المخرج اللبناني روي عريضة الذي  حاز فيلمه الروائي على عدة جوائز  لـ «الاتحاد الاشتراكي»

فيلم تحت السماوات والأرض كان في البداية وثائقيا والتصوير تحت الماء مهمة صعبة

روي عريضة مخرج لبناني ولد في بيروت، وتخرج من مدرسة السينما والتلفزيون بجامعة بي إس إل للأبحاث بباريس عام 2011، حيث درس بقسم الإخراج. بعد تخرجه أصبح روي يدير أعماله بين باريس وبيروت، كما وزع اهتمامه بالأفلام الروائية والوثائقية بالتساوي. وفي 2012 شارك في تأسيس شركة STANK  للإنتاج في باريس. ويُعد فيلم تحت السموات والأرض هو أول أفلامه الروائية الطويلة كمخرج.

«تحت السماوات والأرض» فاز بـجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان طرابلس السينمائي، وبـجائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وشارك الفيلم في عدة مهرجان دولية منها مهرجان «لا روش سور يون» الدولي للأفلام بفرنسا، مهرجان وارسو السينمائي الدولي، ومهرجان هاينان آيلاند السينمائي الدولي بالصين، مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، مهرجان تورونتو السينمائي العربي في كندا، ومهرجان كورونادو السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية.
نال تحت السموات والأرض إشادات نقدية عديدة، إذ كتب عنه موقع Cineurope «يمتلك روي عريضة مقومات صانع أفلام شجاع بارع، تجعلنا موهبته نتطلع لنرى كيف ستستغل تحت لواء موارد أكبر.» و»لقطات رائعة تحت الماء بعدسة آرثر لوترز تضيف إلى الفيلم مستويات مدهشة من التشويق، استغلها المخرج لإضفاء تأثير مذهل على الفيلم.»
أحداث فيلم تحت السموات والأرض تدور في بيروت، فرغم الحالة الأمنية غير المستقرة بسبب سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة في العاصمة اللبنانية، يقرر الشاب آلان صاحب الـ 32 عاماً أن يدير ظهره إلى كل هذه الأحداث المزعجة، ليحاول كسر الرقم القياسي في الغوص العميق.
الفيلم  تم عرضه في المغرب، عن ذلك  وغيره  كان الحوار التالي.

 

    المخرج روي عريضة.. حدثنا عن شعورك بعرض الفيلم في المغرب..

إنه لمؤثر أن تتخيل أشخاصاً لا تعرفهم، متواجدين في مكان آخر، جالسين أمام شاشة يعرض عليها فيلمك. في الوقت عينه إنه إحساس مجرد، حيث إنه لا يمكنك التواجد حيث يعرض فيلمك، وألا تلتقي أحدا من المشاهدين.
إنه بلد جميل. إنني أحب هذا البلد وأعتقد أن الفيلم سيكلم الجمهور هناك.

     الفيلم تم تصويره تحت الماء.. حدثنا عن مدى صعوبة ذلك وهل هناك مشكلات أخرى واجهتها أثناء التصوير؟

العقبة الأولى هي أن تنتقل قبل البدء بالتصوير من تجهيزات لفيلم وثائقي الى فيلم روائي. الفيلم كان أساسا وثائقيا مستوحى من حياة الممثل «آلان»، ومن شخصيته بالفيلم، ومن ثم أصبح التحدي الأكبر هو التمويل. لم يكن لدينا سوى القليل من التمويل.
في الأساس كان الفيلم معدا ليكون قصيرا ووثائقيا، وللأسف كانت كل التحضيرات مجهزة على هذا الأساس، لكننا ذهبنا عكس هذه التوقعات وكان الأمر شاقا جدا.
طبعا التصوير تحت الماء كان المهمة الأشق والأصعب التي واجهتها كمخرج سينمائي. البقاء تحت الماء لساعات عديدة، البعض منها في طقس عاصف، دون أي معايير مع معدات الغطس والتصوير ثقيلة الوزن لأخذ لقطة للفيلم،كان عملاً شاقاً جدا وخطيرا، لكنه مشوق.

