المنتدى النسوي التربوي العربي يشرح  الوضع القائم وهذه توصياته 

شارك فيه مسؤولون من الأمم المتحدة واليونسكو وخبراء من العالم العربي

ناقش  المنتدى النسوي التربوي العربي  في بيانه الختامي،الذي قارب على مدى ثلاثة أيام   «الحركات النسوية العربية ودورها في الحركة التربوية،رهان المساواة وتكافؤ الفرص «،في إطار الحملة العربية للتعليم بشراكة مع الحملة العالمية،محاور عدة  عبر جلسات متخصصة ورؤى متعددة، بتركيز على الدور التاريخي للحركات النسوية في التربية والتعليم، وقدرة الحركات النسوية في التأثير على الحركة التربوية في العالم العربي، بما في ذلك أوجه التحديات في تبني أجندة التعليم، والحركات النسوية العربية والمؤسسات الدولية، واستشراف  الحركات النسوية ومستقبل التعليم.
وتوقف المنتدى مطولا عند قضية المرأة وجائحة كورونا، بتناول واقع حياة المرأة  في ظل جائحة كورونا، وتعليمها ،وحال التعليم المستمر  خلال الجائحة، ودور النساء في رسم ملامح مستقبل التعليم أيضا ، مع توفير فرصة لعرض مبادارت وخبرات متميزة في مشاركة الحركات النسوية في التربية والتعليم في ظل الجائحة  وفيما بعدها.
وناقش المنتدى تحديات تواجه الحركات النسوية في المشاركة بالحركة التربوية في العالم العربي، بما يتطلبه ذلك من إثارة حوار حول التحديات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
وأوصى المتنادون كما جاء في بيانهم الختامي بالعديد من التوصيات، منها إلزام متخذي القرار باتخاذ خطوات عملية لترقية تعليم البنات والمرأة من خلال،دعم التشريعات للحد من زواج القاصرات الذي يحول دون تكملة تعليم البنات ،وبذل جهد موجه لتشريع حماية المرأة بحث الجهات المختصة على متابعة العنف ضدها، مع وجوب استهداف المناطق التي لا يلقى فيها تعليم البنت الاهتمام الواضح، والتعاون والمساهمة بدعم  الأسر لإرجاع البنات اللواتي تركن مقاعد الدراسة بسبب الفقر أو أي ممارسات أخرى ضارة .
ودعا المشاركون إلى بلورة إطار عربي ناظم لتمكين المرأة، وحشد كل الجهود لصالح الخروج برؤية عربية نسوية موحدة، ثم تمرير أنظمة وتشريعات تعزز حصولها  على حقها كاملا غير منقوص في المجالات  جميعها،وكذلك جندرة الميزانيات بتخصيص مصادر خاصة لمشاريع دعم المرأة اجتماعيا واقتصاديا وتربويا وثقافيا وخصيص نسبة من المناصب القيادية للنساء، وتعظيم التدخلات وتنسيق الجهود بما يضمن تكامل الجهود لتشمل،تفعيل دور الإعلام ليستهدف شرائح المجتمع كلها عبر حملات توعية بحقوق البنت بالتركيز على زواج القاصرت،العمل في سن مبكرة ،الممارسات الضارة ،تعزيز الصورة الفاعلة والإيجابية للبنت لدى البنت نفسها ؛  ولدى جميع أفراد المجتمع عن طريق تمكينها من حقوقها، وعبر إحياء نماذج نسائية قائدة وفاعلة من التاريخ القديم والحديث، وعن طريق توثيق التجارب الرائدة في الدول العربية ونشرها في صفوف المجتمع المدني  والجهات الحكومية .
ومن التوصيات، هناك تعديل مفهوم «النسوية» و»الجندرة» وتعديل المفاهيم الدينية المسيرة لخدمة الذكورية، ونشر خطاب توعية دينية مؤكد على تمكين المرأة من خلال الشرع والقرآن الكريم ،وتأكيد وصول الحملات التوعوية للقرى النائية والفقيرة  وغير الموصولة افتراضيا ،مع تفعيل دور البحث في تشخيص واقع المرأة،  وبلورة آليات عمل واضحة للإفادة من نتائج البحوث  وتوصيات المؤتمرات وورش العمل لصالح تعزيز دورها.
