مهرجان الفيستيفال بالمحمدية يحتفي بتجربتين سينمائيتين

 

ضمن الدورة العاشرة للفيستيفال، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، وبتعاون مع كل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، وجمعية كورارة للفنون والثقافات، وجمعية كون أكتيف، نظمت جمعية هوس التي يرأسها الفنان الجيلالي بوجو، عرف رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية على الساعة العاشرة والنصف عرض فيلمين وثائقيين لكل من أحمد قادري بعنوان “بندير لالة”، ورشيد زاكي موسوم ب “جكوار”.
حيث ترك هذان الفيلمان انطباعا إيجابيا لدى الحضور من الأساتذة والطلبة والمهتمين، لما تقدم به المخرجين من أفكار جديدة وإبداعية في مجال السينما على المستوى الاحترافي.
بندير لالة هو عنوان فيلم وثائقي قصير بالألوان لمخرجه أحمد القادري، لا يتعدى 10 دقائق و57 ثانية، حكايته تدور حول رمزية بندير توارثته أجيال تنتمي إلى الزاوية القادرية، حيث استهله المخرج بقراءات شعرية زجلية للشاعر مراد القادري، كممثل محوري في هذا الفيلم، حيث علاقة هذا البندير بوالدته التي كانت مولوعة بالحضرة والأذكار، والحضرة هو مصطلح إسلامي صوفي يطلق على مجالس الذكر الجماعية والتي يؤديها المسلمون المنتمون للطرق الصوفية السنية بشكل خاص، ويكون على رأسها شيخ عارف بالطريقة، ينبه إلى كل ما من شأنه أن يشوش على إمكان الوصول إلى لحظة الصفاء.
ثم هناك في هذا الفيلم سرد لحكايات وطقوس وأعراف هذه الزاوية على لسان الشخصية المحورية، مع الإشارة إلى رمزية هذا البندير كآلة إيقاعية وشعار صوفي، وكأيقونة علقت بمنزله لأجل استحضار ذكرى والدته.
ما يميز هذا الفيلم هي المشاهد الخارجية بأزقتها القديمة لمدينة سلا، والتي تفضي إلى فناء منازل عتيقة تحيلنا على نماذج من القصور الأندلسية بهندستها وزخرفتها، حيث تقام حضرة نسائية يحضر فيها البندير بقوة.
بينما الفيلم الثاني، كان بعنوان”جاكوار”
وهي رقصة فنية صحراوية من تشخيص الفنانة اتريشة، ومعنى هذا الإسم هو “الإنسان الخير”.
تجري أحداث هذا الوثائقي بمدينة بوجدور ونواحيها، تزوجت بجندي سابق اسمه الجني، كان مختصا في نزع الألغام، وبعد عشقه لتريشة التي تزوجها عن حب كفنانة تتقن هذه الرقصة التي أشرنا إليها في البداية، حيث عرض هذا الفيلم ثلاث محطات أساسية من حياتها وهي:
1 – مرحلة عرض فيها المخرج حياة هذه الفنانة وعن شبابها وقصة زواجها، واهتمامها بالصناعة التقليدية والمهن اليدوية، التي تحمل جزءا من الإبداع الفني.
2 – ثم عرض حياة بناتها وأبنائها وطريقة تربيتهن وتربيتهم.
3 – ثم أخيرا أفضى إلى عرض عن تجربتها الفنية، التي اعتبرتها هواية، وكيفية تمرير هذه الهواية لبناتها، بعدما أن تعلمت هي بدورها من أستاذها الموسيقي الكبير (ادويه)، الذي يتقن العزف على جميع الآلات الموسيقية الحديثة والقديمة.
إذن هذا باختصار شديد حكاية هذه السيدة الفنانة اتريشة. إن اختيار هذين الفيلمين من طرف أعضاء الجمعية، كان موفقا لدرجة التماهي، حيث تقاطعا في فكرة واحدة، وهو الحديث عن شخصيتين فنيتين من نفس الجنس، فرقت بينهما الاهتمامات على مستوى اختيارهما لنوعية الفن، وتباعدهما الجغرافي (سلا وبوجدور) بحبكة مليئة بالمفاجآت ضمن نسق رؤية مغرب متعدد المشارب، من حيث الثقافة واللغة والإبداع.


الكاتب : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 22/02/2024