الدكتور سعيد عفيف: أكثر من 100 مصاب بالكوفيد يوجدون في مصالح الإنعاش والعناية المركزة

تحذيرات من أن تتحول العطلة المدرسية إلى عامل لخلق بؤر وبائية عائلية

 

حث الدكتور مولاي سعيد عفيف الأسر على ضرورة الانتباه إلى الوضعية الصحية لأطفالها خلال هذه المرحلة تحديدا، والتعامل بجدية مع أية أعراض مرضية قد تظهر عليهم، محذرا من إمكانية أن يكون بعض التلاميذ قد أصيبوا بفيروس كوفيد 19 قبل أيام أثناء تواجدهم في محيطهم المدرسي، وهو ما يعني إمكانية انتقال العدوى منهم إلى عائلاتهم.
وشدّد عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه في ظل الوضعية الوبائية التي تمر منها بلادنا، والتي تتميز بظهور المتحور أوميكرون الذي يعتبر سريع الانتشار، وبالنظر إلى أن الأطفال هم ناقلون للعدوى بشكل كبير، وفقا لما أكدته كل الدراسات العلمية التي تم القيام بها منذ ظهور الجائحة إلى اليوم، سواء تعلق الأمر بالفيروس في صيغته الأصلية أو بالمتحور دلتا أو أوميكرون، فإن ظهور بؤر عائلية يبقى واردا جدا، الأمر الذي يجب التعامل معه بمنتهى الجدية والمسؤولية واعتماد الحيطة.
ودعا الدكتور عفيف الآباء والأمهات إلى احترام التدابير الوقائية حتى داخل فضاء البيت، واستعمال الكمامات ومواصلة التباعد الجسدي إضافة إلى تعقيم الأيادي وغسلها، منبّها إلى أن الأطفال المصابين لهم القدرة على نشر العدوى على نطاق واسع، بحكم حركيتهم وتفاعلهم المفتوح، وقد يعرضون الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة لمخاطر متعددة، خاصة الذين لم يلقّحوا أنفسهم ولم يحصلوا على جرعات اللقاح أو الذين تخلّفوا لسبب من الأسباب عن الحصول على الجرعة الثالثة المعززة. وشدد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية على أن البؤر الحالية المسجلة هي بؤر عائلية، وهو ما يستوجب الانتباه بشكل أكبر، وتوفير كل الشروط الضرورية لقضاء عطلة بدون تبعات صحية وخيمة، مبرزا كيف أن مصالح الإنعاش والعناية المركزة أصبحت اليوم تستقبل أكثر من 100 حالة مصابة بالفيروس، في الوقت الذي كانت قد خلت من هذه الفئة من المرضى في الأيام الفارطة.
وأوضح الخبير الصحي للجريدة أن المختصين والمهتمين بالشأن الصحي يترقبون خلاصات نتائج الدراسات والأبحاث العلمية التي تم القيام بها في بريطانيا، والتي تهمّ المضاعفات الصحية ومآلات الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة الذين لم يحصلوا على الجرعة الثالثة، التي قد تزيد من فهم الوضعية الوبائية الحالية في ارتباط بالمتحور أوميكرون حتى يتم إصدار التوصيات المناسبة. وشدد المتحدث على أنه مهما كانت الخلاصات فإن هناك إجماعا علميا عالميا على أهمية التلقيح بالجرعة الثالثة المعززة، التي تحمي الأشخاص من التبعات الوخيمة للفيروس، مبرزا أنه في فرنسا نموذجا، فإن 9 أشخاص من بين عشرة المتواجدين بمصالح الإنعاش والعناية المركزة غير ملقّحين. وأكد الدكتور عفيف على أن هذا الرقم يعتبر دالاّ ومعبّرا ويكشف عن الصعوبات والتداعيات التي يكون عرضة لها الأشخاص الذين تقاعسوا عن الحصول على الجرعات ضد الفيروس، وهو ما يستدعي تعقّلا وتبصّرا، والإسراع بالتوجه صوب مراكز التلقيح للحصول على الجرعات الضرورية، حماية للذات وتمنيعا للمجتمع، تفاديا لأي انتكاسة وبائية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/12/2021