بعد أن أثار  الفيلم الوثائقي «زوايا الصحراء زوايا الوطن» ضجة كبرى

مازالت تداعيات الفيلم الوثائقي « زوايا الصحراء زوايا الوطن «، الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الذي احتضنته مدينة العيون مستمرة  .
وفي هذا السياق، استقبل الخميس الماضي والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بيكرات، وفدا عن قبيلة الركيبات، حيث نقلت وسائل إعلام محلية أن والي الجهة عبر عن أسفه الشديد عما حدث، مؤكدا أنه اتخذ  فور علمه بالواقعة إجراءات استعجالية، وذلك بإزالة جميع المظاهر الإشهارية للمهرجان وإلغاء الحفل الختامي، مشيدا بقبيلة الركيبات ومعلنا احترامه لها وأهميتها وثقلها بالأقاليم الجنوبية للمغرب بمعية القبائل الأخرى، وكذا وطنيتها وأدوارها البارزة في تدعيم وترسيخ الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ووفق ما تناقلته بعض  وسائل الإعلام المحلية، فإن والي الجهة  أعلن ترحيبه ودعمه لكل المبادرات الرامية إلى تسليط الضوء على القطب الرباني سيدي أحمد الركيبي وأحفاده، بل وتنظيم مناظرة وطنية بمشاركة مفكرين وباحثين ودكاترة جامعيين وخبراء ومهتمين، بغاية إيلاء هذا القطب الرباني وتوطيد مكانته الإقليمية والدولية ضمن الزوايا الروحية والصوفية على الصعيد الإفريقي، مشيرا  إلى أنه  زار قبل أسابيع ضريح هذا القطب الرباني، رفقة عمال طرفاية والسمارة، وأنه على استعداد لإعادة الزيارة مستقبلا تقديرا منه لقبيلة الركيبات ومكانتها الوطنية.
وكان  المركز السينمائي المغربي، قد أكد في بلاغ له، أنه سينكب على إعداد تصور شامل لإصلاح منظومة الدعم العمومي للشريط الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني التي تم إحداثها سنة 2015، باعتبار أنها “لم تعد تستجيب للأهداف المتوخاة منها”.
وأوضح بلاغ للمركز أن لجنة تحكيم الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني (19-25 دجنبر الجاري بالعيون)، التي شهدت عرض 24 فيلما وثائقيا بالمسابقة الرسمية و11 فيلما وثائقيا بفقرة بانوراما، تلتها مناقشة الأعمال السينمائية من لدن النقاد والمهتمين بالشأن السينمائي، ومن تداعيات ما حدث، إقدام الوزارة الوصية إعفاء مسؤول بالمركز السينمائي المغربي، لثبوت تقصير ذي طبيعة تنظيمية في مهامه، كما تقول في بلاغ لها، علما أن التحقيق سيتواصل، وذلك من أجل تحديد باقي المسؤوليات، وترتيب الجزاءات الضرورية على ضوء ذلك، وذلك في إطار إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأكدت الوزارة أنها بصدد اتخاذ الإجراءات الضرورية للشروع في إجراء تقييم شامل لمنظومة مواكبة ودعم الإنتاج السينمائي الوثائقي، وذلك في أفق تنزيل رؤية جديدة لتطوير هذا المجال، بما يخدم الأهداف المتوخاة منه، والتي تروم تثمين وإشعاع الثقافة والموروث الثقافي الحساني، وتسليط الضوء على مختلف مظاهره، وكذا على كافة المكونات الثقافية الوطنية المتميزة بالغنى والتنوع، في إطار مشروع الجهوية التي انخرطت فيه بلادنا.
الفنانة والمخرجة مجيدة بنكيران، كانت قد قدمت اعتذارا في بيان لها، وأكدت أن ما تسرب في مداخلة الشاهد» الأستاذ الباحث «من تصريح نجمت عنه إساءة لرمز من رموز هذه الزوايا، لم يكن بأية نية مسبقة المس بمكانته ورمزيته، و»أن التقصير في التدقيق في هذه المسألة كان من المفروض أن تتحمل مسؤوليته جميع الأطراف المتدخلة في إنجاز هذا العمل باعتبار مسؤوليتي تقتصر على الجانب الفني والتقني فقط «.
وأضافت بنكيران قائلة « عندما كنت بمدينة العيون وبعد عرض الشريط، اتصل بي مجموعة من فعاليات ثقافية بالمدينة وناقشت معهم الأمر، وأستغلها مناسبة لشكرهم وتفهمهم لما حصل «. بناء على ماتقدم تعلن الفنانة والمخرجة مجيدة بنكيران، اعتذارها «عن كل ما من شأنه أن يكون قد ألحق ضررا نفسيا أو اعتباريا للجهة ورجالاتها الأفاضل الذين نعتز بحضورهم الفكري والديني والعلمي، والتأكيد على العمل مستقبلا من أجل تسليط الضوء على أدوارهم النضالية في شتى المجالات تدعيما لقضيتنا الوطنية المقدسة»، تقول الفنانة مجيدة بنكيران.