رحيل الروائي بهاء الدين الطود

صبيحة يوم أمس الثلاثاء رحل عنا الروائي والمحامي المغربي بهاء الدين الطود، صاحب رواية «البعيدون».
والراحل من مواليد مدينة القصر الكبير، درس الصحافة في مدريد بإسبانيا ودرس القانون في الرباط وباريس.
وقد صدرت له رواية «البعيدون»، عن دار الهلال المصرية سنة 1990، بينما رأت النور روايته الثانية «أبو حيان التوحيدي في طنجة» سنة 2010.
وكان بهاء الدين الطود، وفق ما يرويه عن نفسه، محاميا لملك مصر، أحمد فؤاد الثاني، ابن الملك فاروق، وللروائي الفلسطيني الكبير إيميل حبيبي.
وقد عرف بعلاقته الوطيدة بالعديد من المثقفين العالميين، أمثال روجيه جارودي ومحمود درويش وجابر عصفور وجمال الغيطاني، فضلا عن قرابته العائلية مع وزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى.
وما يحكيه عن روايته «البعيدون» أن «محمد شكري كان قد قرأ مسودة الرواية، قبل صدورها بحوالي أربع سنوات، ربما كان ذلك في سنة 1996، وقال لي حينها: هذه ليست رواية.. يجب إعادة كتابتها؛ ثم أضاف: أنت لست روائيا يا بهاء، أنت تكتب المقالة الأدبية والقصة القصيرة بلغة جميلة، أما الرواية فهي أمر صعب. وبما أنني كنت أثق في ذائقة شكري الأدبية، فقد وضعت الرواية في الرف، إلى أن زارني جابر عصفور، في غشت 2000، واتفقنا على قضاء يوم في شفشاون. وقد حدث قبل السفر أن طلب مني جابر إمداده بعمل أدبي مغربي لقراءته، فتذكرت مسودة «البعيدون»، التي كانت تحمل حينها عنوانا مؤقتا هو «منافي»، وبعد أن نزعت غلاف المطبوع الذي كان يحمل عنوان الرواية واسمي، سلمته إياه. وفي الطريق إلى شفشاون، وجدتني أسوق بتوتر كمن ينتظر نتيجة غير مؤكدة، فيما كان جابر منهمكا في القراءة. وبعد عودتنا من شفشاون، غادر جابر إلى أصيلة ومعه المسودة. وبعد يومين، اتصل بي الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي من أصيلة، حيث كان يقيم رفقة زوجته سهير في منزل وسط المدينة، وقال: اليوم أعدت سهير وجبة عشاء أنت مدعو إليها رفقة الطيب صالح (الروائي السوداني) وحمادي صمود (الناقد التونسي) وإدموند غريب (أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن) ومحمد بنعيسى وجابر عصفور.. وعندما دخلت البيت -ولم يكن جابر عصفور قد وصل- قال لي بن عيسى: «يقول جابر إنك كتبت رواية لم يكتب مثلها أي مغربي».


بتاريخ : 18/10/2023