بلاغ الوكيل العام في قضية الناصيري: إرضاء أهواء شخصية وراء تصوير ممارسات مشينة لمسؤولين كبار؟

لماذا زارت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء فيلا سعيد الناصيري؟ ولماذا فتشت كل أركانها، وهو لحظتها كان يقضي يومه الثاني بالسجن المحلي عين السبع بالبيضاء ؟ وما مغزى بلاغ الوكيل العام للملك بالبيضاء الذي يشير إلى تهم الناصيري ولو بشكل يتطلب قراءة متأنية وعميقة؟
وهل فعلا الصورة التي كان قد أبرزها أحد منشطي البرامج لأحد ضيوفه كانت ضمن ما أنتجته آلية الناصيري القاتلة، والتي تقضي على الأخضر واليابس، وهل الناصيري حول شقته وفيلاته إلى مختبرات لإخراج أفلام الرعب والابتزاز ؟
بلاغ الوكيل العام للملك أجاب عن جزء من ممارسات الناصيري، فرغم أن البلاغ المذكور لم يذكره بالاسم لكنه كان معنيا ببلاغ الوكيل العام للملك خاصة في ما يتعلق بـ»مباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية والحصول على محررات تثبت تصرفا وإبراء تحت الإكراه»، فأين يكمن المس بالحرية الشخصية، وهل المتهم قام فعلا بأفعال مشينة من شأنها المس بحريات الأشخاص؟
تفيد مصادر متعددة، ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعي منذ اعتقال الناصري، أنه كان يقوم باستدراج ضيوف من نوع خاص جدا إلى شقق وفيلات مابين البيضاء والجديدة والمحمدية، وأن سلطته كلها كان يستمدها من ليالي حمراء ينتقى لها أشخاصا من نوع خاص، حتى أنه كان يقوم بتصويرهم على شاكلة أفلام الرعب ويحتفظ بما صوره للوقت المناسب، كما أن ذات المصادر تؤكد أن الناصيري كان يستعمل أرقام هاتفية متعددة وحسابات «واتساب» لإرسال هذه الصور، فهل فعلا وضعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يدها على هذا الجزء من الملف حتى قبل أن تضع يدها على ملف تصدير المخدرات، أم أن ذلك تم خلال زيارة الفرقة الوطنية لفيلا الناصيري وشققه بعد إيداعه السجن، خاصة وأن البلاغ جاء بعد الإيداع…
إذا صحت أفعال الناصيري في ما يخص تصوير ليال حمراء كانت تقام لمسؤولين سياسيين ورياضيين وفنانين مغاربة وحتى أفارقة، فإن فيلم الرعب هذا سيسقط كثيرا من الرؤوس، التي كانت توفر الحماية للناصيري، وتقدمه على أساس أنه واجهة رائدة في الكثير من المجالات؟!


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 29/12/2023