جولة في سوق الخميس المؤقت ببوزنيقة تكشف معاناة كبيرة للمستهلكين والباعة

بسبب غلاء المعيشة .. مواطنون يتخلون قسرا عن العديد من المواد الغذائية الأساسية

 

يتواصل ارتفاع الأسعار في العديد من المواد الاستهلاكية، بالرغم من كل التطمينات والوعود الحكومية، وبات ملموسا بالنسبة للجميع أن موجة الغلاء لن تكون عابرة وبأنها ليست بالظرفية أو المؤقتة نظرا لأن دائرتها تتسع يوما عن يوم، فقد مرّ شهر رمضان الذي اكتوت فيه جيوب المواطنين بسبب القفة، ولم تخمد نيران الأسعار إلا بالنسبة لبعض المواد المعدودة على رؤوس الأصابع وبشكل استثنائي، قبل أن تعاود الارتفاع من جديد.
أسعار ملتهبة، تطال الخضروات والفواكه والدواجن واللحوم الحمراء والأسماك، مما جعل الكثير من الأسر المغربية، المتوسطة منها والفقيرة التي لها دخل ضعيف أو منعدمة الدخل، تجد صعوبات في اقتناء ما تحتاجه من مواد غذائية الأمر الذي جعل الكثيرين يقررون «مقاطعة» عددا من المنتجات التي أصبحت غائبة عن موائدهم لأنهم لا يستطيعون اقتنائها، ويشترون ما هو أساسي بشقّ الأنفس. وضعية وقفت عليها «الاتحاد الاشتراكي» خلال قيامها بجولة داخل السوق الأسبوعي المؤقت «الخميس» الذي يتواجد وسط مدينة بوزنيقة بحي عثمان، واستفسرت عن أسعار بعض المواد الاستهلاكية الضرورية، فوجدت بأن الطماطم لايزال سعرها مرتفعا إذ تباع بمبلغ 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، أما البطاطس فيتراوح ثمنها ما بين 5 و 8 دراهم للكيلوغرام، وذلك حسب الجودة، أما البازلاء الخضراء المعروفة بـ «جلبانة» فثمنها يصل إلى 15 درهم، وبخصوص القرع الأخضر «الكورجيت» فثمن هذا النوع من الخضراوات يصل إلى 8 دراهم، أما فيما يتعلق بسعر الدجاج فقد وجدنا بأنه يباع بـ 17 درهما للكيلوغرام، في حين أن لحم البقر يباع بـ 90 درهما.
غلاء، لم تقف حدوده عند الخضراوات واللحوم، فحتى القطنيات عرفت هي الأخرى ارتفاعا في الأسعار، وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من العدس 16 درهما، أما «البلدي» منه فثمنه 20 درهما، ووصل سعر الفاصولياء «اللوبيا» إلى 20 درهما، والقائمة طويلة طول الأسعار المرتفعة. وكشف عدد من المواطنين الذين التقتهم الجريدة واستفسرتهم عن هذه الوضعية عن التأثيرات السلبية التي طالتهم نتيجة ارتفاع الأسعار. وعبر مجموعة من المتبضّعين عن استياءهم وغضبهم من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وشراء المواد الغذائية الضرورية، مشددين على أنهم باتوا محرومين من العديد من الأشياء التي كانت غلى وقت قريب حاضرة على موائدهم.
وعبّرت إحدى السيدات في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» عن ألمها لما تعيشه قائلة «أنا عاملة نظافة، أرملة، وأم لطفلتين، أعاني بشكل كبير جراء ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة مما يؤثر في بشكل كبير كمعيلة للأسرة، مضيفة « لم أقتن اللحوم منذ شهور بسبب ثمنها المرتفع الذي لا يتماشى مع قدرتي الشرائية، أما الفواكه لا أحتاج الحديث عنها لأنني لا أفكر فيها حتى، لأن همي الوحيد توفير وجبة الغداء والعشاء لطفلتي»، مبرزة «أعمل بجدّ لإعالة أسرتي، ولكن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من المصاريف الضرورية، لم يعد ما احصل عليه كافيا، أتمنى من الحكومة والمسؤولين أن يحسوا بمعاناتنا ويتخذوا إجراءات فعالة للتخفيف من ضغط الأسعار والعمل على توفير حلول ملموسة لنا كمواطنين في وضعية هشة.»
بالمقابل، أكد عدد من بائعي الدواجن في تصريحات للجريدة على أنهم يعانون بدورهم «من تحمل تكاليف الإنتاج والتسويق بسبب ارتفاع أسعار المواد العلفية والتكاليف العامة للإنتاج، وهو ما يضع ضغوطا على المزارعين والمربين»، مضيفين بأنه جراء ذلك «يضطرون إلى رفع الأسعار لتعويض تلك التكاليف الزائدة، مما يؤثر على المستهلكين ويزيد من صعوبة اقتناءها». وفي سياق ذي صلة، عبّر عدد من باعة الخضراوات هم أيضا عن قلقهم إزاء تراجع الإقبال على شراء الخضروات بسبب زيادة أسعارها، مما يجعلهم في بعض الأحيان يبيعها بأقل من ثمن الجملة «بالخسارة»، خصوصا الطماطم لأنها سريعة التلف، مما يؤثر على حجم مبيعاتهم وإيراداتهم.
تصريحات، لمستهلكين وباعة، تعكس وجود أزمة حقيقية، ترخي بظلالها على الجميع في انتظار تدابير حقيقية يمكن للمواطنين أن يلمسوا أثرها للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي يبدو بأنه وإلى غاية اللحظة لا يزال بعيد المنال.

(*) صحفية متدربة


الكاتب : (*) شيماء الريحاني

  

بتاريخ : 06/06/2023