صمْتُ الرّيح الهادِر

 

شَمَمْتُ مِلحَ البحْرِ كأنّي،،،
أذْرُو أحْلاميَ الصغيرةَ البسيطةَ المُتَلَعْثِمَهْ،
لكنّي…. أُدَثِّرُهَا.
تُرَى، مَنْ يَهْزِمُ عَنَّا سارِقَ الأحلامْ؟
سَأَبُوحُ بكُلِّ أسْرارِي لِلرِّيحِ،
لِلمَاءِ، لِلْفَجْرِ الّذي تَرَاهُ الطُّيُورْ.
لِماذَا كُلَّمَا تَمَلْمَلَ حَجَرٌ أَسَرُوهُ وَخَوَّنُوهْ؟
يَشُكُّ الْجَسَدُ في أطْرافِهِ: أَنْتَ أَيُّهَا الحَجَرْ،
تَتَنَفَّسُ هَواءً لَيْسَ لَكْ، والعُشْبَ والأَرْضَ والسّماءْ.
أَنْتَ مِنْ هناكَ لا مِنْ هُنا. سَتُحَاكَمُ كَغَريبٍ فينا.
تُرَى، مَنْ يَهْزِمُ عَنَّا سارِقَ الأحْلامْ؟
وَمَاذَا يَفْعَلُ المَوْتُ في هَذَا الهَوَاءِ الإْغْرِيقِّيِّ الّذِي يَسْكُنُنا،
يَسْكُنُنِي… يَسْكُنُ لُغَةً تُفَرّقُنا وتَأسَرنا.
آخُذُ مِنَ المَوْتَى صَمْتَهُمْ لِأَخْمِشَ بَيَاضَ ذَاكِرَتِنا،
أُقَشِّرُها لِأُميطَ قِشْرَةَ الوَقْتْ.
مَاثِلَةً هِيَ لا تَزَالْ، وبارِدَةً كالثّلْجِ،
كالْكَفَنِ النّاصِعِ البَيَاضِ،
كالمَوْتِ، كالخَوَاءِ، كَاللّاشَيْءْ.
مَنْ يَهْزِمُ عَنَّا سارِقَ الأحلامْ؟
لَا مِنْ عَدَمٍ أَصيحُ، لَكِنْ.
أُقَاسِمُكَ اللَّهَبَ الضّاحِكَ أُيُّهَا الثّلْجْ.
أنا لا ألْعَنُ الظَّلَامَ يا صَدِيقِي
أَنَا أَلْعَنُ الظِّلَال المُعْتِمَةْ فينا.
أَخَافُ مِنِّي لا منْكْ.
لِي لُغاتٌ مَجْهُولةٌ تَخشَى مُنْتَصَفَ اللّيْلِ وَمَسَاحيقَهْ.
أَهْمِسُ في أُذُنِ فاغْنَرْ:
عَلَيْكَ لَعْنَةَ المُوسِيقَى الهَادِرَةْ.
كَيْفَ أخُطّ باليُسرى ما تركَتْ يميني.
تناثرت الكلماتُ الدّافئةُ ثَكْلى على رصيفِ الكوْن،
داستها أيادٍ تُمَصْمِصُ الإسكيمو البارد،
لم تعد الأيادي تسرق القمرَ،
خبا كما تخبو الأشياء الصغيرة.
الموسيقى تمزّقُ أحشاءَ الكوْن لا زرقةَ السّماء،
كأنّي أمّطّطُ وقتا بلا زمنٍ،
مكانا بلا فضاءْ،
كوْنا بلا روحْ.
أيّتها النوتاتُ البلهاءُ استجمِعي قُواكِ فقدْ راحَ القَمَرْ.


الكاتب : عائشة عمور

  

بتاريخ : 31/01/2020