«آه لو كان» : ديوان زجلي جديد لعبد الواحد الشرايبي

بعد ديوانه الأول «عقلي طار» يعود الشاعر الزجال عبد ال واحد الشرايبي بعمل زجلي جديد بعنوان « آه لو كان».
هذا الديوان قدم له ‬الدكتور‭ ‬فيصل‭ ‬الشرايبي، أستاذ‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬عين‭ ‬الشق‭، وجاء فيه:
‮» ‬المُتَبَتِّلُ‭ ‬فِـي‭ ‬مِحْرَابِ‭ ‬الزَّجَل‭ ‬‮».‬
سيدي‭ ‬عبد‭ ‬الواحد،‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طريق‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬مرافئك‭ ‬المُتَمَوِّجَة‭ ‬إبداعا؟‭ ‬وكيف‭ ‬أقدم‭ ‬لوليدك‭ ‬هذا،‭ ‬وأنا‭ ‬الذي‭ ‬بضاعته‭ ‬مزجاة‭ ‬ووفاضي‭ ‬خال‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬المكينة‭ ‬بالإبداع‭ ‬الزجلي؟‭ ‬وكيف‭ ‬تستطيع‭ ‬كلماتي‭ ‬مطاولة‭ ‬قامتك‭ ‬الشعرية‭ ‬السامقة‭ ‬؟‭ ‬وكيف‭  ‬لتقديمي‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حفل‭ ‬عقيقة‭ ‬ثانيا‭ ‬لديوانك‭ ‬‮«‬آه‭ ‬لو‭ ‬كان»؟
حين‭ ‬شرفتني‭ ‬بأن‭ ‬تخط‭ ‬يراعتي‭ ‬تقديم‭ ‬ديوانك،‭ ‬غشيتني‭ ‬رهبة‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تجبرني‭ ‬على‭ ‬الاعتذار،‭ ‬لكن‭ ‬سحر‭ ‬التشريف‭ ‬المكلف‭ ‬أو‭ ‬أُخْدَة‭ ‬التكليف‭ ‬المشرف،‭ ‬أَوْهَتْ‭ ‬جموح‭ ‬الاعتذار،‭ ‬وحفزتني‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمتشق‭ ‬قلمي‭ ‬وأترك‭ ‬رعافه‭ ‬يخط‭ ‬على‭ ‬أديم‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬كلماتي،‭ ‬ويرسم‭ ‬بحروفها‭ ‬لوحة‭ ‬إكباري‭ ‬واعتزازي‭ ‬بمعرفتك‭ ‬،‭ ‬وإعجابي‭ ‬بعطائك‭ ‬،‭ ‬وتعظيمي‭ ‬لجهادك‭ ‬الزجلي‭ ‬،‭ ‬وإعظامي‭ ‬لعملك‭ ‬الخيري‭.‬(…)
لقد‭ ‬كانت‭ ‬علاقتي‭ ‬الأولى‭ ‬بزجلك‭ ‬حين‭ ‬أتحفتني‭ ‬بديوانك‭ ‬‮»عقلي‭ ‬طار‮» ‬فكشفت‭ ‬به‭ ‬الغطاء‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬آخر‭ ‬كنت‭ ‬أجهله،‭ ‬وحين‭ ‬قرأت‭ ‬قصائده‭ ‬وتدبرت‭ ‬أسطره‭ ‬وشفعت‭ ‬ذلك‭ ‬بقراءة‭ ‬ديوانك‭ ‬هذا،‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬أطلسية‭ ‬مغربية‭ ‬مراكشية،‭ ‬تسري‭ ‬بين‭ ‬عروق‭ ‬قصائدها‭ ‬سلافة‭ ‬شعراء‭ ‬الحضرة‭ ‬العباسية،‭ ‬ويتصادى‭ ‬بين‭ ‬معانيها‭ ‬رجعُ‭ ‬أعلام‭ ‬الزجل‭ ‬الكبار،‭ ‬المدغري‭ ‬والحنش‭ ‬والعلمي‭ ‬وغيرهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تذوب‭ ‬في‭ ‬خِضم‭ ‬إبداعهم‭ ‬أو‭ ‬تسلبك‭ ‬قصائدهم‭ ‬شخصيتك‭ ‬أو‭ ‬تتوارى‭ ‬خلف‭ ‬عظمتهم(…)‭ ‬ ‭.‬
لقد‭ ‬حيرني‭ ‬عنوان‭ ‬ديوانك‭ ‬‮«‬آه‭ ‬لو‭ ‬كان‮»‬‭ ‬فبقدرما‭ ‬تألمت‭ ‬لنزيفه‭ ‬وحزنه‭ ‬الكتوم‭ ‬عن‭ ‬أمور‭ ‬مضت،‭ ‬بقدرما‭ ‬وجدت‭ ‬حروفه‭ ‬حُبلى‭ ‬بالأمل‭ ‬والانشراح‭ ‬والتفاؤل‭ ‬والخير‭ ‬وهو‭ ‬يعانق‭ ‬جِذْمَ‭ ‬الأنا،‭ ‬وفروع‭ ‬الأسرة،‭ ‬وشجرة‭ ‬الوطن‭ ‬ودوحة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويكبر‭ ‬ليسمو‭ ‬إلى‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬يناجي‭ ‬الله‭ ‬ويتمسح‭ ‬بأعتابه،‭ ‬وينشد‭ ‬عفوه‭ ‬ورحمته‭ ‬ونصره‭ ‬وعزته‭ ‬وحسن‭ ‬لقائه‭ ‬جَلَّ‭ ‬وعلا‭. ‬إن‭ ‬‮«‬آه‭ ‬لو‭ ‬كان‮»‬‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬هو‭ ‬‮«‬آه‭ ‬لو‭ ‬يكون‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬سيكون‮»‬،‭ ‬نسجته‭ ‬من‭ ‬عظمة‭ ‬تواضعك‭ ‬وأنت‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬مفتتح‭ ‬ديوانك‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أنا‭ ‬بشاعر‮»‬‭ ‬مهتديا‭ ‬بقول‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أنا‭ ‬بشاعر‭ ‬وما‭ ‬ينبغي‭ ‬لي‮»‬،‭ ‬وتشفع‭ ‬ذلك‭ ‬بقولك‭ ‬‮«‬مسكين‭ ‬أنا‮»‬‭. ‬


بتاريخ : 31/05/2023