه فعال يهدف إلى الشفاء التام. وكشف البروفيسور عماني التفاوت الكبير في نسبة عملية التشخيص المبكر بين المغرب التي لا تتجاوز 30% في الوقت الذي تتجاوز 80% في كل من أوروبا وأمريكا.
من جهته ذكر البروفيسور جعفر هيكل في مداخلته بتأثير جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية عالميا ووطنيا، كما أعطى موجزا دقيقا عن الوضعية الوبائية وتطورها في بلادنا، ثم أبرز العوامل الناقلة لكوفيد 19. وأوضح أن سكوت الوزارة المعنية يفتح الباب لترويج الأخبار الزائفة ما يدع المواطن في حيرة من أمره، وخلص إلى دعوة الجميع إلى الالتزام بالتدابير الوقائية من قبيل ارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي وغسل اليدين بانتظام والالتزام بالتلقيح من أجل التصدي للحالات القادمة من الخارج في حال تم تسجيلها، وإبطاء تفشي الفيروس، في انتظار الانتهاء من الحملة الوطنية للتلقيح.
أما البروفيسور غسان الأديب المختص في التخدير والإنعاش تناول موضوع كوفيد 19 على ضوء الحقائق المثبتة بكون الفيروس موجود ولا لبس في ذلك، وأن مصدره غير مجهول إذ أنه ظهر في طائر الخفاش سنة 2011 بالكامبودج لكنه يتطور ويتحور، وأن من شأن فهم طريقة انتقال أي فيروس وضع استراتيجية للحد من انتشاره كما هو الأمر بالنسبة لكوفيد 19، الذي تبين أن الرذاذ الذي يخرج من فم الإنسان أثناء الكلام ويبقى لفترة في الهواء يتسبب في إصابة المحيطين بالمكان، وشدد غسان على أهمية مراحل المرض وتشخيصه وعلاجه وفق معطيات كل مرحلة.
أما البروفيسور رشيدة سليماني، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، فركزت في مداخلتها عن اليقظة الدوائية للتلقيح ضد كوفيد 19، وبينت الآثار الجانبية لما بعد التلقيح بصفة عامة، وما بعد التلقيح ضد كوفيد 19 على وجه الخصوص. ثم عددت ردود الأفعال إما بسبب العيب في جودة اللقاح أو المرتبطة به، أو المتعلقة بخطأ في التحصين أو الخوف أو الحدث العرضي . وفي هذا الصدد كشفت سليماني أن عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها فاقت 35607.
وجدير بالذكر أن هذا اليوم الدراسي الذي احتضن فعالياته المركب الثقافي والإداري التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمكناس، استأثر باهتمام كبير من لدن الأطباء الذين حضروا وتتبعوا المداخلات وأغنوا بأفكارهم وبمستواهم العلمي النقاش الرفيع الذي ساد فيه. وفي هذا السياق عبر الدكتور نبيل لحلو، رئيس جمعية أطباء الإسماعيلية في تصريح خص به جريدة الاتحاد الاشتراكي، عن ارتياحه الكبير لمستوى النقاش العلمي، الذي ميز هذه التظاهرة العلمية/الطبية، التي جمعت بين الطب العام ومختلف التخصصات في الطب للمساهمة إلى جانب الدولة التي قامت بمجهودات جبارة للحد من انتشار الجائحة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، والتحسيس بأهمية الأدوار التي تقع على عاتق الأطر الطبية والتمريضية والتقنية بالقطاعين العام والخاص.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 21/12/2021