تقديم وتوقيع كتاب تاريخ المغرب

 
بالمركز الجهوي لمهن  التربية  والتكوين الرباط، سلا، القنيطرة،  فرع القنيطرة، نظمت شعبة اﻹجتماعيات  بهدا المركز لقاء علميا تم خلاله توقيع  كتاب تاريخ المغرب الدي ألفه  اﻷساتدة،  إبراهيم بوطالب، عبدالعزيز أمين، جون برينيون،  كي مارتيني،  بيرنارروزنبيرجي  بتعاون مع ميشال طيراس، وقام بتعريبه اﻷساتدة،  محمد الغرايب، عبدالعزيز بل الفايدة و محمد العرجوني.
في بداية الحفل تدخل اﻷستاد  الباحث مولود عشاق،  الدي قام بقراءة  مفصلة للكتاب، محتوياته،   الحقب التاريخية التي  تناولها،  ومترجموه إلى  العربية،  وجاء في المداخلة، هل يمكن سبر  واستقراء الكتابة  التاريخية المغربية بدون استحضار و الوقوف على محطة الستينات من القرن الماضي؟ وهل يمكن ضبط اﻹيقاعات الكبرى  واﻹشكاليات  المحورية للمحطة بدون الوقوف  على حصاد ونتائج  مادبجه مؤلفوا كتاب تاريخ المغرب؟وهل يمكن تجويف و   حجب المقاربات التمهيدية والمحاولات اﻷولى  لتحرير تاريخ  المغرب من عقال النزعة اﻹستعمارية والشروع  في قراءته  قراءة متمكنة،  مؤسسة على رؤية رصينة، تنبش  في ماض المغرب وتنحث  فيه علامات  استفهام كبرى، أسئلة  متداخلة ومتراكبة تطرحها  سياقات صدور  الترجمة العربية لكتاب  تاريخ المغرب لمجموعة من المؤلفين برسم الموسم  الثقافي  2018، أشرف البحاثة محمد الغرايب، عبدالعزيز  بل الفايدة ومحمد العرجوني على تعريبه في ترجمة تنطوي أبعادها  على الكثير من عناصر الجرأة الموضوعية  والمغامرة  العلمية،  و على الكثير من عناصر الصبر واﻷناة بهدف بناء نص متناغم لغويا ومنسجم دلاليا،  و متناسق تركيبيا تستوعب  مكوناته وآلياته  دبيب اﻷمانة  التاريخية  مع ما يلازم  دلك من أجرأة للمصطلح والمفهوم وتحيين للظواهر  التاريخية ذات العلاقة  بالمجتمع  والسلطة واﻹقتصاد وهلم جرا من القضايا واﻹشكاليات التي  راعى المترجمون  نسغ  سياقاتها وكمياء  أنساقها، اﻷمر الذي أضفى على العمل من جهة شحنة متجددة على مستوى تأصيل المنطلقات  العلمية،  ومن جهة ثانية  قيمة مضافة إلى رصيد اﻷعمال  المترجمة نظريا  ومنهجيا،  ومن جهة ثالثة  رؤية مغايرة تحمل بين دفتيها مستلزمات تجديد  كتابة  تاريخ المغرب وفق توجهات  و مسارات تراهن  على الرؤية الجديدة للمؤرخين  المرتبطين بالمدد  الطويلة للحضارات والتيارات اﻹقتصادية  و المبادلات في ميادين الفكر  والفن بدل  التاريخ السياسي   وتاريخ اﻷسر الحاكمة،  إلا أن محاولة مؤلفي  تاريخ المغرب لتوجيه بوصلة البحث التاريخي في اتجاه الرؤية الشمولية  التي كانت تنادي بها مدرسة الحو ليات كانت محاولة مبكرة جاءت قبل آوانها،  هو أمر يعزى  إلى عو امل متداخلة منها، انشغال  المؤرخ  المغربي  على تقييم  وتصفية التركة اﻹستعمارية،  أرضية  مابعد اﻹستقلال لم تكن جاهزة لنقل تجربة  مدرسة الحوليات التي  حققت تقدما في الدراسات المونوغرافية  واﻷبحاث الدقيقة  والمعمقة، وظروف المغرب اﻹقتصادية واﻹجتماعية  والسياسية،  ثم قلة عدد المؤرخين المغاربة،  هدا على مستوى السياق الدي بلور الكتاب،  أما على مستوى أليافه فيمكن  إجمالها  فيما بلي،- إنصبت  موضوعات الكتاب على ملامسة وتتبع ثلاث  قضايا أساسية، 1 ) فترة ما قبل التاريخ وفيها تناول  بالدرس  والتحليل العصر الحجري وبدايات تاريخ المغرب اﻷقصى قبل روما 2 ) فترة اﻹسلام وفيها تعرض لعمليات الفتح اﻹسلامي ومختلف ردود اﻷفعال والدول  التي تعاقبت  على حكم المغرب. 3 ) فترة التغلغل اﻹمبريالي، وفيها تطرق للتحولات   والبنيات واﻷزمات وأنواع  المقاومات و المعارضات والنضالات التي كان المغرب أرضية رحاها.