    هل القصة حقيقة؟ ولماذا اخترتها بالذات  خاصة أنه أول أفلامك الروائية الطويلة؟

القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، لماذا اخترت هذه القصة لأول عمل سينمائي طويل لي؟  لا أدري. لم أفتش عنها. أحداث الفيلم تأتي وحدها وتفرض نفسها عليك دون تفكير أو استراتجية.

   هل راودتك مخاوف أن يشعر الجمهور بالملل، حيث كان التصوير تحت الماء ويعتبر أشبه بالأفلام المصورة في مكان واحد؟ وكيف تغلبت على ذلك؟

لا،  لم أخف أبدا. حاولت أن أعرض صورة عن العالم. أحاول أن أصل إلى المشاهد. لكن قي النهاية هي فقط محاولة، ليس هناك معادلة. يجب أن تحاول بتصميم وتأمل أن تصل للجمهور.

  يهرب البطل من الأحداث في لبنان لتحقيق حلم شبه مستحيل.. لماذا الربط بين الهروب وتحقيق الذات؟

كي يحس بالحياة،كي يحاول أن يقرر مصيره. عندما يهتز العالم من حولنا يجب أن نستعيد إيماننا ونأمل في أن نمسك تواجدنا لا أن نغوص بالنمط نفسه،نحن بحاجة إلى أن نفرض على نفسنا أمورا مبهجة، حتى لو كانت خطرة، كي نعيد التماسك والوعي والحس بالحياة من جديد،فقط الحس بهشاشتنا.
في النهاية الفيلم يسأل هذه الأسئلة، ليس افتراضا، هو مجرد سؤال: هل يمكننا أن ندير ظهرنا عن ظروف واقعنا؟  هل الغزوات المنفردة أساسية ومرضية؟ هل بإمكاننا تحدي محيطنا؟  هل يمكننا العيش عكس التيار؟  هي أمور دائما جدلية ومتناقضة.

   حدثنا عن التحضيرات للفيلم، كم أخذت من الوقت ليرى الفيلم النور؟

كتابة النص والتصوير كانا متزامنين لفترة خمس سنوات. أردت متابعة التطور الشخصي للممثلين، أردت التصوير خلال عدة مواسم، وفي النهاية كان التمويل هو السبب الرئيسي في التأخير.
لم يكن لدي من المال ما يكفي لإنهاء العمل، اضطررت للبحث عن عدة حلول وعندما كنت أجدها كنا نعود إلى العمل،بخلاف المدة التي قضيناها تحت الماء، وهي فترة أسبوعين، تم التصوير خلال سبعة أسابيع متفرقة، في كل مرة كنا نعيد التحضيرات، ومن ثم تسعة أشهر لإتمام الفيلم.

   حدثنا عن أبطال الفيلم وكيفية اختيارهم؟.

«آلان» الممثل الرئيسي يلعب دوره الحقيقي، هذا أساس المشروع، وغير قابل للتغيير. أصدقاؤه في الفيلم هم أصدقاؤه في الحياة، باقي الممثلين أصدقاء لي وأشخاص أحبهم، كما أن الغطاسين الذين يقدرون على أخذ دورعلى الشاشة لديهم الكفاءة الكافية للغطس تحت الماء.
الشرط الوحيد كان رغبتي بشخصهم، بتصرفاتهم، بتعاملهم، بطبيعتهم وبإمكاناتهم بالتمثيل تحت الماء.

  ما هي أعمالك الجديدة القادمة؟

الآن أنا في فترة إنهاء فيلم قد تم تصويره في لبنان،كما أنني في مرحلة الانتهاء من إنتاج بعض الأفلام الطويلة في فرنسا بصفتي منتجا. كذلك أحضر لفيلم روائي طويل سيتم تصويره في لبنان أيضا.


الكاتب : أجرى الحوار :  جلال كندالي 

  

بتاريخ : 08/07/2022