دار الشباب المغربية .. سؤال الهوية وإكراهات التغيير

 

تعقد جمعية الشعلة للتربية والثقافة أيام 5/4/3 مارس المقبل بالرباط الملتقى الوطني الرابع لدار الشباب، والذي يأتي في سياق تجديد النقاش الذي فتحته كل ملتقيات الشعلة الوطنية الثلاثة السابقة، والتي شملت في لحظتها فضاء حرا للتداول حول واقع دار الشباب وأسئلة الحركة الجمعوية التطوعية والترافع من أجل موقعها في التنشئة الاجتماعية والفعل الثقافي والتربوي الجاد والمسؤول.
وسيعرف الملتقى الوطني الرابع مشاركة ثلة من المثقفين والباحثين والفاعلين الجمعويين وعدد من المنظمات التربوية والثقافية والفنية والرياضية العاملة بدور الشباب، والمهتمين بكل قضايا التنشئة الاجتماعية ومؤسسات الطفولة والشباب.
ولا يخفى على أي ناشط أو فاعل في الحركة المدنية والجمعوية المغربية، بشقيها التربوي والثقافي، مواكبة جمعية الشعلة للتربية والثقافة وطنيا ومحليا، شأنها شأن كل أطياف الحركة الجمعوية الجادة بالوطن، للنقاش الثقافي العمومي بدور الشباب المغربية، والتي ساهمت من داخلها في إغناء التداول حول طبيعة هذه المؤسسة الوطنية والعمومية ووظائفها وموقعها الهام في المجتمع برمته.
اليوم وفي إطار أدوارها الثقافية والتربوية، تفتح جمعية الشعلة للتربية والثقافة النقاش المستمر حول دار الشباب باعتبارها ذلك الفضاء الحر للمثاقفة وللفعل الإبداعي في عدة مجالات مختلفة منها المسرح والموسيقى والأدب والتشكيل ناهيك عن الأندية السينيمائية التي ساهمت بدورها في تشكيل وعي أجيال مختلفة من الشباب المغربي وانفتاحهم على ثقافات أممية عالية وقيم إنسانية كونية نبيلة، بحيث ظلت ذلك المكان الأقرب للطبقات المتوسطة والفقيرة ودورها الفعال في استقطاب الأطفال وشباب الأحياء الشعبية خاصة المهمشة منها للمساهمة في الحد من كل المعضلات الاجتماعية التي أرقت الدولة والمجتمع من قبيل النزوع نحو التطرف أو الانحراف بكل تجلياته المقيتة والمؤلمة.
هذا، وتتطلع جمعية الشعلة للتربية والثقافة من خلال هذا الملتقى الوطني الرابع المزمع عقده بداية شهر مارس بالرباط، وفي سياق دستور 2011، وتحقيقا لمبدأ الديموقراطية التشاركية، لفتح النقاش الحقيقي مجددا حول هذه المؤسسات، وذلك من أجل الوقوف عند أهم المعضلات البنيوية التي تعيق العمل داخلها وكل المعيقات التي تحد من تطورها على مستوى الوظائف والبنيات والتمويل والتجهيزات وفضاءات التنشيط السوسيو تربوي والثقافي وطبيعة مستويات التأطير ومواصفاته، بالإضافة إلى الإطار القانوني الذي سيمكن من كسب رهان الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع وكل شرائحه المستهدفة.
تسعى جمعية الشعلة من خلال هذا الملتقى الوطني الرابع، لإثارة إشكالية جوهرية تتعلق اليوم بمؤسسة دار الشباب بين سؤال الهوية التي تشكلت عبر عقود، وما ترتب عن ذلك من أسئلة حارقة حول أهم مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ومساهمتها الكبيرة في بناء الإنسان كمدخل أساسي لتطور المجتمع وتقدمه، فما السبيل إلى تطويرها لكي تلعب أدوارها مستقبليا كما تتطلع إليها الحركة الجمعوية لإعادة مساءلة وظيفتها في ظل كل التطورات والمتغيرات وما تقتضيه اللحظة اليوم، من تطويرها بنيويا وتجهيزها وتأهيلها كمؤسسة متفردة حاضنة للطفولة والشباب في كل الأوساط الحضرية وشبه الحضرية والقروية، وهو ما يسائلنا جميعا حكومة ومجتمعا مدنيا وكل المؤسسات المنتخبة والقطاع الخاص، ويضعنا أمام مسؤولياته لتأهيل هذا الفضاء الحاضن لقضايا الطفولة والشباب العادلة، وجعله ذا جاذبية للأجيال الصاعدة من الطفولة واليافعين والشباب الباحثين والمبدعين، واحتواء كل هذه القدرات وتوجيهها خدمة للوطن وحماية للمجتمع.


الكاتب : إيمان الرازي

  

بتاريخ : 02/03/2023