المكتب السياسي للاتحاد ينعي ابنا بارا للحركة الاتحادية وقياديا فذا.. وداعا السي محمد الحلوي..

بقلوب حزينة ، مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أخانا ، المناضل والقيادي الاتحادي الأستاذ محمد الحلوي.
والفقيد أحد الأبناء البررة للحركة لاتحادية، منذ نعومة أظافره، تقاطعت حياته المليئة والطاهرة بمجموع التحولات الكبرى التي عرفتها البلاد، ومع الطفرات النوعية التاريخية التي شكلت مسار حزبه، من تأسيسه إلى أن غادر الدنيا، مخلفا وراءه تراثا إنسانيا ونضاليا متفردا ، وغاية في التميز.
محمد الحلوي، من المناضلين الذي ما بدلوا تبديلا. عاش كشاب ذي ثقافة عميقة، ومناضل تقدمي، مراحل تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وأحد قادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في أوج الصراع في سنوات الرصاص.
فهو رئيسه الذي تولى قدر هذه المنظمة الطلابية، التي كان رأسها مطلوبا دوما من طرف السلطات وقاتها.
وقد وسمها بقوة، تركت الجميع، في كل مكونات الحركة الطلابية تعتز به قائدا، في الفترة العصيبة بين 1963و 1966
الكل يعرف أنها سنوات عرفت المحاكمات والأحكام والاعتقالات والاختطافات والتصفيات. وكان وهج الطلبة والحركة الطلابية كامتداد لصيق للحركة التقتدمية، يقع على عاتقه، بعد أن كان رئيس المنظمة ورفيق دربه حميد برادة قد غادر المغرب ، وصدر في حقه حكم بالإعدام في تلك الظروف السوداء..
وما زالت الذاكرة الوطنية تحتفظ له بمواقفه أمام المحكمة في 1964، أو في غيرها من المحطات ،كما أن له فيها نصيبه من المغرب القاسي، الذي ناضل من أجل تحسين العيش فيه والرفع من قيمة المواطنة والمواطن فيه..وتحتفظ له الذاكرة النضالية للشبيبة المغربية برباطة جأشه وقوة جنانه، وحتى وهو يقابل أعلى السلطات في وضع خلافي، يهم توجهات المنظمة الطلابية في ستينيات القرن الماضي.
المناضل الحلوي، ظل وفيا لأسلوبه في العمل والكفاح، في تورية الزاهدين، وبعفة الطاهرين، لا تشغله الأضواء، حتى ولو كانت تسلط على قوة التزامه وكفاحه، ولا تغريه الألقاب والواجهات، إلا إذا كانت ضرورية وكان الموقف فيها يتطلب قوة الإرادة وإبراز الانتماء المطلق لقضايا الديمقراطية والعدالة والتحرر..
سيحتفظ له المناضلون من كل الأطياف بقدرته الهائلة على الإنصات، وميله إلى التجميع الناجع للقوى الحية، ومرونته في الحوار والتحاور مع الجميع..
ظل الفقيد نموذجا وضميرا للمهنة، التي اختارها المحاماة، التي قادت مساره الى المجلس الاعلى للسلطة القضائية .. .
وبالرغم من معاناته من المرض، لم يتقاعس عن واجب الوفاء والصداقة القدرية، التي ربطت بينه وبين الفقيد الكبير عبدالرحمان اليوسفي في تواشج قل نظيره، و تعاليه على مرضه الممض لكي يظل إلى جانب رفيقه وقائده .
رحم لله أخانا محمد الحلوي، وألهم ذويه، أرمته وأبنائه الصبر والسلوان، وأسكنه فسيح جناته،إلى جانب الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولائك رفيقا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


بتاريخ : 27/07/2020

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  على بعد أيام من تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، تعود الشغيلة الصحية للاحتجاج، تعبيرا منها عن رفضها للإقصاء الذي

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *