اتكأت على حزني ونمت

اتكأت على حزني ونمت:

لم يوقظني نجم غريب،
غير أن الوقت؛
للبحر هيأ شراعه.
فتنة الفرح،
سماء بلا شمس.
هل سيأتي الأحباب هذا المساء؟

اتكأت على حزني ونمت :
ما غادرني الآن…
هجج موسم الأحزان في.
أخذتني رعشة البقاء إلى بهائها.
سكت الزمن عن أهوائه،
وحلقت هواجسي في سماء الود.
أصدقائي مروا من هنا.
طيف حنينهم يهز شجرة
الاشتياق…

اتكأت على حزني ونمت:
سكت الصمت عن كلامه.
الذئاب لا تحرس الأغنام،
غير أن وصايا الأجداد آثرت،
من خلال الغيم،
سقوط الأحلام.
حجر يكلم حجرا؛
والماء في طريقه إلى النبع.

اتكأت على حزني ونمت:
أفاق الليل وتعثر في أحزانه.
اسمي لم يكتب تراتيله بعد.
الكنائس كئيبة الآن…
مآذننا ينثرها الغيم ببعض الرذاذ.
سمائي أقسى من أن تكون رحيمة بجسدي.
أنا الآن…سرب طيور مغادرة؛
اكتب لنا مسكنا يا هذا الإله.

اتكأت على حزني ونمت:
سقط نجم من سماء؛
اليتم خيط نور يربطني بك.
يا هذا الغيم المزنر بالخوف؛
انتظر صوت هذه الإشراقة.
كم هو عدد الأيام ؟
صلاة الغائبين صلاة؛
ومن يقبل يد الغياب،
يرث صمت البحر.

اتكأت على حزني ونمت:
قلت للذي أيقظني هذا الصباح؛
عم مساء
ليلنا ما عاد يشبه الليل.
تدفقت مرايا الوهم في كأسي.
وما عاد يزهر في عيني نجم صديق.
امهريني إذن بالغياب،
لعلني أشبه طيف هذا الليل.
الليل الذي لا يشبه الليل.

اتكأت على حزني ونمت:

الغابة التي كانت تظللنا بكلامها،
سمعت صوت العواء فينا.
تركنا للغة الهمج تأخذ طريقها.
تعرى فينا وجع قديم.
وصرخت الذئاب في أفيائها.
ليحيى هذا الإثم المتناثر فينا.
ليحيى كما هو وجهك؛
رؤيا أو غيما.

اتكأت على حزني ونمت:
سكتت المرايا لتقول صمتها.
ضاجع الخوف غضبي الكتوم؛
لينبت أرض اليباب.
أمشي عليها كما تعثر المسيح
في آلامه.
أنظر من فوق مسافة..
دمك النازف وسماء لا تروي
غير الخرافة.
نطق الغراب…مسحت الأرض
أثر خطوك الشريد.

اتكأت على حزني ونمت:
ما عاد جسدي يعرفني،
ما عادت نفسي ترهق جسدها بالنحيب.
دثريني بغيم رحيم،
وأمطري بالوهم جسدي..
صرخت البكماء…
نطق الحجر.
نمت على جسر بارد.
من يعد الوقت ؟
ألفت الكلاب مرور القافلة.

اتكأت على حزني ونمت:
رائحة المستشفى، يقظة الموت،
نافذة المهوى السحيق.. الجسد المسجى.
أرقام نورانية لموتى يعبرون إلينا.
أرى انطفائك الأخير.
عيناك حجاب.
أمكث قربك ثمرة نضج الخوف في أحشائها.
أصلي …أرتل…أبكي؛
لا خلاص من هذا الدمار.
صدق الذي كتب..
تسعفني الكأس ولا تسعفني العبارة.
كأسي الآن فارغة.
اتكأت على حزني ونمت:


الكاتب : إبراهيم زرقاني

  

بتاريخ : 01/10/2021