وطالب المشاركون بجعل مجانية التعليم الأساسي وإلزاميته أولوية، وبما يؤسس لاتساع النقاش حيال مجانيّة التعليم ليشمل التعليم الجامعي، إذ إن من القصور مواصلة الانغلاق في دائرة التعليم الإلزامي رغم أهميته، ودون تناسي أهمية اضطلاع الحكومات بدورها في إلزامية التعليم والتصدي للتسرب الذي يتزايد في أتون جائحة كورونا وفق ما تعكسه المتابعات ،مع إحداث تغيير في المناهج؛ بما يتيح تجاوز نمطية التعاطي التي عكست ذاتها على نمطية الصورة ،وإيجاد بدائل تعليمية تتناسب مع المرأة في مختلف الأعمار، وأيضا التركيز على إعداد المعلمات ورفع الكفاءات التعليمية والمهنية والمعرفية لديهن بما يثبت فكر المساواة وتكافؤ الفرص .
وشدد المشاركون على تبني خطوات كفيلة بتوثيق إبداع المعلمات وإشهاره وتعميمه، وبذل كل جهد ممكن لتوفير فرص للمعلمات العربيات للمشاركة في المسابقات والمنتديات الدولية، بالتوازي مع السعي لمهننة التعليم ،والاهتمام بالوضع الاقتصادي ، والعمل على الارتقاء به ،مع منح برامج الطفولة المبكرة  وتعليم الكبار الاهتمام ذاته الذي يحظى به التعليم المدرسي والجامعي، فالطفولة المبكرة وتعليم الكبار قطاعان مغيبان أصلا وجاءت جائحة كورونا لتزيد من تغييبهما.
ودعا المنتدى  القطاع الخاص لتحمل مسئولياته تجاه دعم برامج التعليم والإفادة من المسئولية المجتمعية لصالح ذلك ،مع توحيد خطاب الحركة النسوية على المستوى المحلي والإقليمي في العالم العربي من خلال تكوين لجان محلية وتحالفات دولية تعمل على تكوين أجندات استراتيجية عملية قابلة للتطبيق وشاملة للعوامل،الاجتماعية، التربوية، السياسة (الاضطرابات الداخلية، الاحتلال، الحروب ، التحررية الفكرية. وأوصى ايضا بمتابعة مهمات التحالف لتشكيل جبهة ضاغطة على الحكومات لإصلاح المناهج  ونشر الوعي النسوي، علاوة على أهمية أن تبادر الحركات النسوية لتقديم بدائل عملية لتجاوز مرحلة تشخيص الحالة إلى مرحلة تقديم حلول عملية تؤكد من جهة، ما تحوزه الحركة النسوية من خبرات، وتضع من جهة أخرى  الأطراف الأخرى أمام مسئولياتها التاريخية .
وقد شهدت مشاركة الحملة العالمية للتعليم والحملة العربية للتعليم للجميع عبر رفعت الصبّاح،  واليونسكو عبر  ستيفانيا جيانيني، والأمم المتحدة عبر  كومبو بولي باريو-المقرر الخاص للتعليم، ووزيرة شؤون المرأة  في فلسطين آمال حمد،  وكلمات لكل من هالديس هولست نائبة الأمين العام للدولية للتربية ، وسلمى النمس الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، ومايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة – مصر، ولما الخطيب مسئولة في البرنامج الإقليمي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  لمؤسسات المجتمع المفتوح . ولأول مرّة في مثل هذا النوع من المؤتمرات والمنتديات، كان هناك صوت لطفلة واعدة؛ أطلقت صرختها باسم كل الأطفال اللاجئين المشردين، لتضع الجميع  أمام مسؤولياتهم تجاه تعليم الفتيات، وأهمية الفصل بين الحقوق الإنسانية، والتجاذب السياسي.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 30/12/2020

أخبار مرتبطة

      الكاتب الاول للحزب إدريس لشكر : الحكومة لها خلط مابين اهداف الحوار الاجتماعي والمقايضة بملفات اجتماعية مصيرية

السفير الفلسطيني: ندعو إلى دعم السلطة الفلسطينية وإلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بصمود منقطع النظير نعيمة

إن ما تحفل به هذه القاعدة الحاشدة من حضور شبابي تتمتع ملامحه بالثقة والأمل في مستقبل زاهر للبلاد والعباد، وتفرز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *