نقطة نظام : دروس التاريخ … ووضوح خطاب المعارضة

يغيب عن ذهن البعض أو يتناسى، بسبق إصرار وترصد سياسي، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو أكبر قوة عدديا كمعارضة، وهذه هي الحقيقة السياسية التي أفرزتها نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة بالمغرب.
وتترجم هذه الحقيقة السياسية، في التوفر على أكبر فريقين برلمانيين بالغرفة الأولى والثانية، ويمارسان دور المعارضة الاتحادية وفق توجه الحزب وخطه السياسي الذي تحدده مؤسسات الحزب ومبادئه وتاريخه النضالي والسياسي، وخبرة الفريقين في تراكم الممارسة البرلمانية التشريعية والرقابية.
ومن يتغافل عن حقائق التاريخ السياسي القريب ببلادنا، ويحاول كل مرة أن يعطي الدروس لحزب القوات الشعبية بخصوص المعارضة، نذكره أن حزب الاتحاد الاشتراكي ولد من صلب المعارضة وتحمل مسؤولية المعارضة المجتمعية والسياسية والبرلمانية لعدة سنوات، ويكتسب خبرة كبيرة في ذلك بفعل التراكم السياسي والميداني، ويسجل التاريخ نجاحه في هذه المسؤولية السياسية.
إن تصريحات عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، في اللقاء الإعلامي للفريق المنعقد يوم الثلاثاء 25 يوليوز 2023، ليست تصريحات عفوية واعتباطية، إنما هي تصريحات دقيقة، تنم عن وعي سياسي بدور المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، لذلك ذكر  شهيد بنفس المناسبة، بأن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، ليس في وضعية انتظار ما يمكن أن يحمله المستقبل ليغير موقعه من المعارضة إلى الأغلبية.
وأكد رئيس الفريق في هذا اللقاء الإعلامي، الذي خصص لتقييم السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أن فريقه يقوم بأدواره كاملة وكما يجب داخل المعارضة، وأردف قائلا إنه “لا يمكن لنا أن نتوارى ونخفض من منسوب مطالبنا وعملنا في انتظار ما يمكنه أن يأتي”، وأن “قرار حزب الاتحاد الاشتراكي ليس بيد أحد”.
وذهب رئيس الفريق بعيدا في الوضوح، خلال معرض رده على سؤال في هذا اللقاء الإعلامي،  لتوضيح قرار موقع الحزب ما بين المعارضة والمشاركة:”إذا أملت الضرورة الوطنية أن يكون حزب الاتحاد الاشتراكي جزءا من الحكومة فسيفعل ذلك، لكنه اليوم وهو في موقع المعارضة يؤدي أدواره كما ينبغي”.


الكاتب : ع. الحق الريحاني

  

بتاريخ : 27/07/2023