جامعة كرة القدم تتعامل مع الصحافة بأسلوب الإقصاء والانتقائية

بأسلوب فيه الكثير من عدم الإعتبار، أقصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العديد من الجرائد الوطنية من حضور حفل تقديم قميص المنتخب الوطني، الذي سيخوض به مبارياته في مونديال روسيا 2018، وفتحت ذراعيها واحتضنت مجموعة أخرى من ممثلي بعض وسائل الإعلام، لكن المقصيين كانوا أكثر من تم “عزلهم”، الأمر الذي خلف استياء كبيرا في صفوف الجسم الصحافي، الذي استغرب هذا التعامل المهين، في زمن تسهيل الولوج إلى المعلومة.
من حقنا أن نتساءل عن مبررات الإقصاء، ودوافع”العزلة”، هل هو البحث عن المطبلين والمزمرين والمتمسحين بأبواب الجامعة الملكية، مقابل ابتسامة من بعض أعضائها أو صورة تذكارية معهم؟ أم أنه سعيا من الجامعة إلى إسكات الأصوات المنتقدة ومحاولة حتى لا تكشف ما لديها من مستور؟.
لقد ارتكب صاحب فكرة الانتقائية، ومعد لائحة الصحافيين الرياضيين “المرضي عنهم” خطأ كبيرا، لكونه اعتبر دعوة هؤلاء الصحافيين لحفل تقديم قميص المنتخب الوطني مثل الدعوة لعرس يقيمه، حيث يكون له فيه الحق في استدعاء من يشاء، ويتناسى من لا يعجبه.
لقد نسي صاحب هذه البدعة أن الصحافة الرياضية بمختلف منابرها كانت دائما إلى جانب المنتخب الوطني، كما أنها لعبت دورا كبيرا في التعريف ومساندة ملف الترشح المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، لأن ذلك يبقى واجبا وطنيا ودفاعا عن حلم مغربي راودنا منذ سنين.
وأمام هذا السلوك الإقصائي لمجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية، والمعتزة بوطنيتها، نسائل كلا من بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وعبد اللطيف المتوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، عن موقفهما من هذا السلوك الذي تعاملت به الجامعة مع وسائل الإعلام، وهل أصبحت هذه الأخيرة مصنفة كما هو تصنيف الفرق الوطنية؟
وهنا لابد من الإشارة إلى أن حضور الصحافي الرياضي إلى مثل هذه المناسبات ليس فرض كفاية، ولكنه فرصة لحضور الحدث والتفاعل معه، وليس من حضر كمن أقصي.
ومن خلال صور القميص الثاني الذي أعدته شركة “أديداس” يظهر بأنه لا يحمل أي جديد، ويبقى نسخة لقميص 2012، الذي خاض به المنتخب المغربي نهائيات كأس إفريقيا في غينيا والغابون. وهنا نتساءل عن دور وفعالية المسؤولين عن الماركتينغ داخل الجامعة، والذين لم يبذلوا أي مجهود من أجل الضغط على شركة “أديداس” للإبداع في تصميم قميص منتخبنا الوطني، الذي يمكن أن يكون نقطة قوة إضافية تقوي الجانب النفسي، المرتبط بالنخوة والإعتزاز بالذات.
وكانت شركة “أديداس” قد سبقت وقدمت قميصا للمنتخب الوطني المغربي بشكل منفرد، وقد أثار هذا القميص حينها تذمرا كبيرا من طرف كل المغاربة، نظرا لبساطته، وخلوه من أي لمسة فنية وإبداعية، وهو ما يؤكد بأن لجنة “الماركتينغ” تنام في العسل، وأنها لا قدرة لها أمام شركة “أديداس” أو أنها تفتقد للكفاءة المطلوبة في هذا المجال.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد تدخلت متأخرة وطالبت شركة “أديداس” بتصميم قميص آخر، وهو ما جعلها تنجز ذلك بسرعة كبيرة، فجاء القميص الثاني بعيدا عن انتظارات المغاربة.


الكاتب : عبدالمجيد النبسي

  

بتاريخ : 26/05/2018

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  على بعد أيام من تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، تعود الشغيلة الصحية للاحتجاج، تعبيرا منها عن رفضها للإقصاء الذي

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *