انطلقت فعاليات الندوة التكوينية في موضوع: آليات تعاطي الإعلام مع موضوع الهجرة والمهاجرين بالمغرب، بفضاء إحدى المؤسسات الخاصة بمدينة الرباط، في الأسبوع الأخير من شهر ماي 2023، والتي نظمها منتدى شؤون الهجرة وتبادل الثقافات لفائدة مجموعة من الصحافيين، أشرف على تأطيرها كل من : حنان رحاب، وطلحة جبريل.
في بداية هاته الندوة ألقت المحامية لطيفة بلعيدي رئيسة منتدى شؤون الهجرة وتبادل الثقافات كلمة افتتاحية، عبرت من خلالها عن الأهداف المتوخاة من تنظيم هاته الندوة، والتي ربطتها بمخرجات إحدى الندوات، والتي سبق تنظيمها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في شهر مارس لهاته السنة من خلال موضوع: (صورة المرأة المهاجرة في وسائل الإعلام بالمغرب) والتي انتهت بضرورة تنظيم دورة تكوينية لفائدة الصحافيين الذين يشتغلون في مهنة الصحافة، حيث تم تزويدهم بملف قانوني تشريعي يتضمن كافة القوانين المتعلقة بدخول وإقامة الأجانب بالمملكة المغربية وبالهجرة غير الشرعية وخاصة منه قانون02.03 .
وبعدها تناولت الكلمة حنان رحاب، منطلقة من طرح مجموعة من الأسئلة التي تؤطرالممارسة المهنية للصحافة التي تنظمها مجموعة من القوانين التي يجب على الصحافي الإلمام بها وكذا التقيد بضوابطها بصفة عامة، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا الهجرة والمهاجرين، حيث ضرورة احترام القواعد الكبرى للممارسة المهنية للإعلام وخاصة أثناء الصياغة، وهذا يتطلب من الصحفي أن يتسلح بأسلحة تقوم على التدقيق في المعلومة، وفي نقل الحدث، واحترام حقوق الأقليات، وحقوق النساء،والفئات الهشة، واحترام حرية التعبير، واحترام حقوق المهاجرين، واستحضار البعد والهاجس الأمني، وجعل مستقبل الصحافة مرتبط باستحضار ميثاق أخلاقيات المهنة.
أما الأكاديمي طلحة جبريل فقد بدأ عرضه، من خلال محاور انطلق فيها من التعامل المهني القائم على مرجعية مهنية متسائلا عن الجانب السلبي في تعامل الصحفي مع قضايا الهجرة والمهاجرين(الأخبارالزائفة) من الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، فالإعلام المكتوب الذي أجمله في خمسة عناصر:
الورقية، الإلكترونية، الوكالة، شريط الأخبار، الشبكات الاجتماعية، أما في ما يخص الصحافة المسموعة
فقد حددها في الإذاعة من خلال المذياع أو الراديو والمدونة الصوتية، بينما المرئية فحددها في التلفزة واليوتيوب من خلال الفيدوهات، على أنها جميعها ترتبط كلها بمكونات الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي.
إن التعامل المهني عمليا ونظريا يقتضي الوقوف عند بعض الدراسات المرتبطة بمدار المعلومات الزائفة التي غالبا ما تنطلق من الشائعة وغياب الوعي بمدى خطورتها، حيث يؤكد جبريل أن الأخبار الزائفة تؤدي إلى الخوف لاعتمادها مثلا على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا إياها على أنها سلاح
يقوم ويعتمد على ثلاثة عناصر: معلومات زائفة وعن علم، وتبادل معلومات عن جهل، وبغاية التضليل بأخبار حقيقية قصد إلحاق الضرر، فماذا يعني نجاح الصحافة؟ وبكل تأكيد فهو يقوم على نقل الصورة الحقيقية من خلال الصحفي المتمكن من الأدوات المهنية لخدمة الحقيقة كما هي؟
واختتم المتدخل حديثه وتحليله باختزال الأجناس الصحفية العشرين في ثلاث مجموعات:
1 ـ الخبر والتقرير الإخباري والتحقيق.
2 ـ الاستطلاع والبورتري والقصة الملونة.
3 ـ الحوار والرأي والوثائق والمشاهدات.
أما من ناحية التطبيق فقد أكد أن الصحفي مطالب، بتطبيق الأجناس الصحفية على موضوع الهجرة، لأن توثيق الأخبار يقوم على ستة أنواع من المصادر: أقوى مصدر المحدد بالاسم
والصفة، ومصدر غير محدد ويمكن للصحفي أن يدلي به، المصادر التقليدية، الوكالة، التلفزة، الصحيفة
والإذاعة، ثم المصدر الرابع المتمثل في البلاغ أو رسالة أو وثيقة، في ما المصدر الخامس المتمثل في شاهد أو شهود عيان مع ذكر الاسم والصفة، فيما المصدر السادس الذي ربطه بالصحفي المهني نفسه كمصدر.
وفي الأخير تم فتح باب المناقشة لطرح مختلف التساؤلات والإشكالات المرتبطة بموضوع الندوة، حيث تمت الإجابة عنها من طرف مؤطري الندوة.
هذا واختتمت لطيفة بلعيدي اللقاء التكويني بتوزيع شواهد تقديرية للمؤطرين للندوة فيما قامت بتوزيع شواهد المشاركة على الصحافيين والصحافيات المستفيدين من الدورة التكوينية حول تملك آليات تعاطي الإعلام لموضوع الهجرة والمهاجرين بالمغرب.