تعيين البروفيسور عبد السلام الخمليشي عضوا مشاركا في الأكاديمية الوطنية للجراحة بفرنسا

تم الاحتفاء، يوم 7 دجنبر 2022 بمقر الأكاديمية الوطنية للجراحة بباريس، بالباحثين العلماء المغاربة، وذلك خلال انعقاد دورة خاصة تم تنظيمها لاستقبال الأعضاء الجدد، المحليين والدوليين، الذين تم انتخابهم هذه السنة (2022).
ومن بين الشخصيات الدولية المنتمية إلى تخصص الجراحة بمختلف شُعَبها، التي تميزت بعطائها العلمي وبالابتكارات والإنجازات التقنية والعلمية ونالت اهتمام الأكاديمية الوطنية للجراحة بفرنسا، أستاذ جامعي مغربي هو البروفسور عبد السلام الخمليشي، الأستاذ في جراحة الدماغ والأعصاب بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وقد سبق لهذه الأكاديمية أن استضافت البروفيسور عبد السلام الخمليشي، في مناسبتين للقاءات الدولية حول الابتكارات في مجال الجراحة في البلدان الناطقة باللغة الفرنسية (5و6 نونبر 2021 و 28 و29 نونبر 2022) والتي قدم خلالها أمام أعضاء الأكاديمية الوطنية الفرنسية للجراحة أعماله حول الابتكارات التكنولوجية في التربية والتكوين في مجال جراحة الدماغ والأعصاب، وهي ابتكارات مكنت من تحقيق تقدم نوعي ملموس في العلوم العصبية في كل من المغرب وإفريقيا.
يجدر التذكير هنا أن مسار البروفيسور عبد السلام الخمليشي في التعليم العالي والبحث العلمي بكل من جامعة محمد الخامس والمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، يفوق 45 سنة، عمل خلالها على تكوين أجيال من الطلبة والأطباء والاختصاصيين في جراحة الدماغ والأعصاب، وهو المسار الذي تميز ببُعد نظر البروفيسور الخمليشي وبالابتكار، إذ أنه بُغية إيجاد حلول بديلة للميزانيات المحدودة المُخصصة للمستشفيات، أنشأ عام 1989 مؤسسة الحسن الثاني للوقاية من أمراض الجهاز العصبي ومكافحتها، حيث كان لهذه الأخيرة دور حاسم في اقتناء التكنولوجيات الجديدة التي كانت تفتقر إليها المستشفيات المغربية آنذاك، وبفضل مساهمة هذه المؤسسة، تم إدخال أوّل جهاز للأشعة بالرنين المغناطسي (IRM) للمغرب عام 1994 في مستشفى الاختصاصات بالرباط. كما استفاد هذا المستشفى، بفضل هذه المؤسسة وبدعم من وزارة الصحة، من مركز وطني للترويض والعلوم العصبية (بناء 2001-2008)، والذي يشكل اليوم مَعلمة في النظام الصحي المغربي بالنسبة لمعالجة المرضى المصابين بأمراض الجهاز العصبي من جهة، وبالنسبة لتكوين الأطباء المختصين في العلوم العصبية والبحث العلمي في هذا المجال.
ونظرا لإدراكه للوتيرة الكبيرة التي تتميز بها هذه الأمراض، والتي تزداد خطورة بسبب ندرة الأطباء المتخصصين، الناتجة جزئيا عن هجرة الأدمغة، اقترح البروفيسور الخمليشي عام 1998 على الفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الدماغ والأعصاب مُقترحا تاريخيا: إنشاء مراكز جهوية في القارة الإفريقية لتكوين أطباء مختصين في جراحة الدماغ والأعصاب. وهكذا، تم اعتماد قسم جراحة الدماغ والأعصاب بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 2001 مركزا مرجعيا دوليا لتكوين جراحي الدماغ والأعصاب الأفارقة.
ومنذ إنشاء هذا المركز، حظي برعاية جلالة الملك محمد السادس، كما نجح خلال 20 سنة، في تكوين أزيد من مائة جراج للدماغ والأعصاب ينحدرون من أكثر من 19 بلدا من إفريقيا جنوب الصحراء، واستفاد كل منهم من دورة تكوينية تدوم 5 سنوات تتوج بالحصول على شهادة الاختصاص.
وموازاة مع هذه الإنجازات الوطنية والقارية، يُعد البروفيسور عبد السلام الخمليشي عضوا نشيطا في جمعيات علمية متعددة، كما نشر ما يزيد عن 150 مقالا علميا في مجلات علمية متخصصة وألّف عددا من الكتب والدراسات.
كما حصل البروفيسور عبد السلام الخمليشي، خلال مساره المهني، على شهادات تقدير وميداليات علمية عدة، وتم تعيينه بمناصب علمية متميزة نذكر منها: عضو مقيم في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، رئيس مؤسسة الحسن الثاني للوقاية من أمراض الجهاز العصبي ومكافحتها، رئيس فخري للفيدرالية العالمية لجمعيات جراحة الدماغ والأعصاب، رئيس فخري للفيدرالية القارية للجمعيات الإفريقية لجراحة الدماغ والأعصاب، عضو مؤسس للأكاديمية العالمية لجراحة الدماغ والأعصاب، وعضو في الأكاديمية الوطنية الفرنسية للجراحة.


بتاريخ : 14/12/2022