مبارك بودرقة «عباس» يصدر الجزء الثاني من مذكراته

 

عن منشورات باب الحكمة صدر الجزء الثاني من مذكرات المناضل والحقوقي مبارك بودرقة (عباس) تحت عنوان: بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة أو من حلم الثورة إلى فضاء حقوق الإنسان، تقديم وحوار الدكتور الطيب بياض.
وإذا كان الجزء الأول من المذكرات قد خصص لأحداث 3 مارس 1973، فإن الجزء الثاني قد اختار المؤلف أن يتقاسم فيه مع جمهور القراء تجربته الحقوقية معززة بالوثائق، ذلك أنه من خلال تتبع مسار تجربة مبارك بودرقة يجد المرء أن لها من الخصوصية والتفرد ما يجعل ذاكرتها تستحق الدراسة أو كما يقول الدكتور الطيب بياض في تقديمه للمذكرات:  ..فصاحبها خبر مختلف المحطات بعد أن عبر دروب النضال المتعددة (سياسي سلمي/ مسلح، جمعوي/ حقوقي). تحمل خلال هذا المسار مسؤوليات مختلفة، وكان مسكونا بهاجس التوثيق، فحاز رصيدا وثائقيا ثريا.
وبعد أن رست سفينة تجربته النضالية على شط العمل الحقوقي، كرس حيزا مهما من وقته للإسهام في حفظ الذاكرة في أبعادها المختلفة: ذاكرة الصحافة المغربية أولا عبر تجميعه وإصداره لتراث الصحافي والكاتب المغربي الكبير محمد باهي حرمة (رسالة باريس، يموت الحالم ولا يموت الحلم) سنة 2016، ثم ذاكرة العدالة الانتقالية، بعد أن أصدر سنة 2017 مع الأستاذ أحمد شوقي بنيوب كتاب «كذلك كان»، الذي دون معطيات مهمة عن تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، ليتفرغ بعد ذلك لإقناع المرحوم الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي بإصدار مذكراته، التي نشرها سنة 2018 تحت عنوان «أحاديث في ما جرى»، وينتهي إلى الدخول في تجربة غير مسبوقة في تاريخ المذكرات بالمغرب، بنشره للجزء الأول من مذكراته سنة 2020 تحت عنوان «بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة، أحداث 3 مارس «1973، حيث حكي الذاكرة جاء مسنودا بإشهاد الوثائق وتأطير المؤرخ.
فبالإضافة إلى التقديم المركز والشامل الذي خص به الدكتور الطيب بياض هذه المذكرات، واختار له كتيمة التاريخ الراهن والذاكرة وحقوق الإنسان، تحتوي هذه المذكرات على ستة فصول، الفصل الأول تحت عنوان هوية حقوقية فطرية صقلتها التجارب النضالية، ويتحدث فيه المؤلف عن الإرهاصات الأولى لتجربة حقوق الإنسان داخل العائلة مرورا إلى الممارسة الفعلية من خلال الدفاع عن المعتقلين السياسيين اليساريين أو زيارتهم في السجون أو مساهمته كأحد المؤسسن للعصبة المغربية لحقوق الإنسان أومن خلال مساعدة اللاجئين وتنظيمهم اُثناء تواجده بالجزائر، أو من خلال تأسيس أول جمعية لأقارب وأصدقاء مجهولي المصير سنة 1975 بفرنسا، أو كذلك من خلال مساهمته في تأسيس الجمعية العربية لحقوق الإنسان وبعدها المنظمة العربية لحقوق الإنسان.. (فصل معزز بالوثائق).
الفصل الثاني تحت عنوان منفيون، مناضلون، عائدون، فصل يحكي عن تأسيس جمعية المنفيين المغاربة بالخارج مرورا بجميع الخطوات والنضالات التي خاضتها وصولا إلى العفو الملكي .
أما الفصل الثالث فهو يتحدث عن الراحل أبراهام السرفاتي والمعركة الحقيقية التي خيضت من أجله إلى حين عودته إلى أرض الوطن، وهو فصل معزز بالصور أيضا، في حين خصص الفصل الرابع من هذه المذكرات لموضوع العودة، عودة مبارك بودرقة بعد ثمان وعشرين سنة من المنفى (فصل معزز بالوثائق).
الفصل الخامس تناول فيه المؤلف العضوية بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وهو فصل معزز أيضا بالصور. الفصل الأخير من المذكرات يتعلق بهيئة الإنصاف والمصالحة أو تتويج مسار حقوقي، وهو الفصل الذي يضم فيضا من الوثائق، كما تتضمن هذه المذكرات ملحقا خاصا بالصور.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه بمناسبة معرض الرباط الدولي للكتاب، تنظم منشورات باب الحكمة حفل توقيع الجزء الثاني من مذكرات «بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة» بحضور مبارك بودرقة والطيب بياض، وذلك يومه الجمعة 9 يونيو من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة مساء برواق منشورات باب الحكمة D29 .


الكاتب : عبد الرحيم الجلدي

  

بتاريخ : 09/06/2023