مرايا السماء

في المساءاتِ
الممتلئةِ، بردٌ قارسٌ
وثلجٌ أبيضُ
كبياضِ الياسمينِ
.. .. ..
أرى نسوة حفاة
يتـّجهْنَ
نحوَ القبورِ
ينبشْنَ قبري
بأظافرِهنَّ المتـٌسخةِ
تبكي أ حداهُنَّ
أرى قبري
قد غطاهُ
الثلجُ الأبيضُ
أسمعُ تمتماتْ
النسوةُ ثيابُهن رثةٌ
وجوُههنَّ جميلةٌ
. . .   . . .
لماذا لم يخْلعْنَ الخلاخلَ . . ؟؟
لماذا لم يتــّشحْنَ بالسوادِ . . ؟؟
أيـّتُها النسوةُ
كفى كيداً
كفى كيداً
إنَّ كيدكنَّ عظيمٌ
إنَّ كيدكنَّ عظيمٌ
. . . . . . .
. . . . . . .
امرأةٌ تمضي
وخلفَها البقيةُ
يضحكنَ
وفي أحجارِهنَّ
ثلجٌ أبيضُ أخذْنهُ
منْ قبري
وتركنَ قبري
مفتوحاً
للمساءاتِ القادمةِ
في المساءاتِ
الممتلئِة حزنٌ ضبابيٌ
أرى نسوةً
يتجهنَ نحو القبورِ
ويحفرنَ
قبري
. . . . .
. . . . .
. . .
يحملنَ جُثــٌـتي
ويصعدنَ الجبلَ
ويسترحنَ على أعلى قمةٍ
جثتي مسجاهٌ
يرفعنَ الجثــّةَ
. . . . .
. . . . .
. . . . .
يخدشنَ مرايا السّماءِ
بأظافرِهنَّ
أطفالهنَّ يهشّمونَ
مرايا السّماءِ
يتساقطُ الزجاجُ
ثلجاً أبيضَ
كبياضِ الياسمينِ
الدماءُ تسيلُ
النسوةُ
الأطفـالُ
الجبـلُ
الجثـّـةُ
أصبحَ لوُنْهم أحمَر قانياً
هلِ السّماءُ تَنْزِفُ . . ؟؟
أمِ الأمطارُ . .
لوُنها أحمرُ
في المساءاتِ
الممتلئِة، دْفءٌ
أرى أطفالاً قادمينَ
مِنْ أقصى المدينةِ
يحملونَ الجثثَ
ويغرسونـَها
في الحدائقِ العامةِ
. . . . . . . .
وأرى
نسوةً يتــّــشحنَ بالسوادِ
يسقينَ هذهِ الجثثَ
بماءِ الوردِ
ويعطّرْنها
بالمسكِ
والعنبرِ
. . . . . .
. . . . . .
حفّارُ القبورِ
يُنادي
في المدينةِ
مَنْ سَرَقَ
جثثَ
بابلو نيرودا
فلاديمير مايا كوفسكي
جون كيتس
. . . . . .
والت ويتمان
رينر ماريا رلكه
ألكسندر بوشكين
مِنْ الجبَّانةِ

شاعر وكاتب وفنان تشكيلي ومصمم السعودية


الكاتب : صالح الحربي

  

بتاريخ : 09/09/2022