أما على مستوى أهمية  وإجرا ئية الترجمة  فيختزل  المترجمون معالم وأبعاد  هده القيمة عندما أكدوا  في الكلمة التقديمية على الرغم من مرور  أكثر من 50 سنة على صدور هدا الكتاب،  إلا أنه ظل محافظا  على قيمته العلمية و البيداغوجية ، و لما حل ما حل بتعليمنا من نكسات على مستوى المناهج   والبرامج وتدني  مستوى  تكوين المتعلمين بشكل  مريع في التعليمين المدرسي   والجامعي  ، بدأ تلاميد التعليم  الثانوي  وأساتذة  جامعيون يتشوقون إلى محتوى هدا الكتاب ويتحدثون  عنه بكثير من الحنين واﻹجلال،  ولما كانت شمس اللغة  الفرنسية قد أفلت من مدارسنا وجامعاتنا العمومية،  تمنى الكثير من هؤلاء اﻷساتدة تعريبه  وتقريبه  من التلميذ  والطالب ليكون لهما عونا على سد بعض الثغرات في تكوينهما واستدراك ما فاتهما لقصر مدة التحصيل، قصارى الكلام  إن كتاب تاريخ المغرب  مشروع تركيب  لمقاربات متعددة يندغم  في بؤرته الجانب  التاريخي  والجغرافي والسوسيولوجي،  واﻷنتربولوجي وغير دلك من المقاربات التي يتداخل في تشكيل آلياتها مظان  تاريخية  مختلفة   ورحلات جغرافية متنوعة   ووفق منهج قوامه  التحليل  والتعليل والتفسير  والتأويل ورؤية قاعدتها ماذا حدث، وكيف حدث،  ولماذا  حدث؟.
– اﻷستاد عبدالعزيز بل الفايدة،  جاء في تدخله، الكتاب صدر سنة 1967، ويعد مرجعا أساسيا للباحثين طلبة وأساتذةو   المنشغلين بالتاريخ قديمه وحديثه،  الترجمة هي ممارسة كو نية،في عالم تتعدد فيه اللغات،  هي من أهم روافد  التقدم  ، إستعملها  العرب قديما،  والترجمة لها شروط،  ويشترط في المتر جم أن يتوخى الدقة،  الترجمة أنواع،و  استعرض مجموعة أسماء  لمترجمين  عبر التاريخ،  المترجم  وجب أن يكون متخصصا في الميدان  الدي يترجم فيه، وملما  باللغتين المترجم  منها والمترجم  إليها،  لتكون هناك مصداقية.
– اﻷستاد محمد الغرايب،الكتاب يجمع بين العلمي  والبيداغوجي، لعب دورا في تكوين  جيل الستينات،  السبعينات والثمانينات،  بعد التشاور مع اﻷستاد  ابراهيم بوطالب في شأن تر جمته أبدى موافقته،  ترجمة إستغرقت 10 سنوات، الصعوبة جاءت من التنوع فاﻷساتدة  الفرنسيين لهم أسلوبهم  والمغاربة كدلك، فكان  اﻹضطرار إلى توحيد هده اﻷساليب، المؤلف  هو مرجع يعود إليه حتى المستشرقون  واﻷوروبيون
، الترجمة هي اجتهاد ، هناك أمران صعبان،  الترجمة و  التحقيق ،المترجم يتحمل مسؤولية كبيرة فيما يخص تعرض  ما هو مترجم  للتشويه، و  التحقيق وجب  معه المرور على كل كلمة، ،،،.
وكان ختام  الملتقى بتوقيع المؤلف الدي عرف إقبالا  كبيرا عليه  من طرف اﻷساتدة والطلبة  والمهتمين بالشأن التاريخي. الكتاب يقع في 544 صفحة من الحجم الكبير، وصدر عن مطابع الرباط  نت.


الكاتب : أورارى  علي

  

بتاريخ : 24/07/2019

أخبار مرتبطة

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على

يقول بورخيس: “إن الفرق بين المؤلف والقارئ هو أن الكاتب يكتب ما يستطيع كتابته، بينما يقرأ القارئ ما يشاء”. فالكتابة

  “لا معنى لمكان دون هوية “. هكذا اختتم عبد الرحمان شكيب سيرته الروائية في رحلة امتدت عبر دروب الفضاء الضيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *