النقابة الوطنية للتعليم العالي تنتقد أجرأة الاتفاقات السابقة بينها وبين الوزارة 

 

وقف المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي في اجتماعه الأخير  على التماطل والتسويف في أجرأة الاتفاقات السابقة بين النقابة الوطنية للتعليم العالي والوزارة الوصية.
وذكر  المكتب الوطني أن مشروع المرسوم ذي الصلة قد تم الاتفاق بشأنه بين النقابة والوزارة منذ أكثر من سنة؛ وأن الانتهاء من إعداد النصوص التنظيمية رهين بالزمن الوزاري؛ معتبرا أن فرض ربط مشروع المرسوم بالانتهاء من إعداد تصور حكومي للإصلاح الشمولي لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وتأجيل إطلاق مسطرة اعتماد النظام الأساسي للأساتذة الباحثين إلى ذلك الحين، مخالفة صريحة لما التزمت به الوزارة ضمن بلاغها ليوم ثامن فبراير 2022، المشترك مع النقابة الوطنية للتعليم العالي.
وأكدت النقابة الوطنية للتعليم العالي  في بلاغ لها، أنه إذا كانت المقاربة الشمولية للإصلاح في صلب ما ظلت تنادي به النقابة الوطنية للتعليم العالي منذ عدة سنوات، فإن إصرار الوزارة على التنفيذ المتزامن لكل المشاريع يعد في واقع الأمر محاولة لكسب الوقت واقتصاداً، وليس ترشيداً، في النفقات من منطلق المقاربة المحاسباتية الصرفة التي تعتبر الإنفاق في القطاع كلفة وليس استثماراً من أجل تنمية رأس المال اللامادي، وفق ما تزخر به الأدبيات الرسمية.
واعتبرالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن تعطيل أجرأة إصلاح النظام الأساسي للأساتذة الباحثين وترميم وضعيتهم المادية والاعتبارية، بالإضافة إلى التأخر غير المفهوم وغير المبرر في صرف التعويضات عن الترقيات، القانونية والمستحقة، ناهيك عن الظرفية الحرجة الحالية المتسمة بالزيادة في جميع الأسعار والغلاء الفاحش لمواد استهلاكية أساسية ولفاتورة الطاقة، مع المحافظة المستفزة على هامش الربح للموزعين، سوف ينتِج حتماً ترسيخ واقع الحيطة والتوجس وانعدام الثقة في الإرادة الصادقة للوزارة من أجل الإصلاح المنشود، وزرع بذور اليأس والإحباط وسط الأساتذة الباحثين، والعصف بأي ورش للإصلاح لتوقفه على انخراطهم وتعبئتهم. ولن تحصد الوزارة بعد ذلك إلا التعبئة النضالية للأساتذة الباحثين من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة.
وعلى مستوى المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ندد المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي بشدة تعطيل وزارة التربية الوطنية والرياضة والشباب عمل اللجنة المشتركة الخاصة بهذه المراكز الرامية إلى إيجاد خارطة الطريق التي تمكن من الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للعاملين بهذه المؤسسات، وعلى رأسها إلحاق المراكز بالجامعة التزاماً بمبدأ توحيد التعليم العالي. كما يعتبر أن إغلاق الوزارةِ بابَ الحوار مع النقابة الوطنية للتعليم العالي وتدبير كثير من الملفات بشكل أحادي، محاولة يائسة للإبقاء على الوضع القائم بحكم إرادة المحافظة على منافع خاصة، وخرقاً سافراً للقانون.
كما دعا المكتب الوطني إلى استئناف دورة سادس مارس 2022 للجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي يوم الأحد 29 ماي الجاري بكلية العلوم بمدينة الجديدة.
وكان أعضاء المكتب الوطني قد وقفوا دقيقة خشوع وترحم على روح الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت برصاص الغدر العنصري لجيش الاحتلال الصهيوني بقرار رسمي يروم إسكات الأصوات الحرة الفاضحة لجرائم الميز العنصري في فلسطين، وكذلك  الاستماع إلى عرض الكاتب العام حول مجريات الجمعية العمومية لــــــ»الفيدرالية الدولية للعاملين العلميين» التي انعقدت في مراكش من 9 إلى 13 ماي الجاري. وقد تميزت هذه الجمعية باسترجاع النقابة الوطنية للتعليم العالي لمكانتها داخل الفدرالية بعد طول غياب، بل أصبحت ممثلة في اللجنة التنفيذية والكتابة الدولية في الانتخابات التي عرفتها الجمعية العمومية للفدرالية من أجل تجديد هياكلها. وقد توج أعمالَ الجمعية العمومية للفدرالية صدورُ «نداء مراكش» من أجل السلام عبر العالم وترجيح الحوار السلمي في حل النزاعات.
كما تخلل هذا اللقاء انعقاد ندوة فكرية تحت عنوان: «العلم بمَن، لِمَن، لأجل ماذا؟» توجت ببيان من أجل دعم البحث العلمي بإفريقيا باعتباره مفتاح نهضة القارة بأكملها والذي يعاني حالياً من ضعف البنيات التحتية وقلة الموارد المالية المفضي إلى هجرة الأدمغة.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 21/05/2022